النفيسي: التقارب الأميركي- الإيراني يقلب موازين القوى بالمنطقة
الكونفيدرالية الخليجية تعد مطلبا جوهريا لإنقاذ وجودنا مستقبلا
علاقتنا الجيدة بباكستان تؤهلنا للتعاون النووي معها
نجح الإيرانيون والروس في أن يحرفوا أميركا عن الخط الإستراتيجي الذي اتخذته في سورية
الكويت تعاني من معضلة إستراتيجية ومشكلة بنيوية ذات أبعاد سياسية واجتماعية واقتصادية
الحرب الإقليمية يتم الإعداد لها لكي تكون الدول الخليجية لقمة سائغة فيها
كيف ستعيش دولة بهذه الهشاشة في صراع إقليمي قادم في الخليج والمنطقة العربية؟
أكد أستاذ العلوم السياسية الدكتور عبدالله النفيسي أن الوحدة الكونفدرالية بين دول مجلس التعاون الخليجي تعد الحل الوحيد لتهديد وجودي قائم، لافتا الى ان الادارة الامريكية أعلنت بوضوح انها غير قادرة على الايفاء بالتزاماتها تجاه حلفائها في الشرق الأوسط.
وبين النفيسي خلال محاضرة له أمس الاول بديوان الدكتور شبيب الزعبي حملت عنوان «التقارب الايراني الامريكي وأثره على دول الخليج «ان ايران بالنسبة لامريكا حصان رابح وبدات امريكا بإعادة خريطة المنطقة لتقوم ايران بدور الضامن للحالة الخليجية. وشدد على ان التقارب الايراني الامريكي قد يؤدي الى انقلابة هائلة في ميزان القوي في المنطقة، مضيفا «ارجو الا ينجح هذا التقارب لانه لو نجح سيكون على حسابنا».
وتابع «امريكا لديها القوة ولكن ليس لديها الخبرة السياسية كالدول الأوربية واستطاع الإيرانيون والروس ان يحرفو امريكا عن الخط الاستراتيجي الذي اتخذته في سورية».
وأضاف «التحولات الحادثة في اليمن تخوف فهناك حرب في صعدة وتعتيم يحدث على هذا الموضوع، وإيران استأجرت ثلاث جزر تابعة لاريتريا لتدريب الشباب الحوثي بها».
وأردف «ايران تراهن على نجاح التقارب مع الغرب ونحن نتفرج ولا احد يتكلم او يصرح او يذهب لأمريكا ليتسائل عن هذا الامر». وتساءل النفيسي ما فائد مجلس الامة او ما يسمي بالصحافة الحرة اذا لم تقم بدور التوعية فمن الاولي ان نهتم بشؤوننا وان يكون لدينا رؤية للإصلاح.
وقال «الوحدة الكونفدرالية بين الدول الخليجية مطلبا لإنقاذ وجودنا في المستقبل وهي مشروع جوهري لبقائنا، ومن يقول نحن في الكويت لدينا دستور وحياة برلمانية نقول له ان الوحدة التي ننادي بها تتمثل في السياسة الخارجية والنفطية والعسكرية اما باقي الشؤون الداخلية فتبقي على ما هي عليه».
وبين النفيسي ان الحروب القادمة في العالم هي حروب خامات كالنفط والقمح والماء، لافتا الى ان الحرب القادمة في الشرق الأوسط ستكون حرب مياه، محذرا من ان اي زلزال يحدث لا قدر الله سنجد مفاعل بوشهر النووي الايراني يلوث كل مراكز تقطير المياة في الدول الخليجية. واعتبر ان الخطر النووي قائم وليس بمتخيل اذ لا يبعد مفاعل بوشهر النووي عن الكويت سوي ٩٥ كيلو متر مربع وبالتالي فنحن في عمق الأزمة.
وشدد النفيسي على ان الكويت تعاني من معضلة استراتيجية ومشكلة بنيوية ذات أبعاد سياسية وإجتماعية وإقتصادية، لافتا الى ان البعد السياسي للمشكلة يتمثل في عدم استقرار الكويتيين على صيغة للتعاطي السياسي حيث يتحدثون عن الحياة الدستورية والديموقراطية بينما يوجد خروقات عظيمة للدستور والديموقراطية.
وفيما يتعلق بالبعد الاجتماعي للمشكلة بين النفيسي انه يتمثل في تناقص نسبة الكويتيين بالنسبة لإجمالي عدد السكان بعد ان كان الكويتيون في وقت من الاوقات يشكلون أغلبية السكان، مشيرا الى انه مع هذا التناقص المطرد في نسبة الكويتيين ربما نجد ان تلك النسبة قد وصلت في يوم من الايام الى ٥ بالمئة، معتبرا تلك المسالة مشكلة تهدد الأمن الوطني.
وحذر النفيسي مما اسماه بمعضلة استراتيجية خطيرة على الأمن الوطني تتمثل في كون كل الخدمات الرئيسة التي تخدم المجتمع كالماء والكهرباء والطرق بأيدي غير كويتية.
وفيما يتعلق بالبعد الاقتصادي للمشكلة قال النفيسي «نحن بلد منتج للنفط ونبيعه للخارج، لكن الجزء الاكبر من عوائد هذا النفط يستثمر في البنوك الأجنبية وليس هنا، فالأمريكان والشقيقات السبع ( الشركات العالمية ) يشترطون ان تظل الاستثمارات لديهم في حين لا تأخذ الكويت سوي احتياجاتها. حياتنا معلقة بشئ واحد اسمه النفط وكيفما يكون حال هذا النفط سيكون حالنا، فكل شئ نستورده من الخارج حتي القلم الرصاص فنحن شعب ريعي ننتظر ريع النفط وهذه معضلة خطيرة، ومالم نعي خطورة هذه المعضلة قد نتعرض لظروف صعبة للغاية في المستقبل الذي قد يكون قريبا.
وتساءل النفيس كيف ستعيش دولة بهذه الهشاشة في صراع إقليمي قادم في الخليج والمنطقة العربية، موضحا ان امريكا تشعر بإرهاب كبير بالداخل والخارج ولا تستطيع تحمل ملف الشرق الأوسط وتنسحب منه بشكل تدريجي وتسلم أوربا والروس وإيران ملفات كثيرة. وارف «في السابق كان يمكن الركن لأمريكا على اعتبار انها الضامن الدولي، فعندما حدث الغزو العراقي للكويت كان الحل الوحيد اللجؤ لأمريكا لطرد جيش صدام حسين لتعود الشرعية للكويت، وعلي هذا الأساس عدنا لان امريكا كانت الضامن اما اليوم فقد تخلت امريكا عن دور الضامن وتدعو لتفاهمات إقليمية تضمن الدول الصغري مثل الكويت».
وردا على سؤال حول ما اذا كان التفجير الذي حدث امس الاول في السفارة الايرانية في بيروت سيكون مدخلا للحرب الإقليمية، بين النفيسي انه لم يكون كذلك وان الرد الايراني سيكون عبر أذرع ايران في لبنان ومنها حزب الله، مشيرا الى انه قد تستهدف سفارات عربية وخليجية في لبنان كما تم استهداف مساجد السُنة في طرابلس. وقال ان الحرب الإقليمية يتم الأعداد لها لكي تكون الدول الخليجية لقمة سائغة فيها.
ودعا النفيسي مجلس الامة الى طرح مشروع التجنيد الإجباري لمواجهة القادم عوضا عن هذه الاستجوابات، مشددا على ات المرحلة تستدعي اعادة النظر في قضية التجنيد الإجباري فشبابنا لا يعرفون الف باء المقاومة والسلاح.
وتابع «ان الأوان ان تفكر دول الخليج بمشروعها النووي والخمائر موجودة خاصة اذا كانت م دول تتعهد بان يكون المشروع سلمي، وعلاقتنا الجيدة بباكستان تؤهلنا في طرح المشروع النووي ويجب التفكير في المستقبل والا نكون عالة على الغرب فهناك شباب خليجي متخصص في الفيزياء النووية».
من جانبه قال الدكتور شبيب الزعبي انه من سنن الله الكونية ان تتصارع الامم وتتنافس، لافتا الى انه حري بالمسلم ان يكون على اطلاع بما يحدث حوله فالافكار التي يحملها المسلم هي التي ترفع من شانه وترتقي به.