ترامب مرشح جاهل يستحقه الأمريكيون الجهلة
وكتب إن المواقف المتضاربة لدونالد ترامب في السياسة الخارجية أرعبت النقاد في واشنطن، “وأجوبته التي تنم عن جهل في أمور بديهية تتعلق بالأمن الدولي في المناظرات الجمهورية.. وأخيراً في مقابلتين مطولتين مع مجلسي تحرير واشنطن بوست ونيويورك تايمز، لم تكن بالمستوى المتوقع من القائد العام المحتمل للقوات الأمريكية”.
ويقول ثرول، على رغم الشكاوى من عدم معرفته ما هو الثالوث النووي، وجهله بحقائق الناتو، وخطته غير الدستورية للتعامل مع المهاجرين واللاجئين، “تتناغم مواقفه في الغالب مع الجمهوري النموذجي – وحتى مع المواطن الأمريكي العادي- أكثر مما يقر به نقاد تويتر. ويكمن السبب الرئيسي لهذا الوضع، للأسف، في أن الرأي العام الأمريكي جاهل بالسياسة الخارجية بقدر ما هو ترامب”.
منع المسلمين
ويذكر الكاتب بدعوة ترامب إلى منع المسلمين من دخول البلاد أو ملاحقتهم عبر الحصول على معلومات عنهم. فالإقتراح الاول حصل على تأييد 36 في المئة من الرأي العام وعلى 59 في المئة من الجمهوريين، بينما حصل الاقتراح الثاني على تأييد 44 في المئة من الرأي العام وعلى تأييد 60 في المئة من الجمهوريين بحسب أحدث إستطلاعات للرأي. و”يصعب فهم مثل هذه المشاعر، إلا إذا أخذنا في الإعتبار أنه لكثير من الأمريكيين، لا يزال “الإسلام” و”المسلم” و”الشرق الأوسط” مفاهيم غامضة، حتى بعد مرور 15 عاماً على حربي العراق وأفغانستان”.
الهلال
ووفقاً لإستطلاع للرأي أجراه مركز بيو، تمكن 42 % من الأمريكيين فقط من معرفة أن الهلال والنجمة هما رمز للإسلام من أصل أربعة رموز عرضت عليهم بينها الصليب ونجمة داود. وحتى أن نسبة أقل من الأمريكيين، بينها مسؤولون في مكافحة الإرهاب وزعماء سياسيون، تدرك الفارق بين الإسلام السني والشيعي. وعام 2008، كان 20 في المئة فقط من الأمريكيين يعرفون أن السنة يمثلون الغالبية في العالم الإسلامي، وعام 2004، كان 29 في المئة منهم يعرفون أن إيران بلد غالبيته من الشيعة من بين أربعة دول عرضت عليهم في استطلاع. وبعد أعوام من الحرب في الشرق الأوسط والمواجهات مع القاعدة وداعش، لا يزال الأمريكيون يجهلون الجغرافيا الأساسية للمنطقة. وفي عام 2013 أظهر إستطلاع أن 50 في المئة فقط من الأمريكيين يمكنهم تحديد سوريا على خريطة الشرق الأوسط.
وبناء على هذه النتائج، يستخلص ثرول أن ترامب ينحاز إلى الرأي العام عندما يتعلق الأمر بمقاربته “أمريكا أولاً” للتحالفات والمساعدات الخارجية. وهو يتحجج خصوصاً بأن أمريكا تنفق الكثير على حلفائها. وفي رأي الكاتب أن هذا الموقف السياسي ينم عن ذكاء، إذ أن غالبية الأمريكيين تدعم خفض المساعدات الإقتصادية والعسكرية للدول الأخرى وتفضل إستثمار الأموال في الداخل لا في الخارج. ولكن المشكلة تكمن في أن غالبية الأمريكيين لا تملك ببساطة أي فكرة عما تنفقه الولايات المتحدة على المساعدات الخارجية. وبحسب إستطلاع لحساب “برنامج حال السياسة الدولية” في جامعة ميريلاند عام 2010، تبين أن أكثر من نصف الأمريكيين يعتقدون ان الولايات المتحدة تنفق على الأقل ربع موازنتها الفيديرالية على المساعدات الخارجية ، علماً أن الرقم الصحيح هو بالكاد واحد في المئة.
الإتفاق النووي
كذلك، يورد الكاتب أن ترامب وصف الإتفاق النووي مع إيران بانه “الأسوأ” من نوعه. ولا يختلف الرأي العام مع ترامب في هذا الشأن، إذ أن 57 في المئة من الأمريكيين يعارضون الإتفاق و9 في المئة فقط من الجمهوريين يؤيدونه.
وفي مقابلته مع نيويورك تايمز إستغرب ترامب كيف أن أميركا “ستعطي إيران 150 مليار دولار” وخصوصاً أنها لم تشتر شيئاً من الولايات المتحدة منذ رفع العقوبات. ويلفت الكاتب الى أن ترامب أساء فهم الأمور، لأن الأمر لا يتعلق بـ”اعطاء” إيران، وإنما الإفراج عن أموال إيرانية مجمدة، فضلاً عن أن ترامب غير مدرك أنه لا يحق لإيران شراء مواد مصنعة في أمريكا.