الصانع: الشراكة الفاعلة أحد مرتكزات العمل الإنساني والخيري
اكد وزير العدل ووزير الأوقاف والشؤون الاسلامية يعقوب الصانع ان المؤسسات الخيرية الحكومية والأهلية بالكويت تحتل مواقع الريادة في خريطة العمل الانساني فاستحقت الكويت بجدارة ان تكون «مركزا للعمل الانساني» في العالم، مشيرا الى ان توجيهات صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد كان لها دور اكبر في تطوير مسيرة العمل الخيري والانساني حتى نال سموه وباستحقاق لقب «قائد العمل الانساني» بشهادة أكبر منظمة دولية «الأمم المتحدة»، جاء ذلك في كلمة ألقاها الصانع نيابة عن راعي الحفل رئيس الوزراء بالإنابة وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد في الملتقى الدولي الرابع للعمل الانساني «الشراكة قوة واستدامة» المقام في فندق ريجنسي ولمدة يومين وبمشاركة 130 مؤسسة عالمية.
واضاف الصانع ان الكويت تفاعلت مع متطلبات العمل الخيري والانساني والاغاثي للدول التي اصابتها النكبات والكوارث من خلال عقدها العديد من المؤتمرات لاغاثة الانسانية، فعقدت مؤتمر المانحين للشعب السوري الاول والثاني والثالث، وساهمت بفاعلية في المؤتمر الرابع وتعمل وزارة الخارجية في هذا الاطار على دعم ومساندة تلك الانشطة الخيرية تعبيرا عن اهتمام الوزارة في القضايا الانسانية في العالم، وذلك بمساندة العمل الخيري الحكومي والاهلي، كما تحرص الوزارة دائما على تلبية دعوات الجمعيات الخيرية للمشاركة في افتتاح العديد من المشروعات الخيرية الكويتية في انحاء مختلفة من العالم.
واكد ان العمل الخيري اصبح جسرا للتواصل بين الشعوب التي تتعرض لاوضاع انسانية مؤلمة، فلا مجال للعمل في جزر منعزلة بل لابد من وجود شراكات فاعلة بين المؤسسات الخيرية لتلبية نداء الواجب الانساني في كل نازلة تقع بالشعوب، فالشراكة الفعالة ستظل واحدة من مرتكزات العمل الانساني والخيري والتنموي في ظل تنامي ضحايا الكوارث وزيادة اعداد اللاجئين والنازحين والذي تجاوز 60 مليون شخص وفقا لتقديرات الأمم المتحدة، اكثرهم من الاطفال بالاضافة الى ارتفاع نسبة الفقر حيث يعيش 702 مليون شخص تحت خط الفقر على مستوى العالم.
فالعمل الخيري والانساني اليوم في حاجة الى العمل على تعزيز التواصل وبناء الشركات الفاعلة بين المنظمات الانسانية الدولية والاقليمية والمحلية وانشاء مجالات للتعاون والتنسيق بين الجهات الفاعلة الرئيسية في المنطقة، واقامة منصة للحوار وفتح قنوات جديدة لتبادل المعلومات لدعم العمل الانساني والخيري.
من جهته، قال الامين العام للرحمة العالمية يحيى العقيلي: انه من دواعي الفخر والاعتزاز ان يعقد هذا الملتقى الانساني في الكويت التي توج اميرها سمو الشيخ صباح الاحمد قائدا للعمل الانساني، ولقبت هي مركزا دوليا للعمل الإنساني، وتم اختيارها لتكون عاصمة الثقافة الاسلامية لهذا العام.
وأضاف ان استضافة الكويت ممثلة بجمعية الاصلاح الاجتماعي (الرحمة العالمية) لهذا الملتقى بتوصية من الملتقى الإنساني الدولي الثالث دلالة من دلالات عدة على تبوؤ الكويت اميرا وحكومة وشعبا ومؤسسات خيرية حكومية وأهلية موقع الريادة في العمل الخيري والإنساني، وشهادة على اصالة هذا العمل المبارك وتجذره في قلوب ابناء هذا الشعب.
وقال العقيلي ان الملتقى الدولي الإنساني الرابع ينعقد تحت شعار «الشراكة.. قوة واستدامة»، وندرك نحن في اللجنة التحضيرية عند اختيارنا لهذا الشعار انه ليس شعارا مستحدثا، بل سبق ان تناول موضوع الشراكة في منتديات ومؤتمرات عدة، ولكننا وضعناه لنتناوله كخيار استراتيجي للمنظمات الخيرية الإنسانية في العالم الإسلامي، ولنلقي الضوء على زواياه المختلفة بشمولية تستوعب عناصره، وموضوعية تزيد الوعي به، وترسخ القناعة، وتحفز الارادة، ليكون خيارا استراتيجيا لمنظمات العمل الخيري والانساني في العالم.
كما أننا اردنا لملتقانا هذا ان يجمع بين الجانب النظري التأصيلي لموضوع الشراكة والتجارب العملية، والخبرات المكتسبة، وتعزيزا للخروج بنتائج عملية لملتقانا هذا، ستشهد فقراته توقيع شراكات بين بعض المنظمات المشاركة فيه، كما سيتضمن فقرة لعرض إبداعات متميزة في العمل الإنساني تم اختيارها من لجنة متخصصة، وسيشهد ملتقانا كذلك بإذن الله ولادة مباركة لإعلان الملتقى كيانا اعتباريا انسانيا لدول العالم الاسلامي يفتح ابواب عضويته للمنظمات الخيرية الانسانية.
بدوره، قال رئيس مجلس الامناء لمنظمة الدعوة الاسلامية بالسودان سوار الذهب ان العمل الخيري والانساني قيمة انسانية سامية، لا يمكن نموه إلا في المجتمعات التي تنعم بالثقافة والوعي والمسؤولية، فهو يلعب دورا مهما وإيجابيا في تطوير المجتمعات وتنميتها وتقوية اواصر العلاقات بين الشعوب، ولذا استحق ان نطلق عليه الديبلوماسية الشعبية، لما له من دور ملموس في بناء الإنسان وتنمية المجتمعات ومعالجة مشكلاتها الاجتماعية والاقتصادية.
ولقد جسدت الكويت نموذجا متميزا للعمل الإنساني والخيري، فهي دائما سباقة في نجدة المحتاجين، دون التمييز بين دين او عرق او لون، مما جعلها مركزا للعمل الإنساني، واستحق اميرها صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد لقب قائد العمل الانساني، وما تقوم به مؤسسات الكويت الخيرية الحكومية والأهلية من اعمال اغاثية وتنموية لهو محل تقدير وشكر.
التعاون بين الأطراف الفاعلة في المجتمع الدولي
تحدث في الجلسة الأولى د.علي محيي الدين القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ونائب رئيس المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث عن التعاون من منظور إسلامي واورد بعض الآيات والاحاديث الدالة على التعاون ما يدل على شمول جميع من يريد التعاون على البر والتقوى مع قطع النظر عن دينه وفكره وأيديولوجيته.
وأضاف ان رسالة المسلمين هي توصيل الرحمة بمعناها الشامل إلى العالم أجمع، وتعميم هذا الخير بكل الوسائل ليعيش الإنسان في خير وبركات وأمن وأمان، وهذا إنما يتحقق على الوجه الأكمل عن طريق التعاون والشراكة.
من جانبه قال د.بطاهر مختار بوجلال إن تحقيق التعاون المنشود على المستوى المحلي والإقليمي والدولي لا يمكن أن يتيسر من دون توفر التعاون المطلوب بين كافة الجهات المنوط بها مسؤولية اتخاذ القرار في المجالات الإنسانية. ولابد أن يكون ذلك أيضا عن طريق مجموعة واسعة من المبادرات في كل من مجالي العمل الإنساني والتنموي.
إن التحديات الإنسانية التي يواجهها العالم يمكن التعامل معها بصورة فاعلة من خلال التعاون الوثيق بين كافة الأطراف الفاعلة المعنية في المجتمع الدولي مجسدة في الحكومات والمنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص وجمعيات المجتمع المدني ذات الصلة.
إن الهدف الأساسي هو توفير حلول مستدامة للمعاناة التي يتعرض لها الضحايا وعلينا أن نتذكر دائما أن ساحة العمل الإنساني مفتوحة أرجاؤها لجميع الأطراف الفاعلة دون أن يكون فيها «يد عليا أو يد سفلى، بل إنها يد إنسانية واحدة تعمل في تناسق تام».
إن التحديات في العمل الإنساني مازالت قائمة ومتعددة حيث يوجد في الوقت الراهن أكثر من 40 نزاعا مسلحا، أما الكوارث الطبيعية فقد شهدت ارتفاعا كبيرا من حيث تنوعها وعدد ضحاياها فمنذ 1975 ارتفعت من 100 الى 350 كارثة وعدد الضحايا ارتفع من 50 مليون الى 300 مليون هذا الى جانب حالات انتشار الفقر والجفاف وأعداد اللاجئين والنازحين مثل ما هو حاصل في سورية والعراق واليمن والصومال.
في المقابل فإن عدد المنظمات الإنسانية الدولية في تزايد مستمر منذ التسعينيات حيث بلغ 15000 منظمة غير حكومية منها 2000 يتمتعن بالصفة الاستشارية أو صفة المراقب لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي بالأمم المتحدة.
وقال السفير ضياء الدين سعيد بامخرمه يظل تنظيم وتأثير وتطوير العمل الإنساني مطلبا ملحا في الوقت الذي يعاني فيه بنو البشر من تحديات جمة على المستويات كافة سواء كانت كارثية ناتجة بفعل الطبيعة أو نتيجة للحروب والنزاعات الأهلية، وتبرز الحاجة لبرامج محاربة المرض والجهل والفقر وتحقيق التنمية المستدامة للمجتمعات النامية أو الاقل نموا كأحد هذه المطالب الملحة.