قلم الإرادة

الثورة السورية .. من المستفيد؟!

   ثمة سؤال يجب أن نطرحه في كل قضية سياسية “من المستفيد؟” وعندما نربط هذا السؤال بالثورة السورية يجب أن نتعمق للداخل حتى نعرف من المستفيد من كل ذلك؟ وقبل التعمق يجب أن أوضح للقارئ ببساطة عن الثورة السورية، تخيل معي عزيزي القارئ بأنك في مباراة كرة قدم وقبل التصفيات النهائية وكل الفرق الأربعة المتواجدة في المجموعة لها نفس الحظوظ في التأهل وتبقى الجولة الأخيرة هي التي ستحدد مصير كل فريق من هذه الأفرقة ومن هي أكثر الفرق انتصاراً وأقلها كذلك ..!

 

تعال معي قليلاً لنتعمق، وضع في المجموعة التي سنطلق عليها “مجموعة من الرابح الأكبر من الثورة السورية؟” .. ضع هذه الفرق في هذه المجموعة، والفريق الأول يساوي إيران والثاني عرب إفريقيا عدا المغرب لنظامها الملكي وموريتانيا وجيبوتي والصومال وإن كانت جزر القمر لعلمك وعلمي بأهمية هذه الدول في القضايا العربية، ما علينا.. لننتقل للفريق الثالث وهو فريق “حجيلان وأعوانه” أما الفريق الرابع وهو عبارة عن “نجوم العالم” وهو خليط من الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا وروسيا والصين، وهو بكل تأكيد فريق غير متجانس ولكن اسمه يكفي، وهو الأقوى، هل عندك شك؟!

 

الحمد لله أنك لم تشك بذلك، وإن كنت ممن يشك بذلك أغلق المقالة ولا تكملها فعقلك يحتاج لـ “ريفرش” لاستيعاب أبجديات هذا القرن.. تخيل أن الفريق الأول وهو إيران على ماذا سيعتمد حتى يسانده الجمهور؟ فكر أو لا تفكر سأقول لك: اعتمادها الأول على نقطة طائفية مستندة على دين، وجماهير هذا الفريق تهتف “وجود بشار يساوي تحرير القدس من الاحتلال الغاشم، فبشار الداعم الحقيقي لحزب الله وللمسلمين، وهو صلاح الدين الجديد للأمة”، وهم على ذلك يسيرون ويهتفون بكل “حماس”، لذلك تجدهم يقاتلون مع فريقهم حتى الأنفاس الأخيرة، وهناك قول آخر من هذا الفريق، وهو قول “مالكي ورفاقه”: “وبعد الثورة السورية أين القادم في بلاد العرب؟” ويظنون أنفسهم القادم ولو كنت استبعد ذلك ولكنهم يهتفون بذلك لغرض عدم سقوط الزميل لا أكثر ..!

 

وعن فريق عرب إفريقيا، فهو قائم على توسيع الرقعة الجغرافية لـ “جماعة بنا” والتي تتسع كل يوم وباتت على بعد خطوات عن عرب آسيا، وهي ترى سورية أول الأولويات التي يجب أن تكون لها في المنطقة، لتواصل بث سمومها باسم الإسلام ..!

 

ليس ذلك فحسب بل أقذر من ذلك ـ وأعتذر على هذه الكلمة التي لم أجد ما يساويها بوصفهم ـ فهم يمنون النفس باسم الدين للوصول لغايتهم التي تبرر كل الوسائل المستخدمة ولو كانت قذرة.. لن أخوض كثيراً فهم معروفين للعقلاء وهم أثرى مني ومنك كذلك باسم الإسلام، ويريدون السلطة باسم الإسلام، وكل شيء باسم الإسلام ولو تحالفوا مع الشيطان “إبليس الأكبر وصغاره” ..!

 

أما فريق “حجيلان وخوياه” (فلا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون) فكل الأمور بالتمام، ولكنهم يحتاجون للهتافات التي توازي الهتافات الموجودة في الساحة بحجة أننا هنا “يالربع”، وأننا لن نتخلى عن كل شيء يخص هذه القضية، وهتافاتهم تقوم على جمع المال لنصرة الدين من الطغاة المعتدين على الإخوة المسلمين وكذلك بدغدغة المشاعر الطائفية من خلال أن سقوط بشار يساوي الانتصار للأمة وستتحرر القدس من ذلك الاحتلال على مدى كل العقود التي مضت، وأنهم لن يتخلوا عن القضايا العربية والإسلامية و”هيك إشي” ..!

 

كل هذه الفرق بـ “صوب عقدي” والفريق الأخير بـ “صوب اقتصادي”.. الفريق الأخير هوايته جمع الأموال لإيمانهم التام بأن الدولة الأكثر أرباحاً هي الأقوى في العالم؛ لأن الاقتصاد هو سلاح القرن الجديد، وإن لم تصدقني راجع خطاب أوباما في 24 يناير 2012 م وحديثه عن الصين، وراجع صراعاته مع رومني قبيل الانتخابات حول هذا المحور وستيقن ذلك إن كنت لا تصدقني كعبد من عبيد الله و”مسكين”.

 

هذه الدول تنظر لسورية كعكة يجب تقسيمها بالتساوي و”لا حدا أحسن من حدا” بالشامي، وأن الجميع قوى وأنهم الأكبر من كل ما فات، وهم يضعون في الحسبان أمر آخر وهو “توزيع الكعكة من غير الضرر بإسرائيل الصديقة”، فهدفهم “نأكل معاً بموافقة الجميع .. ولن يضر إسرائيل الجميع” وهنا نقطة الخلاف، فهم يمارسون “التقية السياسية” للوصول إلى “الكعكة الدمشقية”، وما زالوا يمارسون.

 

في نهاية المطاف، آمل أن يسقط بشار، وآمل أن تكون الفكرة من هذه المقالة وصلت لكل عقل منطقي لا خاوي، ولكني أيقن بأن بشار لن يسقط في 2013 م على الأقل، وأذكر بأن الأماني والآمال تختلف تماماً عن الواقع، أما الرعاع فليواصلوا هتافاتهم باسم العقيدة أو الأرباح، بائعين كل الأرواح التي سقطت في سوق المصالح السياسية، متناسين كل معاني الإنسانية، وبذلك أقولها وبكل أسى “لن يسقط بشار في 2013 م على الأقل، فالقضية معقدة أكثر مما تتوقعون” وربما ستستمر الهتافات لغرض حشد القوى وإبقاء الوضع على ما هو عليه، وأما عن توقعاتي عن ترتيب المجموعة فستكون كالتالي:

 

ـ الفريق الرابع (أولاً).

 

ـ الفرق الثلاث المتبقية (متساوية في المرتبة الأخيرة).

 

**

 

نبرة:

 

ـ تحياتي للسيد أوباما ..!

 

محمد العراده

 

Twitter: @malaradah

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى