قلم الإرادة

كيف استطاعوا تحجير العقول .. وتشويه الحقائق !‏

سنتحدثُ في هذا الجزء الأول عن مدى فساد الإعلام الحالي والحرّث والسعيّ لتشويه كُل مالا يطيبُ لهواهُ !

 

لقد كانت الأمور على خيرِ ما يُرام  حتى مونديال ألمانيا التاريخي ,

 

والذي بدوره أفرز متعة إستثنائية لبعضٍ الألوان العالمية وإخفاق ألوان عالمية أُخرى بصورة مؤلمة ,

 

من هذا المونديال وما تلاه ظهرت إسطوانات لم يسبقْ وأن تم تداولها قبل ذلك العام ..

 

فعندما نتحدث عن المنتخب الألماني الرائع وما بدأ به من نموٍ صارخٍ للمواهب ما بعد سقطة مونديال 2006 ,

 

ظهرت إسطوانة جديدة تتحدث عن أن لاعبي ألمانيا مجموعة من المُرتزقة والمُجنسين بمن فيهم المهاجرون ,

 

أو لنقلْ بأن الأمرَ مُرتبطٌ بالجدِّ الرابع للاعب ما .. مع العلم بأن جد اللاعب ألماني بينما والد هذا الجد تركي أو بولندي !

 

سأسردُ لكم القصة بتدرجٍ تامٍ ..

 

بعد كوبا أميركا 2007 , تطلع الكثيرون لبطولة عالمية مرموقة في القارة العجوز عام 2008 ,

 

بالطبع هذه البطولة هي الأجمل والأغلى بعد كأس العالم بإتفاق أغلبية ساحقة من رواد المُستديرة ومخضرميها ,

 

والمُرشحون شبه ثابتون لتحقيق اللقب على رأسهم المنتخب الألماني ثم الفرنسي وصيف العالم آنذاك ثم

 

إسبانيا وإيطاليا واليونان وكرواتيا بدرجات متفاوتة فيمَ بينهم ..

 

أيّ أن رأس البطولة في تلك اللحظة وحتى هذه اللحظة هو المنتخب الألماني ..

 

ما بعد نهاية البطولة ظهرَ جيلٌ رائعٌ للناسيونال مانشافات بإعتراف الكثيرين بمن فيهم الإسبان أبطال البطولة ,

 

جيل إستثنائي يتسم بالمهارة العالية والموهبة الفرديّة والتكتيك والإنضباط الميداني وهذا مالم تتحصلْ عليه هذه الأمةِ 

 

منذ زمنٍ بعيدٍ .. 

 

حيث بدأت أجهزة الإعلام الفاسد بالتنقيب عن أصول اللاعبين الألمان بدئاً بخط الدفاع والوسط والهجوم ..

 

ماريو غوميز = إسبانيا

 

مسعود أوزيل = تركيا

 

سامي خضيرة = تونس

 

لوكاس بودلوسكي = بولندا

 

كلوزة = بولندا

 

كاكاو = برازيلي

 

أستغربُ كيف لهذا الإعلام المُخادع أن يتصنف بهذا الصفة الذميمة وأن يسعى بقدمٍ وساقٍ لتشويه كُل ما هو ألماني !

 

فالحقيقة والبحث المطول يتضح بأن كل شخصٍ مذكورٍ جذوره تعود إلى بلدٍ ما ..

 

هذه الهجمات التي إنطلقت منذ خمسة أعوام ولاتزال وسوف تبقى مُستمرة غرضها تشويه كُل ما هو جميلٍ .. !

 

كي يبقى هذا الجميلُ مشوهاً لأجلِ مُنتخبٍ آخرٍ لا يزالُ في صدارة منتخباتِ العالمِ ! 

 

ببساطة سأسِردُ لكم بعض الأمثلة البسيطة جداً قبل أن نتحدث عن المذكورين أعلاه ولكم أن تحكموا بأنفسكم ..

 

يُقال والعهدة على الرواة بأن إسطورة كرة القدم الأرخنتينية دييجو أرمندو مارادونا ينحدرُ من إصولٍ إيطالية !

 

فهناك الكثيرُ من العوائل الأرخنتينية تنحدرُ من إصول إيطالية والعكس صحيح ,

 

فأين هذا الإعلام عن أفضل لاعب أرخنتيني في بلاد الفضةِ ؟

 

نفس المُعادلة ماريو زغالو البرازيلي من إصول لبنانية , فلِمَ لا يتحدثون عنه بأنه مُهاجرٍ مُرتزقٍ ؟

 

فببساطة جداً جذوره مهاجرة لكنه مولودٌ في البرازيل أيّ أن الرجل برازيلي شاء من شاء وأبى من أبى !

 

لم أسمعْ أحداً تحدث عن ديفيد تريزيغه الأرخنتيني والذي مثل فرنسا وحقق بطولة العالم وأمم أوروبا ؟

 

ولم أسمعْ أحداً تحدثَ عن سيينا البرازيلي الذي لعب لإسبانيا وحقق يورو 2008 ؟

 

بل والأدهى بأنهم لم يتحدثوا عن بيبي وديكو ومشاركتهم لمنتخب البرتغال رغم إنهم برازيليين !

 

والسبب يعود لعدم وجود مكان لهم في مخزونٍ هائلٍ وجبارٍ في بلاد الأمازونِ ..

 

وليس ببعيدٍ عنكم حادثة ألكانترا المُرتزق الذي سعى لترك البرازيل واللعب لإسبانيا وعندما إصطدم

 

بنفس الجدار الذي إصطدما به ديكو وبيبي عاد وحاول أن يلعب للبرازيل !!!

 

أما عن أن الأم بولندية والأب ألماني , ويصفون كلوزة مثلاً بأنه بولندي مع العلم بأن والده ألماني قحِّ !

 

فهل الأبناء يتبعون الأُمهات أم الأباء في النسبِ ؟!

 

لنتحدثْ عن الأمثلة التي سردْتُها لكم سلفاً .. 

 

أستغربُ كيف يتمُ تجريد أصالة لاعب في الوطن والبلد وجده الرابع موجودٌ في هذا البلدِ ؟

 

فإذا كان جدُ الجدِّ موجودٌ منذ 120 عاماً والجد موجود منذ 80 عاماً والأب منذ 40 عاماً في ألمانيا

 

فالطبع سوف يكون مسعود ألماني دون أدنى نقاش !

 

فلا أعرف كيف يقحمُ الإعلام مسعود أوزيل على أنه مُهاجر مُرتزقٍ أو مُجنس على الباب الرياضي !

 

لنفرضْ بأن والد أوزيل تُركي أو بولندي أو أيّاً كان على سبيلِ الجدّلِ ..

 

مسقطُ رأس مسعود أوزيل في مدينة غليسنكيرشن في ألمانيا !

 

هكذا أو هكذا .. اللاعب ألماني شاء من شاء أو أبى من أبى دون الرجوع لجنسية الوالد أو الجد !

 

نفس المُعادلة تنطبق طولاً وعرضاً على سامي خضيرة من أب تونسي وأم ألمانية 

 

مالا يعرفه هذا الإعلام الفاسد أو يعرفه ويكفرّه في قرارة نفسه بأن اللاعب مولود في مدينة شتوتغارت الألمانية !

 

أيّ أنه ألماني حتى وإن كان أبوه من تونس , إسبانيا , فرنسا هولندا وغيرها .. 

 

فالقانون الأوروبي الرائج في الدول الأوروبية بشكل عام مسقط رأس المولود يحق له بأن يحمل جنسية البلد نفسها !

 

نفس المعادلة مع ماريو غوميز الذي وُلِدَ في مدينة ريدلينغجن الألمانية مع العلم بأن والده إسباني !

 

مثالٌ آخرٌ .. عن بودولسكي , يُقال بأنه بولندي كونه وُلِدَ في بولندا وهذا الأمرُ صحيحٌ , 

 

لكن لننظرْ إلى النصفِ الممتلئ من الكوبِ .. أجداد بودولسكي ألمان و ولِدوا في ألمانيا !

 

إذا من الممكنِ أن يتبعهم في الجنسية وأن يكون ألمانياً كحالِ أجدادهِ !

 

مثال توضيحي .. وُلِدَ شخصٌ ما لأبِ من جنسية خليجية والجّد يحمل جنسية دولة خليجية أُخرى .. !

 

يستطيع هذا المولود أن يتبع جنسية جدّه إن أرادَ ذلك من باب الإختيار وليس إجباراً كما يُروِجُ الآخرون !

 

مثالِ حقيقيّ على ذلك  ..

 

أحد أبناء ديفيد بيكهام المولودين في إنجلترا ( كروز ) يحمل الجنسية الإنجليزية والإسبانية ..

 

وقال النجم الإنجليزي سأجعل إبني كروز يلعب للمنتخب الإسباني ! ! ! 

 

مع العلم بأن الأب إنجليزي قحٌّ ! 

 

أما عن تجنيس السياسي فهو ينطبقُ  على كاكاو البرازيلي الذي قضى حياته طولاً وعرضاً في ألمانيا ,

 

وقانون الجنسية السياسي يتطلب إقامة متواصلة لفترة لا تقل عن خمسة أعوام متواصلة , 

 

وكاكاو قضى أكثر من 12 عاماً متواصلة في ألمانيا أيّ أن الأمر ليس من باب التجنيس الرياضي كما 

 

هو رائجٌ في بعضِ الدول المشهورة بذلك !

 

 وآخرون يتمُ تهميشهم لكونهم فقط من أمهات بولندية وليسوا من أباء بولنديين !

 

مع العلم بأن هذا الأمر كان عادياً جداً في تاريخ الكرة الألمانية مثل ميرسلاوف كلوزة من أم بولندية !

 

وبودلوسكي.. ومع ذلك لم يكنْ أحدٌ يفَكِرُ بالتطرقِ لهذه السخافات المُغرضةِ !

 

من الأمورِ الساخرة .. بأن فابيو كابيلو قال بأن ألمانيا تسرق مواهب المنتخبات الأُخرى ,

 

يجب على الإتحاد الأوروبي مراقبة ألمانيا وكيف تقوم بعملية خطف للمواهبِ ..

 

هذا التصريح بعد أن أخرسه شباب ألمانيا برباعية في كأس العالم الأكثر من رائعة لهذا الجيلِ ,

 

وعندما سُئلَ كابيلو عن  البرازيليين تياغو موتا وأماوري و أوزفالدو الأرخنتيني  أُصيبَ بصمتٍ كصمتِ القبورِ !

 

 فلم يستطعْ أن ينتقد الإتحاد الإيطالي ومهاجمته كما فعل مع ألمانيا !

 

وللعلم سبق وأن لعب موتا للمنتخب البرازيلي الأول في مبارتين عام 2003

 

ومن لوائح الفيفا يُمنع اللاعب من تمثيل منتخبٍ آخر إذا لعب للفريق الأول لمنتخب بلاده ! 

( لكنه الآن يلعب للآتزوري الإيطالي ) !

 

 وأوزفالدو أرخنتيني من أب أرخنتيني وُلِدَ في بيونيس آيريس !

 

ثم ماذا عن أماوري البرازيلي والذي لعب لإيطاليا بعدما فقد الثقة بتمثيل السامبا البرازيلية ؟ ؟ 

 

من ذا الذي يسرقُ المواهب من الآخرين الآن يا حضرة الدون ؟ ؟ 

 

لاحظوا بأنني لم أذكرْ إسم ماريو بالوتيلي كونه وُلِدَ في باليرمو ويحقُ له تمثيل الآتزوري !

 

في حصيلة الأمرِ أدرك الدون كابيلو بأن ألمانيا هي من أنشأتهم وطورت مواهبهم ولم تسرقْ كما فعلت بلاده أمام الملأ .

 

كل ما ترونه أعزائي لُعبة قذرة كانت ولازلت وسوف تظلُ تُمارس على كُل ما هو ألماني ..

 

سواءٌ من الإتحاد الأوروبي أو العالمي للعبةِ .. 

 

فلو كانت ألمانيا تملكُ دعماً قارياً وعالمياً  لكانت على الأقل حصلت على خمسة كرات ذهبية على الأقل 

 

وليس كرتان فقط لماثيوس وزامر الألمانيين , ومن يدري لرُبما تشاطرت عدداً كبيراً من الكرات بجوار 

 

السامبا كونهما الأفضل في إنجاب المواهب الكروية على مرِّ العصورِ .. 

 

أمرٌ بديهي أن تمضيّ عشرة سنوات وأكثر من ذلك ولا نرى إسماً ألمانيا في قوائم الفائزين الثلاثة .. 

 

لإن اللعبة العالمية ضد أسياد القارة الأوروبية سوف تبقى مُستمرة إلى أن تتغير رؤوس الإتحادات الفاسدة .

 

وإلى هُنا نكتفي بهذا القدرِ من الحديثِ على وعدٍ بأن الجُزءَ القادم سيكون تتمة لما بدأنا به بإذن الله

 

فهد الفضلي ـ كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية 

 

Twitter: @Fahad_Fenomeno

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى