إقليمي وعالمي

موسم الهجرة إلى الشرق في العلاقات الدولية

أصبحت الكتلة الشرقية قبلة المسؤولين الدوليين لأسباب شتى، منها اقتصادية وسياسية وأخرى استراتيجية. إذ يقوم كل من رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ونائب الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الاستخبارات العامة السعودية الأمير بندر بن سلطان بزيارات متفرقة إلى روسيا والصين واليابان وكوريا الجنوبية.

وإن كان كاميرون يعتمد على زيارته لراب الصدع بين لندن وبكين – بسبب لقائه زعيم التبت الدالاي لاما أثناء زيارته لبريطانيا عام 2012 – إلا أن لقاءاته ستتركز على الجانب الاقتصادي.

كانت الصين قد وجهت اعتراضا رسميا لبريطانيا بعد هذه المقابلة. فهي تعتبر الدالاي لاما “انفصاليا خطيرا” لعمله على إنهاء احتلال الصين لبلاده.

كاميرون، الذي يصاحبه وفد من مائة رجل أعمال، يسعى إلى الحصول على حزمة استثمارات صينية تقلص الفارق غير المسبوق لصالح بكين في ميزان التبادل التجاري بين البلدين.

جدير بالذكر أنه بعد زيارة وزير المالية البريطاني جورج أوزبورن إلى الصين في أكتوبر، تم توقيع عقد لإنشاء محطتين لمفاعلات الضغط النووية الأوروبية بين الحكومة الفرنسية والبريطانية من جهة وشركتين حكوميتين صينيتين بمبلغ 19 مليار يورو.

وكانت الزيارة الوحيدة لكاميرون إلى الصين قد تمت في 2010 قبل تولي الرئيس الصيني جي جينبينج مهامه في مارس الماضي.

وأكد كاميرون إثر لقاءه نظيره الصيني لي كيجيانغ “أرى في تنامي نفوذ الصين فرصة، ليس فقط للشعب الصيني وإنما لبريطانيا أيضا”.

وارتفعت الاستثمارات الصينية في المملكة المتحدة خلال العام ونصف العام المنصرم لتصل إلى 3,7 مليار يورو، أي أكثر من إجمالي ما استثمرته الصين في بريطانيا خلال الثلاثين عاما الماضية. ومن المتوقع أن تصل هذه الاستثمارات إلى 100 مليار يورو عام 2015، طبقا لأرقام السفارة الصينية في لندن.

وفي طوكيو حيث اجتمع بايدن برئيس الوزراء الياباني شينزو أبي، حض المسؤول الأميركي اليابان والصين على تخفيف التوتر الذي تصاعدت حدته بينهما منذ أعلنت بكين منطقة للدفاع الجوي فوق جرز يتنازعها البلدان في بحر الصين الشرقي. وأعرب مجددا عن قلق واشنطن من هذه الخطوة.

ويتوجه بايدن إلى الصين الخميس في إطار جولة آسيوية، تشمل كوريا الجنوبية أيضا، سيسعى خلالها الى إقامة توازن دقيق بين تهدئة التوتر في شأن منطقة الدفاع الجوي ومساندة اليابان الحليف الرئيسي لواشنطن.

وقال بايدن لصحيفة “اساهي شينبوم” اليابانية: “لا نزال نشعر بقلق عميق من إعلان منطقة جديدة للدفاع الجوي تفرض على الطائرات تحديد هويتها”. واضاف أن هذا “يبرز الحاجة الى اتفاق بين الصين واليابان على إقامة إدارة للازمة واتخاذ اجراءات لبناء الثقة لتخفيف التوتر”.

وأكدت اليابان أنها وواشنطن ترفضان الخطوة التي اتخذتها بكين في 23 نوفمبر لإقامة منطقة الدفاع الجوي الجديدة، على رغم أن ثلاث شركات طيران أميركية تحظر الصين – بناء على نصيحة من الحكومة – من خطط مرور طائراتها في المنطقة.

وأوضحت الولايات المتحدة أنها ستتقيد بمعاهدة مع اليابان تلزمها الدفاع عن الجزر الخاضعة للسيطرة اليابانية، لكنها تحرص أيضاً على عدم الانسياق الى التورط في أي اشتباك عسكري بين البلدين الآسيويين.

وتعليقاً على زيارة بايدن إلى اليابان قالت صحيفة “كوميرسانت” الروسية إن هذه الرحلة تدل على تنفيذ استراتيجية الرئيس الأمريكي باراك أوباما في تلك المنطقة حيث “إن جولة بايدن تهدف إلى تأكيد وعود أوباما بنقل مركز السياسة الأمريكية إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ”.

من جانب أخر استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء في موسكو الأمين العام لمجلس الأمن الوطني ورئيس الاستخبارات العامة السعودية الأمير بندر بن سلطان على ما أعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف .

واوضح بيسكوف أن الرجلين شددا في لقائهما على “الدينامية الايجابية للجهود الدولية من أجل حل أزمة الملف النووي الايراني”.

وتخشى الرياض من تزود إيران يوما ما بسلاح ذري تحت غطاء برنامج نووي ذي أغراض مدنية.

وأضاف المتحدث أن الأمير بندر وبوتين تبادلا أيضا “وجهات النظر بشأن الوضع في سوريا، لا سيما من منظور الاستعدادات لمؤتمر جنيف 2” الذي يعقد في 22 يناير.

وتدعم السعودية المعارضة السورية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد فيما تبقى روسيا من آخر حلفائه.

وكان مصدر دبلوماسي أعلن أن الأمير بندر موجود في موسكو لإجراء مباحثات مع المسؤولين الروس تتعلق بالأوضاع في سوريا بالإضافة إلى احتياجات المملكة من الأسلحة الروسية.

وقال المصدر ، الذي رفض الكشف عن هويته ، لوكالة يونايتد برس انترناشونال، إن الأمير بندر، الذي يتولى الملف السوري، “سيعقد اجتماعات مع كبار المسؤولين الروس لبحث الوضع السوري، بالإضافة إلى التسلح، وخصوصا ما يتصل منه بإقامة درع صاروخي للمملكة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى