حلب.. بين أمل الحياة وترقب الموت
ليس بالرصاص والبراميل والقذائف وحدها يقتل الإنسان في حلب، فأهالي المدينة الشمالية في سوريا يدفعون أثمانا باهظة لصمودهم ليس أقلها غياب الكهرباء والخبز والمياه، لكنهم يعيشون بين أمل الحياة وترقب الموت.
فالغارات الجوية التي تسببت بمقتل العشرات في خلال الأسبوع المنصرم استهدفت ايضًا معظم البنى التحتية الواقعة تحت سيطرة المعارضة ما دفع عددا من المؤسسات في المدينة إلى إنشاء مخابز تحت الأرض حفاظا على لقمة العيش من الاستهداف الجوي خصوصا مع صعوبة وصول المواد الأولية.
وتعاني المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة في حلب من نقص شديد في المواد الأولية كالقمح والمياه، في وقت تعاني البنى التحتية للمدينة من دمار شديد من جراء الغارات الجوية، التي استهدفتها الأسبوع الماضي.
وقد عمد من تبقى من فنيين إلى استغلال الهدنة الهشة لمحاولة إصلاح ما تضرر، إذ استغل عمال الكهرباء في حلب ساعات هدنة لم تكتمل لصيانة محولات الكهرباء التي لم تسلم من قصف الطائرات ما أدى الى انقطاع شبه كامل للتيار، وهم يواجهون خطرا دائما وصعوبة في العمل نظرا لغياب المواد اللازمة لعملهم ما يبقي المدينة وأهلها تحت خطر الظلام الدامس وتبعاته الخطيرة.
وتعرضت محطات المياه في المدينة أيضا لغارات جوية وتحديدا في باب النبيرب، ما أدى إلى تدميرها وخروجها عن الخدمة في وقت يحاول من تبقى من فنيين ومهندسين إصلاح الأعطال.
وكان الجيش السوري أعلن التزامه بهدنة في حلب، تبدأ الساعة الواحدة صباح يوم الخميس وتدوم 48 ساعة.
وجاءت الهدنة المفترضة في حلب بعد ساعات قليلة من إعلان الخارجية الأميركية حصول توافق أميركي روسي لتوسيع الهدنة لتشمل المدينة التي تعرضت لعشرة أيام من القصف العنيف قتل فيها أكثر من 200 شخص.