قلم الإرادة

المرأة عورة

لا تزال المرأة في المجتمعات ذات الغالبية المسلمة بين فكرتين المرأة العورة والتي لابد من تقييد حرياتها، والمرأة شبه عورة والتي يجب تقييد بعض من حرياتها دون أن تحاصر بشكل كلي، أما بالنسبة للفكرة التي تعتبر المرأة كائن مستقل بحد ذاته وشريك فاعل في المجتمع وليس مجرد تابع وخاضع للقوانين الذكورية لا زالت تحاول أن تولد في هذه المجتمعات، كما تحتاج لنضال كبير لتحقيقها.

بالتأكيد سيظهر من يعلق على هذا الكلام بأنه خالي من الصحة وأننا لم نعد نعيش في عصر يضطهد المرأة بل بالعكس قد دخلت النساء في شتى المجالات واصبحن شريكاً للرجل وقد أخذن حقوقهن بالكامل!

قد يكون كل ذلك صحيح، ولكن نحن لا نسلط الضوء فقط على بعض التطورات السطحية، فاليوم المرأة تحررت عن السابق ولكن لا زالت المرأة محكومة بقوانين الذكور التي وضعوها لتحديد مكانتها في المجتمع ولا زالت مفردات الشرف العائلي عنوان كبير يلاحق المرأة لضبطها،  فما زالت هناك الكثير من القيود التي تحول دون تحررها، ولا تكفي أيضاً بعض النماذج التي حررت المرأة بلباسها فقط فهي لا تختلف عن الصورة الرأسمالية التي جعلت المرأة صورة مستهلكة وروجت لها كبضاعة تخضع لشروط العرض والطلب، الترويج الذي نزع من قيمتها الانسانية، فنحن مجتمعات لا زالت هشة فكرياً تلبس الحداثة في الظاهر بينما الروح لا زالت جاهلية.

 

**

 

حنان الحمادي ـ كاتبة في صحيفة الإرادة الإلكترونية

 

Twitter: @i_hanoona

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى