اويجين فولفات :لا مفاوضات رسمية حتى الآن مع الكويت حول إلغاء تأشيرة الشنغن والشراكة بين البلدين مهمة جداً بالنسبة لنا
قال السفير الألماني لدى البلاد اويجين فولفات انه «لم تتم حتى الآن بشكل رسمي أي مفاوضات ثنائية بين الكويت والدول المشاركة في اتفاقية الشنغن بخصوص اعفاء المواطنين من شرط الحصول على تأشيرة دخول الى دول الشنغن».
وأضاف فولفات في لقاء رفض فيه التطرق الى الشأن السياسي «انه يسمع من وقت لآخر عن رغبة الكويت في الدخول في مثل هذه المفاوضات»، مشيرا الى ان «الكويت لديها شبكة من السفارات في الدول الأوروبية وتستطيع في الوقت المناسب الاعداد لهذه المفاوضات والبدء بها»، واصفا إنجاز جوازات السفر البيومترية «بأنه خطوة صحيحة ومهمة في طريق الاعفاء من التأشيرة».
وأبدى اطمئنانه «لمستقبل واستقرار الديموقراطية في الكويت»، كما اعتبر المناقشات السياسية التي تحصل «مفيدة، كما يتوافر أساس متين في الاحترام المتبادل والمساهمات البناءة من ضمنها حرية التعبير، لافتا الى ان «للكويت دستور ديموقراطي يحظى باحترام كبير».
وان هناك «أهدافا مشتركة في المجال العسكري بين البلدين»، مشددا على اهمية الشراكة بالنسبة لبلاده مع الكويت، موضحا ان «حجم التعاون التجاري وصل العام الماضي الى ما يقارب المليار ونصف المليار يورو».
وإلى تفاصيل اللقاء:
بعد فترة وجيزة على اتسلم مهام عملكم في الكويت، كيف وجدتم العمل الديبلوماسي في هذه البلاد العربية ـ الخليجية؟
٭ أنا سعيد جدا بقدومي إلى الكويت.
منذ اللحظة الأولى في مهمتي الرسمية كسفير لجمهورية ألمانيا الاتحادية وقد شعرت بترحيب كبير.
وكان صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد كريما جدا، فقد تفضل سموه باستقبال أوراق اعتمادي بعد وقت قصير جدا من وصولي الى الكويت.
وعلى الفور بعد وصولي عقدت مناقشات ودية للغاية مع وزير الخارجية وبعض من أقرب مستشاريه.
وكان هذا الاستقبال بمنزلة شرف عظيم جدا لي ولنا جميعا خاصة في برلين، وتعبيرا عن العلاقات الممتازة بين ألمانيا والكويت.
كما ان طبيعة العمل هنا شيقة من البداية. فقد جئت من مهمة مثيرة للاهتمام ايضا في دولة البانيا، حيث كنت اعمل هناك سفيرا لمنظمة الأمن والتعاون نيابة عن حكومة جمهورية ألمانيا الاتحادية.
بعدما قمت بمتابعة انتخابات البرلمان الألباني في أواخر يونيو، وقدمت الى الكويت لأجد أن الانتخابات البرلمانية الكويتية ستعقد بعد أيام قليلة في يوليو.
وبعد هذه البداية الجيدة أجد أن عملي في الكويت شيق للغاية من غير لحظة ملل واحدة.
هل وصلت العلاقات بين البلدين الى مستوى يرضى عنه الطرفين على جميع الأصعدة؟ وماذا في جعبتكم من ملفات تعملون على انجازها حاليا؟
٭ العلاقات ممتازة حقا ومفعمة بالثقة. في السنوات الأخيرة كان هناك الكثير من الاتصالات والزيارات رفيعة المستوى، حيث قام الرئيس الألماني بزيارة الكويت مرتين في نفس السنة، وهو أمر نادر الحدوث.
وكانت المستشارة الألمانية ووزير الخارجية قد زارا الكويت في وقت سابق.
وأتمنى كثيرا أن تستمر هذه الكثافة في الزيارات من الجانبين، وزيادتها في المستقبل.
فالشراكة مع الكويت مهمة جدا بالنسبة لنا، تناولت هنا المستوى الأول في العلاقات السياسية بين البلدين، الا ان جميع المستويات الأخرى مدعوة للمشاركة في تحسين وتعميق العلاقات بين البلدين ويشمل ذلك الاقتصاد، ولكن أيضا الشباب الذين يدرسون بنجاح في ألمانيا.
كما نعلم ان الاقتصاد هو بوابة لتعزيز العلاقات فما حجم التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين؟ وهل انتم راضون عنه؟ وهل الكويت تعتبر وجهة للشركات الألمانية؟ او العكس هل ألمانيا تعتبر وجهة للمستثمرين الكويتيين؟
٭ العلاقات الاقتصادية بين الكويت وألمانيا هي جزء مهم حقا من العلاقات العميقة بين البلدين.
أصبحت العلاقات الاقتصادية أوثق وأقرب في السنوات الأخيرة، حيث وصل حجم التعاون التجاري بين بلدينا العام الماضي ما يقرب من 1.5 مليار يورو، حيث اشترت الكويت سلعا من ألمانيا بقيمة 1.217 مليار يورو.
وفي المقابل اشترت ألمانيا بضائع من الكويت بقيمة 271 مليون يورو.
بالإضافة الى ذلك هناك عمليات شراء أخرى تتم عبر الموردين في الدول الأوروبية الشريكة.
ويسعدنا أن نرى هذا التطور في الاتجاهين، كما يسعدنا أن نفعل كل شيء في وسعنا لتحسين العلاقات وتعميقها اكثر من ذلك.
والقواعد المهمة للعلاقات الثنائية موجودة بالفعل، مثل اتفاقية تشجيع الاستثمار واتفاقية تجنب الازدواج الضريبي.
والكويت تمتلك من خلال هيئة الاستثمار الكويتية حصصا في شركات كبرى في ألمانيا، بما في ذلك الشركات ذات شهرة عالمية مثل شركة صناعة السيارات دايملر، وشركة المصنعة للمعدات GEA، وشركة الماكينات WEINIG AG، وشركة الاحذية Ricosta.
تبلع الحصة الكلية أكثر من 10 مليارات يورو.
اما ما يتعلق بالاتجاه الآخر، أي الاستثمارات في الكويت، فمن المهم تنشيط الدعاية في الخارج عن الاستثمار في الكويت.
ففي الكويت دخل قانون الاستثمار الأجنبي منذ عام 2001 حيز التنفيذ، حيث يسمح للشركات الأجنبية بتملك الشركات بالكامل في بعض القطاعات مثل مشاريع البنية التحتية والتأمين وتكنولوجيا المعلومات وشركات البرمجيات، والمستشفيات، وشركات الخدمات اللوجستية، والسياحة، والفنادق والمشاريع السكنية.
كما قامت الكويت في بداية هذا العام بخفض الضرائب جذريا بالنسبة للشركات الأجنبية في السوق المحلية.
وقد خفضت معدل الضريبة على الشركات بالنسبة للشركات الأجنبية إلى 15%، في خطوة تستهدف جذب الشركات الأجنبية الى الكويت، وخاصة الشركات الألمانية.
كيف تقيّمون العلاقات الثقافية والتعليمية بين البلدين؟ وهل من مساع لتطوير هذا الجانب؟
٭ العلاقات الثقافية بين ألمانيا والكويت تقليديه.
قمنا على سبيل المثال العام الماضي بتنظيم فعاليتين بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب هما معرض للفنانة اميكا ماتيبه فضلا عن حفلة موسيقية للرباعي الموسيقي في المكتبة الوطنية.
وانا أيضا سأواصل هذا التقليد من خلال إقامة حفلة موسيقية مع عازف البيانو أندرياس هينكل.
كما نعتزم العمل بشكل وثيق مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب للمزيد من المشاريع نظرا للخبرات الجيدة التي تجمعنا.
كما ارغب في توسيع تدريس اللغة الألمانية في الكويت من خلال التعاون مع معهد غوته.
كثير من الدول الأوروبية تعتبر وجهة للطالب الكويتي، فماذا عن التوجه الطلابي الكويتي نحو ألمانيا؟ وما الذي قمتم به لإزالة عائق اللغة؟
٭ كجزء من برنامج المنح الدراسية الحكومية يتم منذ ثلاث سنوات ابتعاث الطلاب الكويتيين الى ألمانيا.
هناك حاليا 17 طالبا مبتعثا يدرسون في مراحل تعليمية مختلفة في ألمانيا تحت إشراف الهيئة الألمانية للتبادل الأكاديمي (DAAD).
وإذا كان المرشحون للدراسة في ألمانيا ليسوا على دراية كافية باللغة الألمانية لبدء الدراسة مباشرة، فإنهم يلتحقون بدورات مكثفة لتعليم اللغة الألمانية لمدة سنة واحدة على الأقل استعدادا للدراسة، أو لمدة عامين إذا لزم الأمر.
تشهد ألمانيا إقبالا سياحيا كويتيا كبيرا، ولهذا تسعى الكويت لإلغاء تأشيرة الشنغن فأين وصلت المفاوضات بينكم وبين الجانب الكويتي بهذا الخصوص؟
٭ لم تتم حتى الآن بشكل رسمي أي مفاوضات ثنائية بين الكويت والدول المشاركة في اتفاقية شنغن حول إعفاء المواطنين الكويتيين من شرط الحصول على تأشيرة دخول لدول الشنغن.
لكننا نسمع هنا في الكويت من وقت لآخر عن رغبة الكويت في الدخول في مثل هذه المفاوضات والكويت لديها شبكة من السفارات في الدول الأوروبية، التي تستطيع في الوقت المناسب الإعداد لهذه المفاوضات والبدء فيها.
ذكرت ان الكويت بدأت بتنفيذ أولى خطوات إلغاء التأشيرة وهي قدرة وزارة الداخلية على اصدار جوازات مميكنة، فما الخطوات الأخرى المطلوب من الكويت تنفيذها؟
٭ من أجل التعرف على هوية المسافرين والوقاية من التزوير فإن استحداث جوازات السفر البيومترية هو بالتأكيد خطوة صحيحة ومهمة نحو الإعفاء من تأشيرة الدخول في المستقبل.
حينما تدخل جوازات السفر البيومترية حيز التنفيذ نكون بذلك قد حققنا خطوة مهمة في هذا الطريق.
هل من زيارات متبادلة لمسؤولين رفيعي المستوى بين البلدين؟ وماذا عن اللجنة العليا المشتركة والموضوعات المدرجة على جدول الأعمال؟
٭ في ألمانيا كانت لدينا انتخابات في سبتمبر من هذا العام أدت إلى مفاوضات لتشكيل حكومة ائتلافية جديدة.
والمستشارة الألمانية ميركل وحكومتها ككل لاتزال تؤدي مهام عملها.
وفي الوقت نفسه هناك محادثات مكثفة بين شركاء الائتلاف المحتملين والأحزاب السياسية من أجل الاتفاق على برنامج عمل الحكومة في المستقبل، وبمجرد الانتهاء من المفاوضات وتشكيل حكومة جديدة وبالتالي تعيين الوزراء الجدد نأمل ان تتواصل الزيارات رفيعة المستوى بين ألمانيا والكويت في اقرب فرصة ممكنة وهذا ينطبق أيضا على عمل اللجنة الاقتصادية الألمانية الكويتية المشتركة.
ما مدى التعاون العسكري بين الكويت وألمانيا؟ وهل من اتفاقيات جديدة ستعقد في هذا الاطار؟
٭ يستند التعاون بين ألمانيا والكويت الى الثقة المتبادلة.
نحن لدينا أهداف مشتركة في المجال العسكري ولدينا حلفاء مشتركون.
وقد تولت ألمانيا في السنوات الأخيرة، العديد من المهام بالتشاور مع حلفاء الناتو والدول الشريكة في الاتحاد الأوروبي.
وفي هذا الجزء من العالم أريد أن أوجه اهتماما خاصا لمكافحة القرصنة، لضمان الحفاظ على حرية الملاحة في الممرات البحرية قبالة القرن الافريقي.
وذلك يساعد الكويت ودول الخليج الأخرى.
كيف تنظرون الى النظام الكويتي الديموقراطي؟ وهل تخشون على الكويت من المشاحنات السياسية المستمرة؟
٭ الكويت لديها دستور ديموقراطي يحظى باحترام كبير.
الدستور يرسم العلاقة بين المؤسسات في هذا البلد، ويحدد بما في ذلك مهام البرلمان، وأعتقد أن هذا مهم جدا.
فالمناقشات السياسية هي دائما مفيدة لتقديم الأفكار الجيدة في عملية البناء.
والاحترام المتبادل والمساهمات البناءة يمكن ان تفيد البلاد كلها.
والكويت لديها أساس متين للغاية في هذا الخصوص، ومن ضمن ذلك حرية التعبير، وانا مطمئن جدا لمستقبل واستقرار الديموقراطية في الكويت.