أحب تلك الأشياء الذي قيل عنها “هبه”
في حياتي الكثير من الأشياء التي كنت أحبها منذ زمن بعيد قبل أن تصبح وتتحول فجأة في لحظة من اللحظات لـ”هبه” يتظاهر البعض بأنه يحبها ويستمتع بها، كشرب القهوة مثلاً، قراءة الكتب والاستماع لأغاني فيروز في بداية يومٍ جديد، وقصائد درويش، وإلى هذه اللحظة بالطبع لا زلت أحبها، ولست متضايقة لكون الكثير يشاركني حبها إلا أن ما يضايقني هو أن يقال عنها “هبه” ويطعن في ذوق كل من يحبها وتصبح كأنها أشياء مستهلكة وتفقد قيمتها! بالإضافة لتظاهر البعض بحبها كونهم يعتقدون أنها قد تجعل منهم أناساً مختلفين، أكثر تحضراً، وأصحاب ذوق رفيع وما أدراني من غيرها من الأسباب، وأصبح هؤلاء يلمعون بها صورتهم وبات من يحبها بصدق فاقدً لإستقلاليته في نظر من يرفضون “الهبه” لظنهم أننا نجاريها.
عن نفسي لا يهمني ما يظنه الناس عن ذوقي واختياراتي وسأفعله ما دمت أحبه، لكن على أصحاب العقول الضيقة والنظرات المحدودة أن يفهموا أن هناك من يحب هذه الأشياء فعلاً، ولأولئك الذين باتوا مهووسين بالمظاهر للدرجة التي أدت بهم لكتابة وقراءة ما لا يفهمونه في حقيقة الأمر أو الاستماع وممارسة ما لا يشبههم ويمثل حقيقة ما يحبونه عليهم أن يتوقفوا عن هذه التمثيلية ويتمسكون بما يمثل ذوقهم فقط، والأهم من ذلك علينا أن نحترم اختلاف أذواقنا.
**
حنان الحمادي ـ كاتبة في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @i_hanoona