عيب يا محمد مرسي!
إن زيارة الرئيس المصري الأخيرة إلى روسيا لم تكن مفاجِئة بالنسبة لي حتى ولو قال مرسي: “لن أقابل رؤساء الدول الداعمة لبشار الأسد حتى يتراجعوا عن دعمه” فهذا هو ديدن “الإخوان” كما عهدتهم يسيرون في مدرستهم “الميكافيللية” حتى يصلوا لغاياتهم ليبقوا بعد ذلك محافظين عليها.
لم أستغرب ولن أزيد في التعقيب، ولكن ما يهمني هو الانحلال الأخلاقي والديني الذي سار به، فبدلاً من أن يذهب ليطالب الروس بالكف عن دعم نظام بشار الأسد عاد لنا بـ “تعزيز التحالف بين مصر وروسيا” متناسياً أن هذا النظام هو الداعم الأول لنظام الأسد وهو شريك في كل المجازر السورية وبكل الأرواح البريئة التي أزهقت، معلناً بذلك “رخص” هذه الدماء البريئة التي راحت ضحية حبها للوطن.
لماذا لم يطلب محمد مرسي من بوتين التوقف عن دعم نظام الأسد؟ أَمِنَ العقل أن يطلب بضرورة وقف “حمام الدماء” في سورية حالاً بعد انسكاب كل تلك الدماء؟ من سيدفع ضريبة كل تلك الأرواح التي أزهقت؟
إن المتابع للسياسة المصرية الأخيرة يجدها تميل لكفة روسيا والصين وإيران، وأخشى أن تكون مصر قلب العروبة النابض “ثغر العروبة” بعد حين، فكما يقال: “إن كانت مصر بصحية جيدة، فالأمة العربية بصحة جيدة” والحقيقة أن مصر اليوم سقيمة بسبب هذا النظام الذي يرقص على أهوائه بعيداً عن عروبته ودينه.
لربما تؤدي السياسة المصرية الأخيرة إلى تآكل ما تبقى من الصمود العربي وانهيار الأسس التي تعود بنا للتقدم والازدهار، وقد يتساءل أحدنا: “ماذا بعد روسيا وإيران والصين؟” وقد تكون الإجابة: “أن يكون الخليج العربي بين فكي المرشدين (مرشد إيران ومصر)” !
**
نبرة:
ـ يجب على دول الخليج أن تسير نحو المستقبل فالمال وحده لا يكفي كقوة من دون بشر، فهو قد يتلاشى أما الشعب فهو المال الحقيقي لأي وطن ..!
محمد العراده
Twitter: @malaradah