قلم الإرادة

رِيش استجواب!

   خلال استجوابات المجالس السابقة “من مجلس فبراير 2012 وأنت رايح “, كان التفاعل الشعبي تقف على رِجل, ” ومش أي رجل ” رجل يمكن وصفها ” برجل المرجلة “, كان صوت التفاعل الهادر يصدح بالحناجر وكانت مقاديرالتحاليل تغلي داخل “طناجر” المطبخ السياسي, تجلس في الديوان فتدور أحاديث الاستجواب مع فناجيل القهوة, تذهب إلى العمل فتجد الاستجواب تدور عليه دوائر الحديث, وهكذا ما اجتمع السلام والكلام إلا كان الاستجواب ثالثهما ! …أما الآن فالاستجواب ضيف غير مرحب في ولائم التفاعل الشعبي والأحاديث ولهذا أسباب سأذكرها في الفقرة القادمة.

 

أول الاسباب هو ضعف المستجوبين الواضح أمام الوزراء, فرغم الجعجعة التي يتردد صداها تحت قبة عبد الله السالم يبقى الطحن “مش ولابد” استجواب وزير الصحة مثلاً والذى بدأ بطلب طرح ثقة مدوي من المستجوب انتهى بتردد المستجوب ذاته في الجلسة اللاحقة مما جعل الأعضاء يرسلون له  “جاهيات” يترجونه صعود المنصة  كإجراء تكميلي فقط لا يغني ولا يسمن من جوع !

 

وثاني الأسباب هو “شخصانية” الاستجوابات المحضة وبعدها عن لحس الوطني, فأغلبها سببه طائفي أو قبلي أو تسخين لحملة انتخابية ربما تكون قريبة نظراً لغموض إكمال المجلس لمدته إما حلاً أو إبطالاَ.

 

السبب الثالث هو الاستخفاف المفرط بهيبة الدستور ومجلس الامة والتغطية الاعلامية. الدستور هيبته صارت على المحك عندما أصبح يستخدم كسلاح بدلاً من استخدامه كميزان يقيم أود النصوص ولا فرغها من منعاها كمحاولة شطب محاور استجواب أو لوي  أعناق مواده لتبرير ما لا يتبرر. ومجلس الأمة أيضاً صارت هيبته سلعة تسوق في “مول” ألفاظ لا يجب أن تقال تحت سقفه مثل “ضبط القعدة ” و”شيلي قشك وطلعي عن بيتي” و”لا أسكتك واقعدج بعد” وغيرها ! فلكل مقام مقال ومقال اليوم في الاستجوابات “مش ولابد” لا سياسياً ولا مجتمعياَ, أما التغطية الإعلامية للسلطة الرابعة “فخسائر مصداقيتها”عد وخربط” والصحف اليوم والقنوات التلفزيونية صارت في تقييم الاستجوابات مثل أم العروس تمدح بنتها حتى لو كانت “جلحه وملحه” لا تفرح أوصافها إلا من كان يريد “أن يطلع باون في الكوت بوستة” !

 

يقال في الأمثال العامية  لمن يقول ولا يفعل “لا تطق الصدر وضلوعك طرية “, وأظن بأن ضلوع الاستجوابات اليوم لا تنفع إلا “كريش” مطاعم  …” فمصمصوا ” ريش استجواباتكم “كما تحبون وتشتهون , أما نحن فسننتظر “الراس المرفوع ” من وليمة ديموقراطيتنا مهما طال جوعنا .. والولائم الدستورية دول “راس” لك و”ريش” عليك.

 

فالح بن حجري ـ كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية

 

Twitter: @bin_7egri

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى