عرف لي الحرية
لماذا في كل مرة تذكر بها كلمة حرية يتخيل للكثير من الأفراد أنها تعني مُطالبة بالإنحلال الأخلاقي! لماذا يحصرون هؤلاء مفهوم الحرية بتعاطي الكحول وممارسة العلاقة غير الشرعية، ولماذا ينسى هؤلاء الكم الهائل من العادات الرجعية والتقاليد غير المتحضرة التي لا زالت تفرض على المجتمع، لماذا ينسى هؤلاء عدد الكتب التي تصادر سنوياً وتمنع في كل يوم فقط لأنها قد تتعارض مع فكر تلك الجماعة أو تلك، لماذا ينسى هؤلاء أنه لا زال الأطفال يدرسون مناهج عاف عليها الزمن وأن المنظومة التعليمية ككل تحرص على قتل تفكيرهم النقدي، ولماذا يتغاضى هؤلاء عن المرأة التي لا زالت تُعاني من التمييز والاضطهاد والوصايا التي تفرض عليها من مجتمع ذكوري؟ كما أنهم لا زالوا ينسون كل سُجناء الكلمة! إما أن هؤلاء الأفراد الذين يصرون في كل مرة تُذكر بها كلمة الحرية أمامهم ويعرفوها كمطلح للانحلال الأخلاقي ينسون كل ما يعانيه البشر من هذه البقعة من تقييد أفكارهم أو أنهم يجهلون ما يجري حولهم أو أنهم يوافقون على ما يحدث، إذن ففي كل الحالات هؤلاء الأشخاص لا زالوا غير مخولين للحديث عن الحرية ومناقشة مفهومها مع الأحرار.
**
حنان الحمادي ـ كاتبة في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @i_hanoona