قلم الإرادة

رواية ملغومة عنوانها تاجر البندقية !

رواية إمتدت لأكثر من أربعة عقود في تاريخ البشرية .. 

 

حيثُ كان مؤلفها “المحنك” الإنجليزي ويليام شكسبير .. 

 

فظهرت في ظواهر المسرحية “العداء” الشديد بين المسيحيين واليهود في ذلك الزمانِ ..

 

رُبما لا يزالُ الأمر عالقاً حتى هذه اللحظة التي أخطُّ بها هذه الأحرف البسيطة ..

 

تقولُ الرواية “الشهيرة” والتي تمّ إنتاجها وإعادة عرّضها

 

مئات المرات للتذكير ببواطن وقذارة الجنس “اليهودي”

 

في أيّ مكانٍ وزمانٍ !

 

حيثُ كان هناك تاجرٌ يهوديّ في مدينة فينيسا “البندقية” يجمع الأموال الحرام والربا بالطرّث

 

غير المشروعة  يُدعى “شايلوك”

 

وكان هُناك تاجرٌ إيطالي “مسيحي” يُدعى  “أنطونيو” وكان محبوباً لدى الجميع

 

حيثُ كان يُقرض الآخرين دون فوائد أو ربا ..

 

فقد كان هذا الإنطونيو وفي كُل مرةٍ يرى اليهودي شايولك كان يبصقُ على عبائته ويشتمه ويمارسّ جميع 

 

أنواع الإهانة لهذا اليهودي , وفي المقابل كان اليهودي يُبدي الإحترام والمودة والحقيقة الباطنة لهذا اليهودي

 

هي الحقد والحسد والرغبة بالإنتقام من هذا الإيطالي في يومٍ ما .. 

 

وفي يومٍ ما إضطر الإيطالي إنطونيو للإقتراض من هذا اليهودي لمساعدة صديقه للزواج من فتاة غنية جداً .. 

 

فوفرت هذه الحالة فرصة إنتقام شايلوك من إنطونيو وطلب شيئاً عجيباً وغريباً في حال تأخر الأخير عن التسديد ..

 

لم يطلبْ المال أو زيادة باهظة .. وإنما طلب جزءاً من “لحم” إنطونيو يُقدر برطل من اللحم إن تأخر عن التسديد !

 

بطبيعة وقع إنطونيو على العقد وأمام المحكمة وكان واثقاً من وصول سفنه للتسديد .. 

 

ومع هذا وذاك حدث عكس ما توقع لإنطونيو وإضطر إلى الذهاب إلى المحكمة حيثُ سيحصلُ اليهودي

 

على مآربه وقطع جزء من لحمهِ .. إلا أن المُحامي “المتنكر” وهي بوريشيا زوجة سانيو صديق إنطونيو 

 

والذي إقترض مالاً لمساعدة سانيو على الزواج من بوريشيا “الثرية” قد تكفلت ببراعة في فكِّ طلاسم وأطماع اليهودي

 

وأقنعت القضاء بأن على شايلوك أن يقطع رطلاً من لحم إنطونيو دون أن يهدر قطرّة من دمهِ ! 

 

فهذا لم يكنْ منصوصاً عليه في العقدِ ! وهذا يعني بأن اليهودي كان يطمحُ إلى إراقة دماء وقتل المسيحي إنطونيو

 

في مدينة “البندقية” !

 

مما أجبرّ القضاء الإيطالي آنذاك إلى تخيير شايلوك بأمران وهما إما الإعدام أو التنازل عن ثروته لإنطونيو وللمحكمة معاً !

 

فلم يجد اليهودي أيّ حيلة إلا للرضوخ لأوامر المحكمة وليعودَ إنطونيو حُراً طليقاً من جديد بفضل “ذكاء” بوريشيا 

 

زوجة سانيو صديق إنطونيو .. 

 

تم الإكتشاف لاحقاً بأن سبب تأخير سُفن إنطونيو يُعود إلى مكيدة قام بها “اليهودي” شايلوك !

 

لتنفيذ مُخططه “الخبيث” لاحقاً .. 

 

وطبعاً لم يتحققْ مُراد اليهودي شايلوك وإنقلبت الأمور رأسا على عقبٍ !

 

 

 

عندما قرأتُ القصة تذكرتُ إموراً قد حدثت في هذا الوقت وهي شبيهة نوعاً ما إلى هذه القصة ..

 

“هدفٌ” جميل من كريستيانو رونالدو قضى على آخر أملٍ في الإحتفاظ ببطولة الليجا ..

 

الجماهيير العريضة خرجت حزينة ومكسورة العيّن بعد هذا الهدفِ وإضاعة “فكرة” الإحتكار لبطولة الليجا

 

لنقلْ بأن ما أصاب الإسباني جوسيب جوادرويولا نوعٌ من أنواع “الصدمات” القوية جداً !

 

والتي بدورها قد تكفلتْ برحيل جوادرويولا عن الفريق وإختفائه عن الأضواء لوقتٍ ليس بالقصيرِ ..

 

ما أعرفه بأن هناك فريقاً في تلك الأثناء وحتى هذه اللحظة أكثر جاهزية من أيّ فريقٍ آخر في القارة العجوز..

 

فهو للتو قد أجهزَّ على دورتموند وحقق نجمته الخامسة “بجدارة” ودون أيّ إنتقاصٍ في هذا الإنجاز الحافلِّ ..

 

فكرتُ قليلاً في قصة إختفاء جوارديولا وربطت الأحداث التي واكبت عودته إلى العالم الكرّوي من جديد 

 

ففي البداية قال بأنه يشعر بالإرهاق وأنه يبحث عن الراحة والإستجمام وقد عذرّه الكثيرون , 

 

وما بعد إقالة مانو مينيزيس لسوء الأداء البرازيلي ظهر صديقنا الإسباني مُبدياً رغبة شديدة لتدريب السيليساو 

 

إلا أن روماريو ورونالدو ولنقلْ بشكلٍ أوضح الإتحاد البرازيلي بجميع أركانه وأعمدته قد “ركلوا” جوارديولا

 

بصورة غير مباشرة وإستعان بخدمات “المتخصص” في بطولات العالم العم فيليب لويز سكولاري , 

 

وكأن مغزى رسالة البرازيليين كان واضحاً كوضوحِّ الشمسِ في كبّد السماءِ .. 

 

بأن البلد الذي أنجب “الملك” بيليه و “طائر الكناري” جارنشيا , برازيل 70 , جيل فلاسفة الثمانينات

 

وأخيراً جيل مملكة الراء .. لن يكون عاجزاً عن إتخاذ شخصيّة منهم لتمثيل البرازيل في قاراتها المرتقبة ومونديالها القريب !

 

وما بعد قصة البرازيل أتت تصريحات الإعجاب بالفريق الألماني “بايرن ميونيخ” حيث أبدى جوارديولا رغبة 

 

في تدريب المارد الأحمر بعد إعتزال يوب هاينكيس !

 

فكرّتُ كثيراً لماذا جوارديولا رفض ملايين تشيلسي وغيرها رغم أن راتبه في ميونيخ قد يكون أقل بكثيرٍ عن تشيلسي ؟!

 

وتذكرتُ بأن ما يمرُّ به بايرن ميونيخ الحالي هو نسخة مُماثلة لما حدث مع برشلونة قبل أربعة مواسم من الآن !

 

جيل كامل مُتكامل في جميع الخطوط ودكة بدلاء “فولاذية” فمن الطبيعي جداً أن يتخذ من ميونيخ بيتاً جديداً له !

 

السيد ببيب غوارديولا لا يبحث عن إنشاء وإنما يبحث عن شيءٍ “جاهزٍ” لتسجيل بطولات جديدة بإسمه , 

 

وما أعرفه مؤخراً بأن بايرن حقق ما يصبو إليه وكسرّ أصفاد نهائي الأبطال مؤخراً وعن طريق اللاعب المنحوس “روبين” !

 

فماذا يُنتظر من جوارديولا ليحققه “كإضافة” للفريق يا تُرى ؟ 

 

هل هي بطولة كأس العالم للأندية ؟ “من مباراتان”  أم كأس السوبر الأوروبي؟ أم يا ترى الدوري والكأس الألماني ؟ 

 

جميعها بالإمكان تحقيقها بوجود هينيكس بطبيعة الأحوالِ .. 

 

وإذا كان الغرضُ البحث عن الإستقرار فلن يكون هُناك أنجح من يوب هاينكس لذلك !

 

رُبما قد يشعرُ البعض بالإطمئنان من التاجر الإسباني جوارديولا فقد نرى تمحوراً جديداً في طريقة لعب الفريق الألماني

 

ويتم تغيير فكرّة 4-5-1 إلى 4-3-3 أو رُبما 3-5-2 فكل شيء واردٌ مع بييب , 

 

ومع هذا وذاك لن أستبعد حدوث صواعق على رؤوس البافاريين بعد سلسلة الأخبار التي تتحدث عن رحيل روبين آو غيره 

 

ورغم نفيّ جوارديولا لهذا الأمرِ إلا إنني لا أستبعد حدوثه لاحقاً .. 

 

فعندما يُحكم قبضته على الفريق لا تستبعدوا حدوث حملات بيع ونقل بأسعارٍ تنافسية كما سبق وحدث مع ديكو وإيتو ورنالدينهو!

 

وإن دققنا في قصة شايلوك وجوارديولا لرأينا بأن الإثنان يشتركان في صفةٍ ما .. 

 

ولأوضح الأمر أكثر .. 

 

بايرن ميونيخ قضى على برشلونة بنتيجة “تاريخية فاضحة” قوامها سبعة أهداف مقابل صفر مكعب !

 

وشايلوك أراد رطلاً من لحم إنطونيو لحقده وكره له !

 

وبالتالي لن أستبعد في أيّ لحظة من الآن وحتى إنطلاق الموسم القادم بأن يقوم جوارديولا “بقطع” أرطال 

 

من لحم لاعبيّ بايرن ميونيخ وجماهييره دون إستثناء .. 

 

فقد ينجح جوارديولا بنفس التوليفة الحالية وقد لا ينجح بغيرها … فمن يدري ما يخبه لنا المستقبل ؟ 

 

سنترك الإجابة للمستقبل القريب .

 

فـهـد الـفـضـلـي – كـاتـب فـي صـحـيـفـة الإرادة الإلـكـتـرونـيـة

 

Twitter: @Fahad_Fenomeno

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى