قلم الإرادة

تكفى عطينا ويه!!

   محاولة كسب ود الدول من خلال إعطائها المنح والقروض هي سياسة لا تفسد لود المنطق الدولي قضية. فالولايات المتحدة مثلاً لا يدري يمينها الديموقراطي ما أنفق يسارها الجمهوري من المعونات والمنح والذي منه ولا تجد الكونغرس هناك أو الشعب يحتج أو يعترض على هذا الأمر إلا فيما ندر؛ لأنه يعلم أن “مَرد المكاسب ” المستقبلية على قصاب المصالح الأمريكية التي تعرف من أين تؤكل الكتف الدولية.

 

طبعاً مقارنة الكويت بأمريكا هي مقارنة ظالمة فأمريكا دولة عظمى ترسم السياسيات الدولية بفرشاة أساطيلها وبوارجها بينما نحن دولة صغيرة أمكانياتنا محدودة و”يدوبك نشخبط على الحيط ” الدولي مرة أو نمشي جنبه مرة أخرى, محاولين إيجاد مكان لنا على مسرحه الواسع.

 

والأموال هي طريقنا الأوحد لذلك, وصندوق التنمية هو أمضى أسلحتنا الخارجية ولا شك .. كل هذا مفهوم ولكن الشيء غير المفهوم هو مفارقة فتح حنفية الأموال الخارجية على آخرها بينما شعبنا في الداخل يعيش على “تناكر” الآمال التنموية !!

 

عندما نمنح قرضاً تنموياً  لدولة ما فعلينا أن نتذكر أن المنطقة الرابعة والخامسة ليس فيها إلا ثلاث مستشفيات فقط يخدمان ثلثي السكان !! وعندما نتبنى البنية التحتية لدولة ما فعلينا ألا ننسى بنّيتنا التحتية “العانس” تنموياً والتي لا تجد متر قماش إنشائي يستر “وعورة” شوارعها أثناء هبوب رياح الزحمة !! وعندما نشيد الجامعات في الخارج مثنى وثلاث ورباع علينا أن نطلق زواجنا الكاثيولكي مع جامعتنا الوحيدة وأن نيقن بأن ما يحتاجه بيت الوطن يحرم على “جامعات ” خلق الله !!

 

حكومتنا الرشيدة يا أعدل الناس إلا في “تنميتنا” …. فيم الخصام وأنت الخصم والحكم !! .. أعطي بارك الله بك دول العالم كما تشائين وأجزلي لتنمياتها العطاء فنحن لا نلومك في ذلك ما دام منطق السياسة العالمية معك ولكن “تكفى …عطي تنميتنا الداخلية ويه ولو لمرة واحدة في حياتك ” !!

 

 

فالح بن حجري ـ كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية

 

Twitter: @bin_7egri

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى