قلم الإرادة

ظلام في وضح النهار

   تتمتع الكويت بخيرات متعددة وكثيرة بفضل من الله  تتركز في ثروتها النفطية الهائلة مع توفر عناصر بشرية متعلمة وعاملة وكذلك موقعها المتميز علي الخليج العربي، كما أنها تتمتع باستقرار سياسي ولديها برلمان منتخب وإن كان دون الطموح الشعبي ولكن يتمسك به الشعب الكويتي كثيراً للحد من الممارسات الحكومية غير المتوافقة مع متطلبات وتطلعات أبناء هذا الوطن الذين يتطلعون إلى هذا المجلس ذو الصوت الواحد “الثاني” الذي قام في سابقة فريدة بحذف محاور استجواب بالتصويت عليه وحطم الأرقام القياسية في مناقشة عدد من الاستجوابات في جلسة واحدة، ومفتقداً إلى الاهتمام الجدي بمشاكل وهموم الوطن والمواطنين  فهل يعقل أن تقوم  وزارة الكهرباء والماء المتقاعسة عن أداء دورها في تحصيل أموال الدولة لدي المستهلكين بقطع المياه عن بيوت بعض الكويتيين وبعض بيوت الأيتام وبينهم الأطفال والنساء بحجة عدم دفع المستحقات وهذا أمر يجب التوقف عنده لدى ممثلي الشعب والاحتجاج على تلك الممارسة الخاطئة مع تأييد أن تقوم الدولة بتحصيل المستحقات وفق طرق أخرى كثيرة ومتعددة تتمثل بالاستدعاء والإنذار والتوعية والخصم من الراتب وليس بتلك الطريقة المجحفة.

 

أين نواب الأمة عن حادثة غرق طفلين كويتيين في بركة مواد نفطية ووفاتهم؟ وأين مسائلتهم الجادة لوزارة النفط عن تلك الجريمة؟ وعدم الاكتفاء بسؤال خجول لم يتم الرد عليه وتجاهله، كذلك أين هم عن إنشاء جسر للالتفات والرجوع إلى المدينة على طريق الملك فهد القادم من الوفرة والمخيمات باتجاه النويصيب؟ حيث حصدت الحوادث المرورية العائلات والشباب بسبب الالتفاف للخلف في خط سريع لا يسمح للاستدارة بسبب السرعة الزائدة والشاحنات الكبيرة القادمة من النويصيب  والسكوت على هذا الأمر وعدم الزام وزارة الأشغال بعمل جسور للاستدارة والاهتمام بأبناء الشعب الكويتي ومساواتهم بالشعوب الأخرى التي تنفق عليهم حكومتنا الموقرة ملايين ومليارات الدولارات.

 

أين بعض نواب الأمة عن التخبط الحكومي وتردي الأوضاع التعليمية والصحية والأمنية؟؟ وأين هم عن الازدحامات المرورية؟ ولماذا لم يحاسبوا الحكومة عن تقاعسها في تجنيس المستحقين من فئة “البدون” ممن خدم هذا الوطن وقدم التضحيات والذي تعهدت به الحكومة سنوياً؟

وأين هم عن تفشي الفساد والرشاوي والمحسوبيات وهدر المال العام في صور متعددة؟ حيث أن بعضهم مشغول باستجواباته الشخصانية والطائفية والتكسب الشعبي في مجلس يعاني من بعض الأمراض العضوية والنفسية ويلعب في الوقت بدل الضائع حيث أنه مهدد بالإبطال كسابقه ذو الصوت الواحد الأول.

 

الشعب الكويتي يراقب الأداء ولا يمكن أن يقوم بعض النواب بخداعه بمواقفهم وعدم وضوح إليه تصويته علي المشاريع والقوانين، فيكفي الخداع والتلون وعدم الاهتمام فالشعب الكويتي يستحق منهم الكثير ولكن بعض أعضاء هذا المجلس لا يستحق الوصول ولا يملك شرف تمثيل هذا الشعب الوفي، فرفقاً بأبناء الشعب ومتطلباتهم في ما بقي من العمر القصير جداً لهذا المجلس في أدائه المبهم غير الواضح حيث أنه ظلام في وضح النهار.

 

دالي محمد الخمسان ـ كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية

 

Twitter: @bnder22

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى