قلم الإرادة

لحظات الإشراق ولحظات الظلام !

لحظات التتويج والفوز بالألقاب الفردية والجماعية قد لا تُضاهيها 

 

لحظاتُ أُخرى .. ورُبما تكون لحظاتُ الحظِ السيء “الأسود” 

 

قد تكون موازية للأولى على النقيضِ تماماً , 

 

بين هذا وذاك لابد أن نؤمن بأن نظرية كرة القدم أو لنقلْ 

 

قاعدة كرة القدم رغم صلابتها في أحيانٍ إلا إنها تسيرُ إلى جانبِ الشذوذِ

 

والخروج عن هذه القاعدة بصورة أكثر من مؤلمة , 

 

ولكي أكون واضحاً مع القارئ لطالما سميتُ هذه اللحظات 

 

بالجانب “الأسود المظلم” من جوانب لعبة كرة القدم !

 

هي ليست حالة أو إثنتان أو عدد بسيط , وإنما عددٌ لا يمكن حصرّه في مقالة أو مجموعة كتب متسلسلة ..

 

لنرَ سويةً مجموعة من الأحداث العالمية والتي بدورّها قد تسببت بحالة “إحباط وحزن” مزمن لأصحابها رُبما حتى هذه اللحظة؟!

 

 الأسطورة بوشكاش يفرض نفسه علينا وعلى الجميع كأسطورة الكرة الهنغارية على مرِّ التاريخِ ,

 

الكرة الهنغارية كانت في الخمسينات بحاجة ماسة إلى رُبان يقود كتيبة البحارة الهنغار إلى برِّ الأمان ,

 

أفلّح بوشكاش وغيره من النجوم بتحقيق مباريات للهنغار وللتاريخ بشكلٍّ عامٍ ,

 

إلا أن هزيمتهم الوحيدة في تلك الحقبة الزمنية كلفتهم تحقيق البطولة العالمية الأولى في المعاقل السويسرية ,

 

ما عسانا أن نقول إلا قدر الله وما شاء فعل ,

 

لا تزالُ هنغاريا تحنُ إلى منتخب الخمسينات وإلى الراحل بوشكاش

 

فما قدماه للعالم لن يُمحى بسهولة !

 

وما أعرفه ومتيقنٌ منه بأن هنغاريا إندثرت تدريجياً

 

بعد جيل مجرّ الخمسينات .

 

 

يُقال بأنه مفتاح البوابة البرتقالية القديمة .. 

 

وما أكثر ما قيل عن هذا وذاك .. 

 

يوهان كرويف إمتاز عن لاعبي عصره بقدرته 

على توزيع مراكزه أثناء اللعب والتميز في كُلِ مركزٍ !

 

فما كان معروفاً بالسابق أن المهاجم هو المهاجم لا يمكن أن يكون جناح ,

والجناح هو الجناح لا يمكن أن يكون مهاجم ,

 

إلا أن كرويف كان نوعاً فريداً جداً من نوعه , 

وإستطاع أن يجمع بين الأنواع الهجومية .. 

 

فكان ورقة رابحة لأي فريق ولمنتخبه الهولندي ,

لا إنكار بأن الحظ خذله في نهائي الألمان ,

 

لكنه لم يستطعْ أن يكون كما كان في مونديال الأرخنتين

الذي لم يشارك فيه لتقدمه بالسنِّ ,

 

أقلّة بأن هذا الرجل صنع الجيل الإستثنائي لهولندا 1974 

 

وبدوره ساهم بمنحه اللقب الغريب والفريد من نوعه يُكنى بإسم “البطل الغير مُتوج” !

 

Image

تـوستـاو

مهاجم برازيلي إختلف تماماً عن مهاجميِّ عصره ..

ورغم صغرِّ سنّه

 

 

إلا إنه إستطاع فرضَّ نفسه كإسمٍّ برازيلي وبجدارة في 1966 , وكان من أبطال برازيل الأرض 1970 ,

 

يختلفُ توستاو عن بيليه وجارنشيا وجارزينهو , علماً بأن الثلاثة المذكورين , يلعبون في مراكز هجومية مقاربة إلى مركز توستاو ,

 

إلا أنه , يمتازُ عنهم بمقدرة هائلة جداً على تسجيل الأهداف بغزارة وبمباريات قليلة جداً !

 

هذه الخاصية يتفوقُ فيها توستاو على المذكورين أعلاه

حيثُ سجل 32 هدفاً في 54 مبارة دولية له مع البرازيل ,

بالطبع نسبة 0.60 هدف في المبارة , نسبة لا يمكن الإستهانة بها ,

 

حيثُ عُلِقَتْ الأمالُ بشكلٍّ كبيرٍ على توستاو بعد إعتزال بيليه ,

وبات إسم توستاو إسم البطل القادم بجوار ريفلينيو الذي سيحملُ الغلالة رقم 10 ,في مونديال ألمانيا الغربية 1974 ,

 

و لسوء الحظِّ لهذا القناص البرازيلي , تعرض لإصابة غريبة نوعا ما ..

حيثُ إصطدمت الكرة بوجهه مما سببت له مشكلة في شبكيّة العين ,, ومع تعافيه منها .. إلا إنها قد راودته في مباريات الباوليستا ( دوري المقاطعات البرازيلي )

 

وخوفاً على صحته الشخصية , أعلن اللاعب إعتزاله لعبة كرة القدم في عام 1972 , وبسنِّ السادسة والعشرين !

 

لكم أن تتخيلوا مدى هذا الحظِّ العاثرِّ ومدى سوء حظ توستاو وعدم تحقيقه لآمال البرازيليين

الذين رأوا بأهدافه شبهاً كبيراً بينه وبين الأسطورة بيلية .

 

أعتقدُ بأن جنون كرة القدم قد وصلّ لذروته في الحالتين اللتان سنطرحهما

 

سوياً , القصة تكمنُ في أفضل لاعب مرَّ على تاريخ الكرة الإيطالية 

 

قد إقترن إسمه بإسم الحظ “العاثر” ولنقلْ بأن نقطة ركلات الترجيح 

 

هي التي أوصلت الإسطورة روبيرتو باجيو إلى نهاية غير جميلة 

 

على الصعيد الأزرق الآتزوري , فما بعد مونديال إيطاليا ومارادونا 

 

إنتقلت إلى مونديال أمريكا وروماريو وختاماً بمونديال الديوك حيثُ 

 

كان “الحظ الأسود” وسوء الطالع خصوماً لن يفارقوا باجيو أبداً 

 

حتى رحل “المايسترو” عن عالم الكرة بعد حينٍ , 

 

لازلت أؤمن وحتى آخر يوم في لعبة كرة القدم بأن إيطاليا 

 

لم ولن تحصلْ أفضل من صاحب هذه الركلة “الساحرة” .

 

هُناك من يُشاطر روبيرتو باجيو في حظّه العاثر نوعاً ما ..

 

رُبما الأفروقة تكمن في إختلاف النهايات بين الإثنين ,

 

أوي سيلر “إسطورة هامبورغ” قد لا يبدو محظوظاً كفاية , 

 

فالهداف المرعب بضرباته الرأسية لعب في جميع مونديالات 

 

الملك بيليه .. ولسوء الحظ لم يحظَ بأيّ واحدٍ منهم !

 

تبدو كأس 1966 هي أقرب كؤوس العالم لزيلر طوال مسيرته ..

 

ولكونه إمتاز بجميع أنواع التصويب نحو المرمى والإرتقاء العالي رغم “قصر قامته” إلا أن هذا لم يكفِ لتحقيق موندياله الأول!

 

وما بعد “فضيحة” مونديال إنجلترا علّق سيلر على هذا الأمرِ قائلاً: الكرة لم تجتزْ الخط ! لقد تعرضنا للظلم الفاضح ! 

 

يقول جيرد مولر “الطوربيد” لقد تعلمت من سيلر كيفية التصويب بأكثر كيفية وأؤمن بأن الحظ لم يخدمه في بلاد “الأعداء” !

 

رغم بساطة الكلمات وقساوة فحواها ألمانيا عوضت “حظ سيلر السيء” بحظٍ أجمل مع جيرد مولر وريث إبن هامبورغ السابق.

 

وفي جانبٍ مُشابهٍ جداً من نفس اللون الأزرق , 

 

لا أستطيع أن أتجاهل صديق روبيرتو باجيو في جميع المباريات العالمية

 

والتي إشتركا بها سوياً لتحقيق الذهب الذي “عجزوا” عن جلبهِ , 

 

مالديني قد يكون أشد حُزناً من الأولِ ولأسباب أكثر ألماً .. 

 

فالأولى بأن مالديني قد حقق كُل شيء ممكن لنادي ميلان “الروسينيري”

 

لا توجد بطولة عجزّ عنها الصخرة الإيطالية من تحقيقها , 

 

وفي نهاية الأمر تلقى تحيّة حارة من جماهير الجوسيبي مياتزا 

 

لكن مع “التنويه” بأن باريزي هو إسطورة ميلان وليس مالديني ,

 

مما ترك علامات إستغراب وإستنكار ورُبما في الأعماقِ “إستحقار” جراء تلك الفعلة الشنيعة من تلك الفئة “الجاحدة” !

 

فالأمرُ لايزالُ خالداً في ذهنِ اللاعب على غرار باجيو الذي “تكيف” لاحقاً مع ركلة الجزاء المُهدرة في نهائي 1994 .

 

أحياناً تُصبح كرة القدم “ذات لون أسود” على الرائعين والأباطرة , وتُصبح بيضاء للآخرين رغم توسط أداؤهم , 

 

فمن كان يدري ؟ بأن الإحتياط ماترازي وكنفارو سيحققون كأس العالم ومالديني لا !

 

ومن كان يدري بأن يُحقق توتي ولوكا توني كأس العالم وباجيو وفيري لا !

 

هذه بذرة بسيطة من أشجار ظلام كُرة القدمِ , فمن يدري قد يفوز منتخب متوسط بكأس القارات أو العالم 

 

وتبقى أسماء رنانة متوهجة في القارة العجوز خارج نطاق منصات “التتويج”

 

وحينها قد نضطرُ إلى إضافة هذه الأسماء يوما ما .. إلى الأسماء المذكورة في الأعلى .

 

فـهـد الـفـضـلـي – كـاتـب فـي صـحـيـفـة الإرادة الإلـكـتـرونـيـة 

 

Twitter: @Fahad_Fenomeno

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى