الموصل… ملاذ دواعش الرقة وجبهة حرب جديدة
بعد موجة الغارات التي نفذتها المقاتلات الفرنسية عقب هجمات باريس إضافة إلى الزخم الروسي بشن هجمات جوية على معاقل داعش في سوريا، شهدت المناطق التي يسيطر عليها التنظيم في الرقة موجة هروب لعناصر التنظيم باتجاه الموصل العراقية.
فقد أشارت أنباء عن ناشطين محليين أن العشرات من عائلات عناصر التنظيم بدأت في التقاطر والخروج من المدينة باتجاه الموصل العراقية معقل الجماعة المتشددة في العراق.
وأفادت مصادر من داخل مدينة الموصل بوصول قرابة 70 عائلة لكبار القياديين في تنظيم داعش إلى المدينة، هاربة من مدينة الرقة باتجاه الحسكة ومن ثم إلى منطقة البعاج الواقعة في الأطراف الجنوبية الغربية من الموصل.
وأكدت المصادر أن مدينة الموصل تشهد حالياً نوعا من التوتر الامني نتيجة استهداف قيادات في تنظيم داعش من قبل عناصر استخبارات عراقية تتعاون مع الأجهزة الأمنية الحكومية. ونتيجة لذلك لجأت قيادات داعش إلى التواري عن الأنظار وعدم التجول في أسواق ومناطق الموصل.
في غضون ذلك يحاول التنظيم منع المدنيين من مغادرة المدينة وقطع الاتصالات وشبكة الإنترنت عن المدينة من أجل وقف أي تسريبات عن هروب عناصر التنظيم نحو الموصل بعد الغارات الجوية الكثيفة التي استهدفت مخابئ الأسلحة ومقرات أمنية للتنظيم في الرقة.
إلا أن الطريق إلى الموصل لم تعد مؤمنة من قبل داعش كما كانت من قبل بسبب سيطرة القوات الكردية على الطريق السريع الذي يربط الرقة بالموصل.
في الأثناء، قام طيران التحالف الدولي بضرب رتل مكون من عشرة صهاريج للنفط الخام في طريق البعاج الجنوبي الذي بدأ يستخدمه داعش للتنقل بين العراق وسوريا بعد سيطرة قوات البيشمركة على طريق سنجار الاستراتيجي.
من ناحية أخرى، أشارت تقارير إلى أن تنظيم الجيش السوري الجديد يستعد لشن هجوم عنيف في الشرق السوري للسيطرة على المنفذ الحدودي بين سوريا والعراق وهو عبارة عن مظلة للمقاتلين من الإسلاميين المعتدلين الذين ينشطون في عدة مناطق في سوريا بدعم من الولايات المتحدة الأميركية.
وفي مسعى لتجفيف منابع التمويل بالنسبة للتنظيم، استهدفت نحو 8000 غارة جوية لمقاتلات التحالف الدولي منذ سبتمبر 2014 أصول داعش المالية وخاصة المنشآت النفطية التي قدرت بـ2 تريليون دولار.
كما أبرم اتفاق أمني بين الولايات المتحدة وتركيا لغلق الحدود مع سوريا للحد من النشاطات المالية للتنظيم ووقف تدفق المقاتلين من وإلى سوريا، إضافة إلى الحديث عن عملية عسكرية أميركية تركية لطرد داعش من المنفذ الحدودي مع تركيا الذي يسيطر عليه التنظيم.
ويتزامن ذلك مع جهود دولية لتشكيل ائتلاف دولي للقضاء على داعش وسط أنباء بتحرك حاملة الطائرات الأميركية هاري ترمان تجاه المتوسط وقرار فرنسا بتوجه الفرقاطة تشارل ديغول إلى الشواطئ السورية.
إلا أن المشكلة التي ستواجه الائتلاف الدولي تتمثل في استخدام داعش المدنيين من نساء وأطفال كدروع بشرية، مما يعني وقوعهم بين فكي كماشة داعش من جهة وقصف التحالف من جهة أخرى.