قلم الإرادة

اتفقوا على ألا يتفقوا

(كشف حساب)

 

   طويت صفحة انتخابات رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم يوم الجمعة الماضية وتم اختيار السويسري جياني إنفانتينو خلفاً لابن بلده جوزيف سيب بلاتر في رئاسة FIFA  لمدة ثلاث سنوات {لاستكمال المدة المتبقية من عمر ولاية بلاتر} وسط أجواء انتخابية شارك فيها 207 اتحادات وطنية غاب عنها الاتحاد الكويتي الذي حضر الكونغرس كمراقب والاتحاد الإندونيسي لمخالفة دولهما القانون الدولي{ حسب قرار المكتب التنفيذي} وحرمانهما من المشاركة في التصويت الذي لا نراه إلا كل أربع سنوات.

 

*****

 

   السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هل خسر الشيخ سلمان بن إبراهيم كرسي رئاسة FIFA وهل خسر الداعم الرئيسي له الشيخ أحمد الفهد هذه الجولة أمام تحالف الأوروبيين مع أبناء العم سام؟

 

   مصداقية الشيخ سلمان مع أعضاء الجمعية العمومية كانت وراء عدم حصوله على أكبر عدد من الأصوات وحسم الموقف لصالحه لأن {بوعيسى} في الـ PRESENTATION الذي قدمه في الكونغرس قال لا يمكن أرهن FIFA مقابل وعود انتخابية برفع الدعم السنوي للاتحادات الوطنية في ظل العجز البالغ 550 مليون دولار الذي ستواجهه موارد FIFA  حتى عام 2018 بينما قدم إنفانتينو وعداً برفع الدعم السنوي من 250 ألف دولار إلى مليون وربع المليون دولار سنوياً مما تسبب هذا الوعد الذي كانت تساوم عليه الدول بنقل 15 صوتاً لدول الكاريبي من كتلة الشيخ سلمان إلى كتلة إنفانتينو.

 

   كما أن بعض الدول العربية أخذت {توازن} حيث أنها وعدت بالتصويت للأمير علي في الجولة الأولى والتصويت للشيخ سلمان في الجولة الثانية مما أضعف من موقف رئيس الاتحاد الآسيوي في الجولة الأولى التي كانت تراهن عليها دول إيقيانوسيا بمنح الشيخ سلمان 11 صوتاً في الجولة الثانية إذا جاء أولاً في الجولة الأولى.

 

*****

 

   اللعب كان على المكشوف وسط قاعة الكونغرس واجتماعات مدراء حملات المرشحين الثلاثة كانت تعقد بتعليمات من رئيس الاتحاد الأميركي سونيل جولاتي {الذي يطالب بنقل مونديال 2022 من دولة قطر الشقيقة} ولكن خطة الشيخ سلمان نجحت في الجولة الأولى وأثبت قوته وقدرته على المواجهة حيث تحصل على 85 صوتاً مقابل 88 صوتاً لإنفانتينو و27 للأمير علي و7 للفرنسي جيروم شامبين.

 

   الحبكة الانتخابية كانت في الجولة الثانية مرسومةً لخطف أصوات الأمير علي وشامبين الـ34 وبفعل فاعل اتجه منها 27 صوتاً للسويسري و3 للبحريني و4 للأردني لينجح إنفانتينو بالرئاسة  بـ 115 صوتاً وبفارق 27 صوتاً {أصوات الأمير علي وشامبين} مقابل 88 صوتاً للشيخ سلمان بن إبراهيم.

 

*****

 

   الاتحاد الإفريقي {54 دولة} لم يلتزم بموقفه المعلن بدعم الشيخ سلمان وصوّت بعض الأفارقه للسويسري إنفانتينو علناً فضلاً على أن هناك من 9 إلى 11 دولة عربية لم تصوت للشيخ سلمان بن إبراهيم منها 5 دول في غرب آسيا ولم تلتزم 15 دولة آسيوية مع رئيسها الذي يخوض هذا المعترك لأول مرة ونجح بدعم مباشر من العرّاب الشيخ أحمد الفهد بالحصول على هذا الرقم الكبير واختراق الكتل الداعمة لإنفانتينو في أوروبا والكونكاكاف رغم الصعوبات والتحالفات التي أحيكت بأنامل عربية لعدم وصول الشيخ سلمان لكرسي رئاسة FIFA ليؤكدوا من جديد على صدق مقولة {اتفق العرب على ألا يتفقوا}.

 

*****

 

   تعتبر هذه الانتخابات هي المحاولة الثانية للأمير علي بن الحسين {41 عاماً} حيث واجه بلاتر في الانتخابات السابقة بتاريخ 2015/5/29 تحصل على 73 صوتاً مقابل 133 لبلاتر وكان يجب عليه أن يعيد حساباته هذه المرة وألا يخوض النزال ليس انتقاصاً من مكانة الأمير الهاشمي ولكن كي يحصل على فرصة ودعم أكبر من القارة الآسيوية  في المناسبات اللاحقة وسيكون موقف الأمير علي صعباً وربما يعتبر الخاسر الأكبر من هذه الانتخابات بعد دعمه لإنفانتينو.

 

*****

 

   نجح رئيس FIFA المؤقت الكاميروني عيسى حياتو في إدارة الكونغرس وأحرج حياتو رئيس الاتحاد الإماراتي يوسف السركال والأردني الأمير علي بن الحسين لمخالفتهما جدول أعمال الكونغرس بتقديم طلب تصويت أعضاء الجمعية العمومية لرفع الإيقاف عن دولة الكويت بعد قرار المكتب التنفيذي القاضي بمنعنا من المشاركة في التصويت ولكن أمام إصرار السركال والأمير علي عاد حياتو للبند رقم 4 من جدول الأعمال من جديد وفتح باب التصويت وجاءت النتيجة مخيبة للأمال برفض 165 دولة وامتناع 17 وموافقة 25 دولة فقط على رفع الإيقاف عن الكويت ليبقى ملفنا معلقاً حتى الكونغرس المقبل الذي سيعقد في المكسيك يومي 12و2016/5/13

 

*****

 

   قبل انعقاد الكونغرس استبشرنا خيراً لدرجة أن المعنويات وصلت للسقف وطالبنا المنتخب بالجهوزية التامة بانتظار ساعة الصفر لخوض المباراتين الحاسمتين أمام ميانمار ولاوس في شهر مارس لأن الجماعة كانوا كل يوم يتسابقون بالقنوات والصحف والإذاعة بزف الأخبار السعيدة بقرب رفع الإيقاف بعد {حشد 53 صوتاً} من الدول العربية والصديقة ولكن الصدمة بعد تصويت الكونغرس ماحصلنا على نصف هذا الرقم ومن اليوم وطالع سأطالب بإشهار نقابة تفرض رسوماً مقابل كل تصريح حتى يتعودوا الجماعة على التقشف بالتصريحات.

 

**

 

ناصر الفضلي ـ إعلامي وكاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية

 

Twitter: @nasserAlfadhly

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى