قلم الإرادة

عار يُدعى الإنسان

   لم أتوقع يوماً أنه سينتابني شعور بعدم الحظ كونه قُدر لي أن أكون إنسانه فلو كنت حيواناً في إحدى البراري لربما كان أفضل لعرفت منذ اليوم الأول من هم أعدائي الثابتين، ففي عالم الحيوان لا سياسيات خارجية لا خيانة لا عمالة أو تعصب، كنت سأُقتَل أو سأقتُل بدافع الجوع أو الدفاع عن النفس بدوافع تُعد طبيعية وغرائزية وعدا ذلك لن أتعرض لأحد.

 

   على ما يبدو نحن لا نستحق ما وهبتنا إياه الحياة التي ميزتنا عن سائر المخلوقات بالعقل لنرتاح ونقترب من بعضنا البعض، لكن اخترنا نحن أن نعتدي على كل هذه النعم بخلقنا للطوائف، النعرات والتعصبات، وبات الكثير يتقاتل بإسم الرب ويعتقد البعض أن الله له وحده، ولا سبيل عند البعض لزيادة رصيده في الجنة إلا عن طريق النهش في لحم أخيه الإنسان أكثر!

 

   ماذا بقي من منطق تعريف الإنسان وتفوقه على بقية المخلوقات؟ وذلك الحيوان لا يؤذي أحداً إلا في حالة الدفاع عن النفس والجوع، وذاك الحيوان الآخر مستعد للموت في سبيل حماية صاحبه وفاءً وإخلاصاً له! نحن نعتدي على بعضنا حباً للعدائية، وننتزع من بعضنا اللقمة فوق الشبع، ولسنا مخلصين لدرجة الموت من أجل الآخر، فاليوم جملة أنت حيوان ولست بإنسان لم تعد ذماً كما أعتاد الكثير استخدامها لهذا الغرض أعتقد أصبحت مديحاً!

 

**

 

حنان الحمادي ـ كاتبة في صحيفة الإرادة الإلكترونية

 

Twitter: @i_hanoona

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى