قلم الإرادة

خط الوطن الكوفي

   في الكويت تستطيع أن تسير بسيارتك على أي من الخطوط السريعة فتصل إلى مبتغاك ولكن لكي تقضي مشاوير مسارك السياسي فلا بد أن تختار بين خطين, خط الرقعة والخط الكوفي ولا خيار “خطي” ثالث لك !!

 

خط الرقعة هو الخط الأسهل وما بين دفتي “رصيفيه” هو ما تراه في مانشيتات الصحف وما تسمعه في القنوات والندوات وما تتلمسه من ظاهر القول عبر تصريحات أهل السياسة حكوميهم ومعارضهم, خط سهالات بدون مطبات ولا حفر الكل فيه يسهر على راحة البلد والكل يشرب فنجالها إن جدت الخطوب والكل يشارك في الأوبريتات والكل يشيل في المسيرات والكل وطني حتى النخاع والكل دستوري “مالي” الدماغ من سيول نصوص الحرية والكرامة والمساواة والحكومة المنتخبة وووو..إلخ.

 

خط سياسي ابن حلال والدليل أن كل من سار في دربه تجد على جبهته عبارة: حلال ومذبوح حسب الطريقة الرقيعية.

 

الخط الآخر هو الأصعب لأنه “كوفي” سيملأ فؤادك من “كافيين” القيح فتسهر حتى “الصياح”  ولذلك إحذر هذا الخط يحتاج منك فائضاً من الحذر والانتباه فهو خط سريع  كل أرصفته “ممنوع المواقف” فإياك أن تركن إليه أو تأمن له وحذاري أن تصدقه بدون أن تسبر غوره وتفتش جيوبه الأنفية, خط مملوء بالحفر وكل حفرة حفرها لك سياسي ما لتقع فيها ليقف هوعند حافتها ويردمها عليك مهيلاً عليك المزيد والمزيد من “الآمال”, خط مظلم لا إنارة على جانبيه بل إثارة تغوي عقلك وتوقعه في بئر “الخطابة” الرنانة  ليبقى طوال يومه متلهياً بالرقص مع الكلمات اللعوب اللاتي يزدحمن من حوله ويقدمن له عيون خمر كؤوس علامات الاستفهام والتعجب الخالية من “كحل” الإجابات ليحتسيها ويسكر الباب الذى تأتيه منه رياح الفهم حتى يداهمه النعاس كاسراً باب أجفانه ليتهمه بقضية سكر في سؤال وطني عام يطرحه كل طالب مستقبل وهو: إلى أين المصير !! … خط لا ينجو منه إلا الصاحي ولا ينصح به لأقوام صح لسانك ولله درك.

 

إن كنت تنوي اتباع خط الرقعة فأحلام سعيدة وليس على النائمين حرج أما إن كنت تريد امتطاء سرج الخط الكوفي فهيا إلى الطراد فوراؤنا وطن نريد أن نبلغ أسواره قبل أن يحل المغيب.

 

فالح بن حجري ـ كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية

 

Twitter: @bin_7egri

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى