الرومي والراشد والحكومة والشعب!
في الانتخابات السابقة التي لا تمثل الشعب الكويتي كافة لم يكن هناك خياراً مطروحاً للسلطة التنفيذية لاختيار رئيس مجلس الأمة إلا علي الراشد لعدة اعتبارات أهمها أن علي العمير رجل ذو توجه سلفي والمجلس ذو أغلبية شيعية بسبب المقاطعة الشعبية، حيث خشت الحكومة ألا يكون هناك توافقاً بين الرئيس ـ إن كان العمير ـ والمجلس، لذلك وقع اختيارها على الراشد “ليس حباً بالراشد بل خوفاً من جماعة علي”!
كان الوضع مأساوي حينها جداً فوق كل التصورات فالشعب أغلبه مقاطع لإيمانه بمبدأ معين وفوق هذه المقاطعة تأتيهم السهام بأن الراشد رئيساً للبرلمان، فزاد بذلك الطين بله واشتعل الشارع؛ بل أن البعض بات لا يؤمن بوجود برلمان ـ حينها ـ ليس قصوراً بالسلطة التشريعية؛ بل لعدم إيمان هؤلاء البعض بوجود رئيس لا يستحق الرئاسة بوجهة نظرهم!
اليوم الوضع مختلف تماماً، فأغلب القوى السياسية عادت إلى الساحة السياسية بعد حكم المحكمة الدستورية واحتراماً منها للقضاء الكويتي “وما علينا من القوى غير المحترمة للقوانين” ـ مع أحقيتها في مواصلة المقاطعة ولكن دون التشكيك في القضاء ـ وها هي القوى اليوم تشعرنا بالأمان فهي التي قادت الدفة السياسية للسلطة التشريعية منذ تأسيس الدستور مهما كانت توجهاتها ولكنها ذات ركيزة أساسية في الحياة السياسية الكويتية.
بعد عودة هذه القوى صار حلم الراشد في الرئاسة كحلم “ناظم الغزالي” عندما يغني “طالعه من بيت أبوها” ويبدو أنها لن تعود، وتحلم بالعودة! هكذا تماماً هو المشهد السياسي القادم إلا إذا كان هناك تحالف حكومي هدفه إغاضة الشعب من جديد لمقاطعته السابقة، ولا نعلم هل الحكومة غبية إلى هذه الدرجة؟! الأيام المقبلة هي من ستحدد ذلك، ولكن هناك رسائل موجهة للحكومة، أولها إن كانت ترجو الاستقرار فعليها أن “تعيد سمج المجلس السابق إلى مايه” مبتعدة عنه وأن تعود للأغلبية المقاطعة التي عادت فهي الشعب، ومن يقدر الشعب يقدره الزمن! وثاني هذه الرسائل “الكويت أمانة وليست تسلية للألعاب السياسية”!
كل القوى السياسية القادمة إلى الساحة من جديد، وأقصد القوى لا “قوى الأطفال” ستزلزل الشارع بقدومها إلى برلمان الشعب وستعيد أهل العقول الراجحة إلى سدة الرئاسة، وتقاس العقول بأفضل المتقدمين إلى هذا المنصب إلى الآن ويبدو بأن الرومي هو الأرجح، ليس لإيماني وإيمان الشارع به إيماناً تاماً، ولكن يكفيه “الاتزان” المفقود لدى البعض، علماً بأني لست مع التحالف في كثير من الأمور، ولكن من الوطنية باعتقادي أن يكون الرئيس القادم للبرلمان هو الرومي حفاظاً على سمعة هذا المنصب، وصوناً له من تصاريح “المراهقين السياسيين” الذين ما إن قالوا لهم قولوا وقبل أن يكملوا “نطقوا تمسكاً بالمنصب” ضاربين رأي الشارع بعرض الحائط الذي سقط عليهم اليوم!
***
إن كان للمرحلة القادمة استقرار فلابد أن يقترن بأمرين، أولهما المشروع الحكومي الذي يجب أن يقدم بكل جدية، ثانيهما أن يعود كرسي رئاسة البرلمان للشعب بعد عودته للحياة السياسية عقب حكم المحكمة الدستورية، وهذه نصيحة إن كانوا عقلاء!
***
نبرة:
ـ نائب في الدائرة الخامسة شعاره “نعم نستطيع” “على مود إنه Yes We Can” .. علماً بأني متأكد لو سئل أوباما ينتمي لأي حزب بأميركا لما عرف الإجابة .. خلوها على ربكم!
محمد العراده ـ رئيس تحرير صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @malaradah