ليونيل ميسي .. يوهانفانو القرن الواحد والعشرين
قد أكون حاقداً أو حاسداً كما سيرى قُراء هذه الزاوية البسيطةِ .. لكنها حقيقة وواقعٌ أليمٌ ..
سبعة أعوامٌ ورُبما أكثر بقليلٍ من ذلك على أول إطلالةٍ له ..
كنتُ أعتقد بأنه لن يتجاوز خافيير سافيولا أو فيسنتي رودريغز أو حتى بابلو آيمار هذا إن كان البعضُ يتذكر
هذه الأسماء القديمةِ ,
أداءٌ متوسطٌ قابلٌ للتصاعدِ التدريجيّ في كتيبة البلوغرانا المكان الأمثل لأبناء اللاتيّن خاصةً أصحاب الصبغة
الذهبية البرازيلية , لكن الحديث لن يكون مناطاً بالأسماء البرازيلية لإنها تحتاجُ إلى عشرات المواضيع ورُبما أكثر
من ذلك لإنصافِها ومنحها جزءاً من حقّها الإطرائي والنقاشيّ ,
فكما تقرون في بداية العنوان حديثنا سيكون مُناطاً بالنجم الأرخنتيني ليونيل ميسي النسخة الهرمونية المُعدلة لمارادونا
بطبيعة الحالّ شتان بين إسطورة الكرة الأرخنتينية على مرِّ العصور دييجو أرمندو مارادونا والنجم ليونيل ميسي ,
فالأول رسم لوحّات فنيّة نادرة لنابولي الإيطالي وللأرخنتين عجّز ليونيل ميسي إبن قاطالونيا من فعلّ ربع منها حتى
هذه اللحظة مع منتخب الألبسيليستي ,
عندما شاهدت ميسي جيداً في السنوات التي ظهرت علامات النضوج الكرّوي فيه , رأيت فيه صورة كربونية
مختلطة بالهولندي يوهان كرويف وألفريدو دي ستيفانو الأرخنتيني ..
سأعللُ ما أتيت به تدريجياً ..
الطائر الهولندي يوهان كرويف ( إسطورة الطواحين ) قدم كُل ما يمكن للعين المُجردة أن تتمتع به في السبعينات
في جميع المراكز الهجوميّة والتي أتقنها كرويف ببراعة , ورغم كل هذه الموهبة وهذا الجيل الإستثنائي للبرتقالي ,
إكتفى بفضية كانت سببها الأول والأخير ألمانيا القيصر ومولر .. ومع هذا وذاك .. لا يزالُ يوهان كرويف أفضل
لاعب أوروبي مرَّ على تاريخ القارة العجوز خلال النصف قرّن ماضية ..
أيّ أن الشبه الأول بإسم يوهان ينطبقُ على ميسي الأرخنتين العاجز تماماً عن تحقيق بطولة متوسطة تُكنى بالكوبا أميركا !
مع العلمِ بأنه شارك بها أساسياً في مُناسبتي 2007+2011 الأولى كاملة والثانية شبه كاملة وإكتفى بهدفين فقط !
أما على صعيد كؤوس العالم فنفس المُعادلة تنطبقُ وبهدف يتيم !
أمرٌ مُثيرٌ للشفقةِ بأن يكون أفضل لاعبيّ الكرة الأرضية في الأعوام الأخيرة عاجزاً عن هزّ شباك الخصوم في
المُناسبات الحقيقية والصعبّة وليست شوارع الليجا الجميلة ..
مع العلم بأن لا يزال أمام ميسي بطولتيّ عالم على الأقل فيمَ تبقى من عُمرِه الكُرويّ , ومع ذلك الكثيرُ يؤمن
بأن الأرخنتين لن تفعل الشيء الكثير رغم أدائها التصفويّ الجيّد , فمسألة تحقيق كأس العالم في أراضي السامبا
قد تكون أقرّب للمحال والجنون , بل إن أصحاب الأرض لن يدخروا جهداً في إزالة الأرخنتين إن تصادمت معها
فيّ الأدوار القادمة , فنعود مرةً أُخرى إلى نفس النقطة ولأعوام قادمة لنرَ هل سيزيلُ ميسي هذا الإسم الذي إلتصق
أقوى بطولات العالم القارية والعالمية ؟ ( سؤالٌ نتركه إلى الفتى الهرموني ) .
بالعودة إلى الإسم الثاني فانو وهو إختصار لدي ستيفانو مُتعدد الجنسيات ..
لنتحدثْ ببعض الأسطرِ عن ألفريدو دي ستيفانو على الصعيد المحليّ ,
هو بالطبع إسطورة نادي ريال مدريد والوحيد في المعمورة من حققّ دوري أبطال أوروبا لخمسة مرات متتالية ,
ناهيك عن البطولات الأُخرى المحلية والإقليمية ..
أما إن إتجهنا عن دي ستيفانو الدوليّ , سنجدُ بأنه قد حرّث الأرض طولاً وعرضاً لا لتحقيق كأس العالم ..
وإنما فقط للوصول إلى مشاركة رسمية تُسجل بإسمه ! وهذا مالم يتحققْ لألفريدو ..
ففي البداية شارك لعاميّن فقط مع الأرخنتين ( الألبسيليستي ) بستة مناسبات ومُسجلاً ستة أهداف فيهن ..
وذلك بين عاميّ 1947-1949 ,
إلا أن إخفاق الأرخنتين في وصول نهائيات البرازيل 1950 أجبره على تمثيل كولومبيا في عام 1949 للوصول
إلى مونديال البرازيل إلا إنها أخفقت في ذلك أيضاً .. !
ليختفي دي ستيفانو عن الألوان الدولية وينضم بعد ذلك للمنتخب الإسباني ليلعب 31 مبارة ما بين عاميّ
1957-1961 إلا أن النحس وسوء الطالع ظلَّ مُلازماً للإسطورة الملكية وتعرض لإصابة ولم يُشارك في
مونديال التشيلي 1962 رغم نجاح إسبانيا في الوصول للبطولة العالمية !
ومع هذا وذاك نرى بأن دي ستيفانو عوض هذا الإخفاق بإنجازات كبيرة وكثيرة في قلعة الملوك ريال مدريد ,
إن قرأتم قصة دي ستيفانو قليلاً ستلاحظون بأن ميسي وفانو مشتركان بالأداء الخيالي مع الأندية ..
والإخفاق الدولي الذي يميلُ لصالح ميسي أكثر لإنه ظهر في بطولات عديدة على مستوى القارة والعالم وأخفق بها !
فمن يدرّي لو فازت إسبانيا بكأس عالم واحدة في عهد دي ستيفانو لأصبح أفضل لاعب أرخنتيني على مرِّ العصورِ ,
ولأصبحت أسماء ماريو كيبمس , ومارادونا , وميسي نجوم مميزة ولا تزيد عن كونّها ظلاً لألفريدو !
أما عن وجهة نظريّ الشخصية بمستوى الفتى الأرخنتيني فهو رائع ومميز ولا يمكن أن نبخسه حقه في ذلك ..
إلا أن أسماء يوهان كرويف , ألفريدو دي ستيفانو , أرمندو مارادونا وغيرهم ..
لا يزالون يبعدون عنه بمراحل كبيرة ..
رُبما ينضمُ إليهم ميسيّ أو يتفوق عليهم بعد أن تنتهي مسيرته الرياضية بصورة مُشرفة لا مُخزية كما ( إعتدنا ) .
فـهـد الـفـضـلـي – كاتـب فـي صـحـيـفـة الإرادة الإلـكـتـرونـيـة
Twitter: @Fahad_Fenomeno