قلم الإرادة

نصر الله ينصر الشيطان!

   نعم أعني في مقالي هذا السيد حسن نصر الله “السياسي” لا الديني. لقد سقط السيد حسن نصر الله سياسياً تماماً بعد خطابه اليوم الذي جاء مدافعاً عن “الشيطان” بشار الأسد، حيث صور لنا بشار وكأنه عمر بن عبد العزيز الأمة، وأنه لولا النظام السوري الحالي لما استمرت المقاومة ضد إسرائيل، وأن النظام السوري الحالي هو نظام داعم للمقاومة ضد العدو الصهيوني!

 

يا سيد “بلاش حكي كتير ترى الحكي ببلاش”، يا سيد أتذكر دموعك عند سقوط الأطفال في الجنوب اللبناني كضحايا للجيش الإسرائيلي؟ ما بالها دموعك لم تتكرر عندما سقطوا أطفال سورية؟ أم أن أطفال جنوب لبنان أطهر لأنك أنت من تدافع عنهم وأطفال سورية يحاربون من يدافع عنك أنت لا عن الأمة؟!

 

يا سيد يسعدني أن أقول لك بالفم المليان: “أنت ساقط” وسقوطك جاء على الوزن السياسي الصرف حسب القواعد العربية، يا سيد ما بالك تعيّر إخوتك من السنة بأنك نصرتهم في البوسنة إبان الحرب هناك؟ أأنت نصرتهم أم نصرت دينك؟ أم أنهم لا ينتمون لدينك؟

 

يسعدني يا سيد أن أوجهك لترك السياسة، فالسياسة والدين لا يجتمعان؛ لأن السياسة قذرة والدين طاهر، ومتى ما دخل أهل الدين في السياسة نقلوا قذارة السياسة للعالم الديني الطاهر.. يا سيد ما زالت كلمة الشيخ محمد متولي الشعراوي ـ رحمه الله ـ ترن في أذني إذ يقول: “أتمنى أن يصل الدين إلى أهل السياسة، ولا يصل أهل الدين إلى السياسة”.

 

يا سيد مضحك حد البكاء عندما تقول بأن سقوط النظام السوري يساوي سقوط فلسطين، وهل فلسطين في أيدينا؟ أوَ ليست فلسطين ساقطة في يد الكيان الصهيوني الآن؟ من يضحك على ذقن من يا سيد؟ المسألة اليوم يا نسل الكرام ليست مسألة عمائم ولحى، صارت مسألة مصالح باسم الدين تراق بها دماء الأبرياء، عجبي.. أتتفاخر بأنك تدعم النظام السوري؟ هل تعلم يا سيد بأن هذا النظام عدد ضحاياه من شعبه تجاوز الـ 80 ألف قتيل؟ وهل تعلم بأن الكيان الصهيوني عدوك وعدونا لم يصل إلى هذا العدد في من قتل من الشعب السوري؟

 

أنصحك يا سيد بأن تترك السياسة وأن تقتدي بجدك مع فارق التشبيه وأن تتجه إلى حوزة العلوم وتترك هذا العالم؛ لأن من يبتغي الآخرة لا يبحث عن شهرة الدنيا وتعظيم البشر؛ بل يبحث عن رضا رب البشر، ورب البشر يحرم سفك الدماء، فما بالك بدماء المسلمين؟

 

لقد انتهى زمن التصفيق والتبجيل في عصر العولمة، حتى بات العلم في يد الجميع، وصار العقل أمام الجميع، ولكن بعضنا ينزعه أحياناً عندما يتضارب مع مصالحه.

 

في النهاية لا يسعني إلا أن أقول: “ما دمت مدافعاً عن هذا النظام الوحشي، أسأل الله أن يحشرك مع بشار وزمرته أينما كان في الآخرة، وألا يضيع دماء الأبرياء التي أريقت بسبب صفقات السياسة في الغرف المظلمة ذات مساء”.

 

عموماً وللحديث بقية يا سيد، مع العلم بأننا لسنا سادة في آخرة ليس بها إلا عبيد ورب العبيد، خذها “كاش” وعلى طبق من ذهب من محمد العراده: “لقد نصرت يا نصر الله الشيطان بنصرك لهذا النظام”!

 

**

 

نبرة:

 

ـ عندما ترى طائفتك فقط هم البشر تنعدم إنسانيتك ويفقد العقل بريقه لتكون “حيواناً” على هيئة “بشر” ..!

 

محمد العراده

 

Twitter: @malaradah

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى