مجتمع

مدينة الأحمدي .. أم الخير ومنطلق نهضة الكويت ومنبع خيراتها

لطالما اقترنت مدينة الأحمدي بمفاهيم العطاء حتى توسم بأنها (أم الخير) ومنبع نهضة دولة الكويت في العصر الحديث وموئل ثروتها أي النفط الذي يشكل عصب الحياة الاقتصادية فأضحت المركز الأساسي لاستخراج الذهب الأسود.

وتاريخيا ارتبط تأسيس مدينة الأحمدي باكتشاف النفط في حقل (برقان) في عهد الأمير الراحل الشيخ أحمد الجابر حاكم الكويت العاشر الذي تم في عهده وبناء على توجيهاته رحمه الله إنشاء هذه المدينة لتكون صرحا يخدم العاملين في المجال النفطي.

ومع نجاح عمليات البحث والتنقيب عن النفط في حقل برقان (الذي يمتد من المقوع حتى جنوب وارة) وتصدير أول شحنة من ميناء الأحمدي في يونيو عام 1946 بدأت (الأحمدي) بالنمو والازدهار فأضحت مدينة نفطية مطلة على ميناء نفطي وخصصت مساكنها لموظفي الشركات النفطية والعاملين فيها.

وكان اسم الأحمدي يطلق على الميناء الواقع على الخليج العربي بين قريتي الفحيحيل والشعيبة وقبل اكتمال بناء المدينة أطلق الإنكليز عليها اسم (اراب فلج) أي القرية العربية كما كان يطلق عليها اسم الظهر أو ظهر العدان للدلالة على الموقع.

وجاء اختيار موقع مدينة الأحمدي بناء على عدة معطيات جغرافية منها ارتفاع المدينة إلى 400 قدم وقربها من البحر لتسهيل عملية نقل النفط للميناء الجديد ونتيجة لهذه الاعتبارات المهمة نقلت شركة نفط الكويت عملياتها من (المقوع) إلى مدينة الأحمدي حيث نهاية خط الأنابيب الواصل بين حظيرة الخزانات وبين ساحل الخليج العربي.

وبسبب الموقع المتميز للمدينة الجديدة ووجود (الظهر) الذي يرفع المدينة 400 قدم عن سطح البحر من جهة البر فقد تقرر بناء أول الصهاريج في حظيرة الخزانات لتتلقى النفط من حقوله عن طريق الضخ وإرساله إلى الناقلات في الميناء ليتدفق من خلال الجاذبية الطبيعية.

في موازاة ذلك وبالحديث عن (الظهر) في مدينة الأحمدي فإنه يقوم بدور حيوي في تخفيف الرياح وتنظيم تصريف المياه والمجاري الصحية ومسارب مياه الأمطار بيسر.

ولم تكن مدينة الأحمدي في الفترة بين عامي 1946 و 1949 سوى تلال مع بعض الخزانات والخيام التي كانت مساكن لعمال شركة نفط الكويت المحدودة وعدد قليل من الأكواخ الجاهزة.

ومع تزايد عدد عمال الشركة كان لابد من إنشاء مساكن ثابتة لهم بدلا من الخيام فشكل ذلك نقطة الانطلاق لظهور بوادر مدينة الأحمدي بالمفهوم العمراني.

وتزامنا مع نقل مركز عمليات الشركة إلى مدينة الأحمدي عام 1947 بدأت الشركة بنصب الخيام لتتسع لعدد العاملين حتى بلغ عدد الخيام 500 خيمة إضافة إلى الأكواخ المنصوبة من اللبن والصفيح مع بعض الأكواخ الجاهزة والتي كان يطلق عليها اسم (اركن ونسن وكالو).

وشهدت المدينة حينها رصف الشوارع الترابية وتعبيدها وغرس الأشجار واستخدمت شركة نفط الكويت أسطولا مكونا من خمس ناقلات لجلب مياه الشرب من شط العرب.

وكان سكان (الأحمدي) الأوائل خليطا من مختلف الجنسيات العربية إضافة إلى الجنسيات الأوروبية التي شكلت غالبية كبرى مما أثر على الطابع العام لتصميم المدينة وشكل البيوت.

وأضحت (الأحمدي) مع مرور السنين مدينة متكاملة من حيث توافر وتنوع الخدمات و المرافق فيها حيث تضم المكاتب الرئيسية لشركة نفط الكويت ودار الأندية الرياضية الخاصة بها ومركز التدريب البترولي إلى جانب العديد من المرافق مثل مركز الأحمدي الصحي.

وساهم التطور العمراني في أن تكون الأحمدي مركزا لمحافظة جديدة وضمت مكتب المحافظة ومجلس المحافظة ومرافق وزارات الدولة مثل إدارة الهجرة والجوازات وإدارة المرور ودائرة عمل المحافظة ودار ضيافة الحكومة.

وإضافة إلى ذلك هناك مقر المختار ومخفر الشرطة ومكتبة عامة مع فرع للمتحف العلمي كما تنتشر في أرجاء المحافظة المدارس التابعة لوزارة التربية والمدارس الخاصة ومرافق حيوية متنوعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى