محليات

بحر العلوم: ضرورة تضافر الجهود بين الكويت والعراق لمواجهة انتشار الألغام بالمنطقة

قال السفير العراقي لدى الكويت د.محمد بحر العلوم ان المنطقة مليئة بالألغام نتيجة لما شهدته من اعمال عسكرية بداية بالحرب العراقية ـ الإيرانية ثم الغزو الصدامي للكويت، واصفا تحرك معهد الأبحاث لمعالجة هذه المشكلة التي تعاني منها الانسانية في المنطقة بالجهود الطيبة.

وأعرب د.بحر العلوم خلال مشاركته في افتتاح ورشة عمل التأثير البيئي للألغام الأرضية والمواد المتفجرة من مخلفات الحرب والأعمال المتعلقة بالألغام في العالم العربي، التي نظمها معهد الكويت للأبحاث العلمية امس في فندق الريجنسي تحت رعاية نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير النفط ورئيس مجلس إدارة نقطة الارتباط الكويتية لمشاريع البيئة مصطفى الشمالي، بالتعاون مع مدير مركز جنيف الدولي لإزالة الألغام للأغراض الإنسانية، اعرب عن امله ان تكون هناك جهود كويتية ـ عراقية لمواجهة انتشار الألغام بالمنطقة من خلال التنسيق بين الجهات المعنية بهيئة البيئة الكويتية ووزارة البيئة العراقية ووزارتي الدفاع في كلا البلدين.

بدوره، قال مدير عام معهد الكويت للأبحاث العلمية د.ناجي المطيري ان الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة التي خلفتها الحروب العالمية والإقليمية تعتبر من أكبر معوقات التنمية في الوطن العربي إذ تعزل آلاف الكيلومترات من الأراضي العربية عن برامج التنمية وتقدر كميات الألغام التي تستقر تحت سطح هذه الأراضي بـ 40 مليون لغم وقذيفة وتذكر بعض الأدبيات أن الوطن العربي يوجد به ثلث الألغام المزروعة في العالم، وتتباين هذه التشكيلة القاتلة من حيث الكفاءة والتطور التقني إذ ترتبط بما وفرته آلات الحرب.

وأوضح انه بالنسبة للأراضي الكويتية فإنها تواجه خطرا متزايدا إذ خلّف العدوان العراقي بها في العام 1990 عددا هائلا من الألغام ويسجل التاريخ أن أعلى عدد للألغام المزروعة في الكيلومتر المربع تم رصده في الكويت إذ يصل إلى 92 لغما/ كم2 وهو الأمر الذي يوليه برنامج إعادة تأهيل البيئة الكويتية اهتماما خاصا فبدأ بتنفيذ مشروع حيوي لإعادة تأهيل مواقع تفجير الذخائر، ويتولى المعهد الإدارة والإشراف الفني على هذا البرنامج تحت مظلة اللجنة المركزية التابعة لنقطة الارتباط الوطنية لمشاريع البيئة.

وأوضح ان المجتمع الدولي اهتم بحظر استخدام وتخزين وإنتاج ونقل الألغام المضادة للأفراد فأعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 2005 عن تحديد يوم الرابع من أبريل من كل عام ليكون يوما دوليا للتوعية بالألغام والمساعدة في الأعمال المتعلقة بها، كما وضعت المنظمة الدولية اتفاقية «أوتاوا» من أجل الحماية من الألغام المضادة للأفراد، ولقد انضمت الغالبية العظمى من بلدان العالم إلى هذه الاتفاقية وأصبحت الكويت من الدول الأطراف بها اعتبارا من مطلع العام 2008، وقد التزمت الكويت بتنفيذ جميع بنود الاتفاقية بما في ذلك تدمير ما تملكه من مخزون الألغام المضادة للأفراد، وذلك تطبيقا للمادة الرابعة التي نصت على قيام الدول الأطراف بتدمير ما تملكه من مخزون الألغام المضادة للأفراد في غضون أربع سنوات من تاريخ الانضمام.

بدوره، قال الأمين العام لنقطة الارتباط الكويتية لمشاريع البيئة وممثل راعي ورشة عمل الأبحاث خالد بوحمرة انه ينتشر في العالم اليوم ما لا يقل عن 100 مليون لغم، وكما يعلم الجميع ان الألغام سلاح شديد الفتك، مدمر للبيئة وعدو للإنسان، وقد عرفت الألغام كأداة حرب منذ فترات طويلة، حيث استخدمت في الحربين العالميتين الأولى والثانية، ففي الحرب العالمية الثانية (1939 ـ 1942) زرعت القوات المتحاربة أكثر من 300 مليون لغم مضاد للدبابات.

وأعقب ذلك استخدام الألغام المضادة للأفراد التي شهدت تطورا كبيرا مع تقدم التكنولوجيا، ومع هذا التطور أصبحت الألغام أسلحة فتاكة ومفضلة في معظم العمليات الحربية، وذلك لأنها متعددة القوة، ورخيصة الثمن.

حيث يكلف اللغم بين 3 و30 دولارا، بينما بديله من معدات وأسلحة يحتاج إلى أضعاف مضاعفة من هذه التكلفة.

ولفت الى ان طبيعة البيئة البرية بالكويت ساعدت على تفاقم المشكلة باختفاء أعداد كبيرة من الذخائر والألغام تحت الكثبان الرملية وفرشات الرمال المتحركة وفي جوف المناطق الرطبة.

ولقد واجهت فرق العمل المسؤولة عن تطهير البلاد من الألغام العديد من الصعوبات والمشكلات الفنية واللوجستية في أثناء تنفيذها لمهامها المحفوفة بالمخاطر، ومن هذه المشكلات ارتفاع درجة الحرارة خلال فصل الصيف، مما أدى إلى الانفجار الذاتي لكميات كبيرة من الذخائر بعدة مواقع، كذلك ما تسببه العواصف الرملية والترابية حيث ينتج عنها تولد بعض الشحنات الكهروستاتيكية نتيجة احتكاك الرمال، مما يؤدى إلى الانفجار الذاتي للألغام خلال فصل الصيف، كما أن عدم وجود خرائط أو معلومات عن الألغام والذخائر المنتشرة بكثافة عالية في المناطق المختلفة من صحراء وسواحل الكويت شكل عقبة كبيرة أمام عمليات الكشف وإزالة هذه الألغام.

من جهته، قال مدير مركز جنيف الدولي لازالة الألغام للأغراض الانسانية السفير ستيفن هاسكي ان انعقاد هذه الورشة المعنية باجراءات ازالة الألغام وحماية البيئة ليست غريبة لاسيما ان الكويت عانت من آثار الألغام الأرضية بشكل كبير، لافتا الى ان جزءا كبيرا من العالم العربي يعاني من الألغام ومن ادارة عملية التطهير من هذه الألغام، مشيرا الى ان هذا التهديد الكبير يعاني منه العالم بالكامل.

وأضاف ان هذه الورشة تعيد لنا روح المساهمة العربية في ازالة الألغام، وتقديم اسلوب واضح لازالة هذه الألغام، مبينا ان مركز جنيف يحرص على تبادل المعلومات بين الأطراف المعنية بهذا الشان، والمركز كمنظمة مستقلة مستعد لتوفير الخدمات والمعلومات والادارة التكنولوجيا المتعلقة بهذا الشأن، اضافة الى لعب دور بشأن معايير اجراءات ازالة الألغام على المستويين الدولي والوطني، اضافة الى دعم المعهد لإنشاء وحدة خاصة بمكافحة الألغام في المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى