قلم الإرادة

النجمةُ الحمراءُ لن تدومَ في توهّجِها !

هكذا كنتُ ولازلِتُ وسأبقى أراه ..

 

لم يكنْ شيئاً يُذكر بإستثناء بأنه قد يكون من الأسماء المُنافسة على المباريات المُتقدمةِ ,

 

فما قبل يورو 2008 كان الماتدور الإسباني يلعبُ كرة القدمِ كأحد الأسماء الأوروبية الجميلةِ ,

 

والتي من المُمكنِ أن تُقدمَ شيئاً يضيفُ للبطولة حلاوتها , مع وضع إسمه من المُرشحين الذين قد

 

يصلون إلى مرحلة كبيرة في البطولة أو الوصول إلى مركزٍ مُتقدمٍ ما ..

 

عندما كان العُنصري لويس آراغونيس مُدرباً للماتدور الإسباني إستطاع الإفادة بالطولِّ والعرضِ

 

من الخامات الإسبانية الشابة والمنبعثة بكثرةِ في أندية الليجا ..

 

ظهر الماتدور الإسباني بصورة جميلة ورائعة في يورو 2008 بقيادة العنصري المذكور أعلاه ..

 

وحققت بطولة جميلة في نهاية المطاف على حساب ألمانيا والفضلُ يعود إلى مُدربها ( يواكيم لوف )

 

لا يهم ,

 

العملية أصبحت عكسيّة وأصبح لاعبوا ألمانيا أكثر براعة من إسبانيا في مونديال الأفارقة 2010 ,

 

فظهر الجيرمان بصورة جعلتهم أبطالاً للبطولة وجعلت الإسبان في محلِّ شكٍ إثر سقوطهم المفاجئ أمام

 

السويسريين والفضلُ لهذا السقوط يعود إلى المُحنك الألماني أوتمير هيتسفليد الذي أردى الماتدور قتيلاً 

 

في بداية دور المجموعات لبطولة العالم ,

 

إلا أن الإسبان عبروا الأدوار التالية لتصطدم بألمانيا ولتحدث كوارث وأخطاء أقصت ألمانيا ( الرائعة ) من جديدٍ ..

 

ما بعد تحقيق فيسنتي دل بوسكي للنجمة الأولى للأحمر الإسباني ظهرَّ لاعبوا الماتدور بصورة الفريق المُتشبعِ ,

 

وهي نفس المرحلة التي مرَّتْ بها فرنسا سابقاً في نهاية القرن العشرينِ ..

 

فما ظهرَّ في يورو 2012 بأن الأحمر الإسباني بدا مُتراخياً دفاعياً ومتواضعاً نوعاً ما في خطّ هجومهِ ,

 

قد يكون السبب في تلك البطولة إلى غياب ديفيد فيا , إلا أن هذا ليس بعذرٍ لبطلِ العالمِ ,

 

إن عُدنا إلى دور نصف النهائي ومدى رعونة كريستيانو رونالدو لأهداف خاطفة لبات بطل اليورو في خبرِ كانٍ ..

 

ولا يمكنُ أن نتجاهل الحالة التي وصل لها الآتزوري الإيطالي والذي تضرر كثيراً بإشراك كيليني المُصاب ,

 

وتهور ماريو بالوتيلي , لا سيما النقص العدديّ الذي أصاب الازرق الإيطالي بعد إستنفاذ مدربه براندلي جميع الإستبدلات

 

ومع نقص كيليني أصبحت النتيجة التاريخية في إنتظار الآتزوري فكانت الرباعية حاضرة مع الرأفة !

 

من خلال البطولات الثلاثة الأولى إستنتجت بضع إمور باتت مكشوفة للجميعِ ..

 

البطولة الأولى ظهرّ المنتخب الإسباني بصبغّة ونكهة جديدة فاجئ الأوروبيين بها ,

 

البطولة الثانية إستفاد المنتخب الإسباني من الأخطاء الفادحة وتراجع رغبة الخصوم بتحقيق الفوز على رأسهم يواكيم لوف ,

 

البطولة الثالثة ثقل الدفاع الإسباني وأخطائه ( جيرارد بيكيه ) لم يتم إستغلالها بشكلٍ سليمٍ ,

 

سنرّكز على مستوى البطولة الأخيرة ..

 

مستوى الفريق بدأ مُشابهاً جداً لمنتخب فرنسا 2004 , لكن الأفروقة ظهرت بأن فرنسا أضاعت اللقب أمام منتخب مغمور

 

اما إسبانيا حققته بمعجزةٍ وظروفٍ مواتية جداً جداً ,

 

وبذكرِنا لفرنسا إن لاحظتم معيّ سنوات الجمالّ والعطاء لفرنسا كانت ما بين عاميّ 1998-2006 ثم عادت

 

إلى مُنتخب مميزٍ منافس لكن غير مُرعب كما كان سابقاً .. !

 

أيّ أن الجيل الفرنسي إنتهى وبقيت فيه بعض الأسماء التي لم تُقدمْ الشيء الكثير بعد ذلك , 

 

نفس المُعادلة يتم تطبيقّها على المُنتخب الإسباني في هذه الأثناءِ , 

 

لا أنكرُ وجود لاعبين ممتازين في خط الوسط ولاعبين مميزين في خط المقدمةِ , 

 

إلا أن خط الدفاع يواصل الترّاجع والتخبّط مما سيجعلُ منتخب أبو نجمة قابلاً للسقوط في بطولة القارات أو العالم القادمتين

 

ورُبما يسقطُ في الأخيرة بصورة رسميّة بعد تقدم عددٍ كبيرٍ من لاعبيّ الفريقِ بالسنِّ , 

 

سأضربُ بعض الأمثلةِ على تشابه الحالة التي ستحصلُ للمنتخب الإسباني ..

 

ألمانيا ما بين فترتيّ 1986-1996 : جيل رائع وصل لنهائي 86-90 ونهائي 92-96 بصورة متتابعة فاز في النصفِ 

 

ماذا بعد ذلك ؟ 

 

ضاع الألمان بين 1997 إلى 2004 ثم قاموا بتصحيح المسارّ تدريجياً وثبت على مستواه إنطلاقا من 2006 إلى هذه الأثناءِ .

 

فرنسا ما بين فترتيّ 1998-2006 : جيل إستثنائي مُرتبط بالبطولات لكنه بدأ بالتلاشي منذ 2004 إلى أن إنتهى في 2006 ,

 

ما بعد ذلك ؟ 

 

أصبحت منتخب أوروبي مميز مُنافس لا أكثر ولا أقل .

 

هولندا منذ 1987-1990 : جيل رائع حققّ بطولة اليورو أداءً ونتيجةً كتعويض لإخفاق هولندا السبعينات .

 

ماذا بعد ذلك ؟ 

 

هولندا أصبحت منتخباً مُحترماً ومميزاً ومن الممكن أن يتسبب بخروج الكِبار وإحراجهم لكن بدون بطولات .

 

الأرجنتين 1978-1993 : جيّلين مُتتابعين حققا بطولتيّ العالم الشهيرتين للألبسيليستي وكاس القارات قبل توثيقها لدى الفيفا .

 

ماذا بعد ذلك ؟ 

 

منتخب الأرجنتين أخذ بالتراجع التدريجيّ حتى بات مُنتخباً متوسطاً ولا يمكن أن يتجاوز دور ربع النهائي !

 

من جميع ما قرأناه أعلاه نتأكد بأن عوامل كرة القدم الطبيعية قد تجتاحُ الماتدور الإسباني , 

 

وقد لا يُصبح الحال الأحمر أفضلُ من جاره الأزرقِ الفرنسي .

 

فهد الفضلي ـ كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية

 

Twitter: @Fahad_Fenomeno

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى