القمة الخليجية.. إكمال مشوار أم احتضار؟!
تعقد القمة الخليجية الـ 34 في دولة الكويت في الـ 10 والـ 11 من ديسمبر الجاري، وستتناول كافة القضايا على الأصعدة العالمية والإقليمية والمحلية الخليجية، وستكون من أبرز القضايا الموجودة والمطروحة على طاولة الحوار هي قضية النووي الإيراني والأزمة السورية وكذلك قضية صفقات الأسلحة الجديدة مع دول الغرب ويأتي ذلك كأهم ما سيطرح على الصعيدين العالمي والإقليمي ولا أعتقد كإنسان بسيط أنها ستحقق النتائج المرجوة وإن كان التقدم فسيكون تقدماً بسيطاً غير ملحوظاً بهذا الشأن خصوصاً بعد تصاريح وزير الخارجية العماني الذي أكدت تصاريحه النتائج قبل الاجتماع، ومن يتابعها يقرأ حقيقة ما ترنو إليه بعيداً عن جوهرها!
أما على الصعيد المحلي الخليجي فما زلنا نعاني من عدم تحقيق حلم وحدة العملات والربط الاقتصادي التام بين الدول الأكثر تأثيراً على الاقتصاد العالمي، وأظن وأتمنى أن يخيب ظني بأن تكون النتيجة عكس ذلك ويتحقق كل ما يحقق للمواطن الخليجي الرفاه والاستقرار والنمو، ولكن لا تأتي الرياح بما نشتهي دائماً!
وأما عن موضوع الاتحاد الخليجي فهو مرفوض رفضاً تاماً إن كان اتحاداً فدرالياً بمسمى كونفدرالي؛ فلكل دولة من الدول الست سيادتها وقرارها المستقل ما دامت عضواً في الأمم المتحدة، ويرفض رفضاً تاماً سيطرة دولة على قرار أي دولة أخرى؛ صحيح قد تكون المصالح مشتركة وهي بالفعل ولكن يجب أن يكون القرار نابعاً من كل دولة إحقاقاً لاستقلاليتها، ثم كيف يتحقق الاتحاد الذي يسوق له البعض دون توافق خليجي مبدئياً! وإن تم ذلك التوافق على أي نظام سيكون ذلك الاتحاد؟ الديمقراطي أم نظام القرار الأوحد؟ أنا هنا أعني الاتحاد الكونفدرالي صورياً ـ الفدرالي جوهرياً، وأعتقد بأن كلامي مفهوم بشكل جيد لكل قارئ.
طموحنا كشعب خليجي هو أن يتمتع المواطن بأريحية في التعبير وأن يتعافى اقتصادنا الذي بدأ بالانهيار بسبب عدم وجود نظرة مستقبلية، وأن تكون الشعوب الخليجية شعباً واحداً في العدالة والحرية، شعباً يوصل رسالة للعالم أجمع بأنه لا يملك الثروة النفطية فقط؛ بل الثروة العقلية أيضاً.
أتمنى أن تكون القمة خطوة نحو إكمال المشوار المعطل منذ سنوات، وألا تكون قمة للاحتضار، ومن هذا الباب أرحب بقادة دول الخليج في أرض الصداقة والسلام وأتمنى أن يضعوا كل هذه الأمور في الحسبان دون سيطرة أحد على أحد، فشعوبنا واحدة ولكن!
**
نبرات:
ـ الثرثارون إخوان المفلسين؛ حديثهم كثير وأفعالهم قليلة وما يجنونه لا شيء ..!
ـ طاولات الحوار قد تتحول إلى طاولات خوار إذا كان الهدف منها “فلاشات الكاميرات” فقط ..!
ـ كل التوفيق للمنتخب الإيطالي في كأس العالم 2014 م في البرازيل وآمل أن تتحقق البطولة الخامسة في أرض صاحب الخمس بطولات؛ لتكون الأفضلية إيطالية في أرض برازيلية؛ لتنتهي ثرثرة كل مشجع برازيلي كان يشجع البرازيل لأنها الأقوى لا أكثر! وما أكثر من يشجع الأقوى لأنه الأقوى ولا يملك قوة في اتخاذ قراره!
محمد العراده ـ رئيس تحرير صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @malaradah