ريموت لله يا حكومة !!
قبل أيام توفي الأميركي يوجين بولي عن عمر يناهز القرن (100 عام), والباش مهندس يوجين المأسوف على قرنه هو من اخترع الريموت كنترول جزاه الله عنا وعن كل المشاهدين خيرالجزاء، فاختراعه يعتبر فاكهة مائدة المشاهدة التلفزيونية وبدونه سيصاب المشاهد حتماً بعسر هضم مزاجي عند محاولته قضم أطراف البرامج يدوياً فى كل مرة يريد فيها الاستمتاع بما ملكت يمينه من قنوات الشرق والغرب المتلفزة والتي تقدر هذه الأيام بالمئات !!
وليت يوجين بولي اخترع لنا قبل أن يرحل ريموتا مشفراً لا تعلم أرقامه السرية إلا ذاكرة مشاكلنا الحياتية عوضاً عن اعتمادنا على ريموت الحكومة الذى تحمل أزراره كل أوزار عدم معالجة المشكلات وفق نظرية أقطع عرق الفساد وسيح دمه بل وفق نظرية اقطع ظهر المواطن الغريق وسيح دمعه !!
نقول للحكومة إن معدتنا صارت بيتاً لداء “فطائس” الحمير والقطط وإن رواتبنا صارت معرضة “للاقتراض” حين تحولت قطعان دنانيرنا فرائساً محببة لوحش الغلاء!! فتهز الحكومة فنجال ريموتها لترينا برنامجاً يعرض أوبريتاً عن التنمية أو”غينيسيتة “* عن الألعاب النارية !! فنقول لها إن الزحمة لم يعد فى قلبها رحمة لفوح أكبادنا!! وأن “شقة” الإيجار قصمت ظهر بعير مأوانا حتى صار البعير مجرد “حوار” صغير تجاري بين مفيد ومستفيد !! وأن أولادنا صاروا يتعلمون بنكهة الجهل وبدون مواد حافظة للعقول !! وأن أجسادنا صارت حقل تجارب للمستشفيات حتى صار الفأر لا يجيد اللعب في “عبنا” بل في علاجنا!! وأن وحدتنا الوطنية صارت “مو خوش” وحدة؛ لأننا لم تعد نحب وطننا كما ينبغي بل كما تبتغي مصالحنا !! فلا يزيدها قولنا إلا هزاً لريموتها وبعد الهز وضغط الزر ترينا برنامجاً وثائقياً عن صراع البقاء نشاهده لنخرج من بعده ونحن نوقن أن البقاء فعلاً “للأصمخ” !!
تقول دراسة حديثة أن البحث عن الريموت كنترول قد يكلف الإنسان اسبوعين من عمره وفق متوسط العمر الافتراضي ويقول واقعنا أن بحثنا عن “ريموت” يلامس هوى مشاكلنا الحقيقية قد يكلفنا عمرنا كله ..والله المستعان وريموت واقع لله يا حكومة !
*موسوعة غينيس
فالح بن حجري ـ كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @bin_hegri