سيول الجليعة جرفت سيارات وحاصرت المنازل والسكان
ما أن تلقت غرفة العمليات نداء الاستغاثة حتى عممته إلى الجهات المعنية، فهرعت فرق الإنقاذ للتعامل مع السيول الجارفة التي سببتها الأمطار الغزيرة في منطقة الجليعة أمس، وأدت إلى جرف سيارات ومحاصرة المنازل التي تواجد فيها نحو 100 شخص بين رجل وامرأة وطفل.
فمن فرق الإطفاء، إلى الطوارئ الفنية في وحدات قيادة الإسناد بالحرس الوطني، وسلاح الجو في الجيش الكويتي، والطوارئ الطبية والإسعاف الجوي التابع لوزارة الصحة، وطوارئ وزارة الكهرباء والماء، ورجال وزارة الداخلية، انطلقت كلها إلى منطقة الجليعة، فور إطلاق محافظ الأحمدي الشيخ فواز الخالد عن طريق الموبايل نداء استغاثة لطلب المساعدة بعد غرق وإصابة العشرات نتيجة الأمطار الكثيفة في تمرين «شامل-2» لتبدأ بعدها بدقائق ساعة العمل من قبل الجهات العسكرية التي توافدت لموقع البلاغ لانقاذ العالقين والغرقى والمحشورين نتيجة سقوط عمود كهربائي وانحشار أشخاص في منازل وانهيار الطريق المؤدي للموقع.
ووفق برنامج التمرين بدأ الأشخاص المحشورون بالصراخ والتلويح طلبا للمساعدة، فهرعت عربات الاطفاء لانقاذهم وتم بعدها استدعاء فريق الكهرباء لقطع التيار عن العمود الساقط على المبنى لإنقاذ المحشورين. واستدعت الجهات فريقا طبيا لإنقاذ الأشخاص المحشورين في السيارة التي سقطت عليها الأشجار وتم تشخيص حالاتهم وتم نقل المصابين للمستشفى، حيث قدر ضابط الموقع وجود 30 حالة غرق ومحاصرة 100 شخص آخرين، بعدها تم طلب سيارات اضافيه لإنقاذهم من بينهم شخص سقط في منهول نتيجة جرفه من الأمطار. واستعانت فرق الإنقاذ بقارب مطاطي للتعامل مع الاشخاص الموجودين وسط مياه الامطار من قبل الاطفاء البحري وتم نقل المصابين إلى المستشفى الميداني.
وانتهت فرقة الإنقاذ بإخلاء المنزل بعد قطع التيار الكهربائي بنجاح، وإنقاذ السائق المحشور في السيارة، بعدها تم إبلاغ قيادة الحرس الوطني للمساعدة في إنقاذ المتضررين، واستجابت القيادة بسرعة ولبت النداء وهبت فرقة الحرس الوطني بآلياتها الحديثة وعربة «مان» المتطورة التي تصل لمواقع صعبة لانقاذ المتضررين وحماية الأرواح والممتلكات وسحب الماء التي غمرت الموقع بمشاركة نفط الكويت ووزارة الاشغال العامة. وتم أيضا مسح شامل للموقع من قبل الضباط في القيادة التنفيذية لتأمين الموقع ونقل المعلومات للقيادة العليا بمشاركة الجهات العسكرية الأربعة ووزارات الدولة المعنية.
وشارك الطيران العمودي التابعة لوزارة الصحة لنقل حالة خطرة إلى المستشفى كما تم إخراج شخص سقط في منهول وتم إدخال كاميرا متخصصة للكشف عن وجود أشخاص آخرين. وفي إحدى الحالات الصعبة استعانة فرق الإنقاذ بطائرة من قوة الدفاع الجوي التابع لوزارة الدفاع التي تعاملت بنجاح في انتشال الشخص وإنقاذ حياته بعد أن تعذر وصول الآليات للموقع وبعد ذلك تم إنقاذ الأشخاص وتمت إعادة التيار الكهربائي وفتح الطرق المغلقة لإعادة الحياة لطبيعتها.
وتعليقا على التمرين كشف وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الكهرباء والماء بالوكالة الشيخ محمد العبدالله عن وجود بعض القصور والاخطاء في التمرين، معلنا عن تصور جديد لإنشاء هيئة الكوارث سيتم بحثها في مجلس الوزراء في الايام المقبل.
وقال ان إجراء التمرين بين الاجهزة المعينة للتعامل مع الكوارث الطبيعية أمر ضروري ومهم ومن خلاله استطاعت الاجهزة الحكومية للتواصل في ما بينهم وتوزيع الادوار والمهام والاتصال بالسرعة والشكل المطلوب، لافتا إلى أنه من خلال هذا التمرين نستطيع تحديد مواقع الخلل والعمل على رفع مستوى الاداء في عمليات الانقاذ.
وشدد العبدالله أنه من الضروري وجود تمارين متكررة وشاملة للتدريب على مواجهة الامطار التي يؤسفنا أنها أضرت في بعض الدول الشقيقة والمجاورة ومن هنا رأينا ضرورة وجود هذا التمرين لرفع المستوى والتعامل الصحيح المهني في حال وقوع مثل هذه الحوادث.
وأكد أن«المستوى الذي رأيناه كان عاليا وجيدا برغم من وجود بعض الاخفاقات والاخطاء وهذا هدف التمرين ليظهر هذا القصور وسنجتمع لاحقا لتحديد مواقع الخلل والعمل على عدم تكرارها».
من جانبه قال محافظ الاحمدي الشيخ فواز الخالد إن تمرين «شامل-2» يكتسب اهمية خاصة في محافظة الاحمدي حيث لا يخفى على الجميع خصوصية المحافظة بحكم احتضانها للصروح النفطية والصناعية والمقومات العمرانية والحضارية بالغة الأهمية. وأشار إلى أن التجربة الحية تترجم الحرص على البقاء في جهوزية تامة لمواجهة الطوارئ الطبيعية والحوادث العرضية وقبل ذلك اتخاذ الحيطة والحذر واتقاء المخاطر بشتى صورها وتجنيب الوطن والمواطنين اثارها السلبية انطلاقا من مبدأ «الوقاية خير من العلاج».
وعبر عن سعادته «لوجود العمل بروح الفريق الواحد،وقد أصبح منهاجا لنا جميعا كما نرى في التمرين من جميع الجهات الرسمية الخدمية التي تتضافر جهودها لخدمة اهل الكويت والمقيمين الشرفاء- ووفق احدث ما وصلت اليه النظم الادارية والفنية كل في مجال اختصاصه».
من جانبه، قال مدير عام الإدارة العامة للإطفاء الفريق يوسف الأنصاري ان إعداد فعاليات التمرين السنوي «شامل 2» يتم وفقاً لإيمان الإدارة العامة للإطفاء والأجهزة العسكرية والمدنية لمواجهة أي كارثة سواء الطبيعية أو من فعل الانسان، إضافة إلى توجيهات وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء ووزير الكهرباء والماء الشيخ محمد العبدالله تحقيقا لرؤية الحكومة بجعل الكويت دار أمن وأمان في كل الظروف.
وأضاف الفريق الأنصاري أن التمرين عبارة عن ملحمة يقوم بتنفيذها عدة فرق متخصصة ومؤلفة من سواعد كويتية من أبنائكم المخلصين لوطنهم العظيم كما قام برسمها وإعدادها فريق يتكون من نخبة من العسكريين وأيضاً من أبناء هذا الوطن،مؤكدا أن الفخر يزداد عندما يكون المشرف العام لهذا التمرين أحد الكوادر الكويتية وهو الزميل نائب المدير العام لشؤون قطاع الوقاية والمشرف العام على تمرين شامل «2» اللواء خالد المكراد.
وذكر الفريق الأنصاري أن رسالة التمرين هي تجديد لدور الأجهزة العسكرية والمدنية والأهلية المتكامل وأيضا التنسيق المميز لتكون دائما جاهزة لمواجهة الكوارث الناتجة عن الأمطار الغزيرة والسيول الجارفة والفيضانات ومن اثار خطرة على الخدمات العامة وبالأخص الطاقة والنقل والمواصلات وكذلك ما تسبب من توقف سير الأعمال في المؤسسات الحكومية والأهلية والحياة الاجتماعية،شاكرا مشاركة الجهات في هذه الفعاليات وكل من ساهم في نجاح هذا التمرين.
ومن جهته أكد نائب المدير العام لشؤون قطاع الوقاية والمشرف العام على تمرين شامل «2» اللواء خالد المكراد أن الهدف من التمرين جمع جميع الجهات المعنية في التعامل مع حادث تكون ليس جهة واحدة باستطاعتها التعامل معه ولا بد أن تكون هناك عدة جهات مجتمعة بتنظيم معين وحسب خطة معينة ومعرفة امكانيات كل جهة وجهة أخرى لنستطيع ان نتعامل مع هذه الحوادث الكبرى.
وذكر المكراد أن التمرين عبارة عن تعرض إحدى المناطق لامطار غزيرة واختناقات مائية عميقة،بالإضافة إلى وجود سيول وناس محتجزين ووضعنا أكثر من معضلة تخص وزارة الكهرباء والبلدية والأشغال ونفط الكويت وعمليات الانقاذ بالاطفاء والحرس الوطني ووزارة الداخلية من خلال خفر السواحل وتطويق طوق أمني بمحيط المنطقة،مشيرا إلى أن كل هذه الجهود من الجهات تعتبر جهات طوارئ اجتمعت في مكان واحد للتعامل مع هذه الحوادث.
وبين أن التمرين نجح بكل المقاييس وسيكون هناك غرفة عمليات مشتركة بين هذه الجهات في حال وجود أي حادث مثل هذا الشكل من خلال ربط غرفة للطوارئ لجميع الجهات الحكومية تكون واحدة وتعمل مجتمعة على إنهاء الحادث وتقديم يد العون.
من جانبه، عبّرمدير إدارة العلاقات العامة والإعلام بالإدارة العامة للإطفاء العقيد خليل الأمير عن سعادته بحضور وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الكهرباء والماء الشيخ محمد العبدالله المبارك الصباح ودعمه اللامحدود الذي يدل على اهتمامه بالأمن الوقائي وسلامة المواطنين والمقيمين لحضور هذه التمارين التي تعطي مؤشرا واضحا بأن العمل الجماعي هو السبيل الأمثل للوصول إلى الأهداف المرجوة.