مارتن كوبلر والمربع الأول من الأزمة الليبية
لا يعول الكثيرون سواء من الداخل الليبي أو خارجيا من جوار ليبيا على الدبلوماسي الألماني، مارتن كوبلر، الذي يبدأ مهامه اليوم كمبعوث خاص للأمم المتحدة إلى ليبيا خلفا لبرناردو ليون.
وكان ليون قد أعلن مطلع الشهر الماضي أنه تمكن من انتزاع اتفاق بين أطراف النزاع الليبي على مقترح لتشكيل حكومة وفاق وطني تقود مرحلة انتقالية لمدة عامين. إلا أن هذا المقترح رفضه برلمان طرابلس المدعوم من ميليشيات متشددة، وكذلك أيضا البرلمان الشرعي بطبرق المعترف به دوليا.
وستتمثل مهمة كوبلر، في لملمة اتفاق السلام الذي فشل سلفه ليون في أن يجمع أطراف النزاع الليبي على التوقيع عليه، خاصة في ظل سيطرة الجماعات المسلحة المتطرفة على العاصمة طرابلس.
ويواجه الدبلوماسي الألماني مهمة عسيرة للغاية بسبب حالة التحارب والاحتقان التي تعيشها الميليشيات في طرابلس بدافع تحصيل المطامع المادية بالإضافة إلى المنافع السلطوية.
كما أن كوبلر سيواجه تحديات أخرى لجمع كافة الأطراف الليبية في ظل تغول العصابات الإرهابية ورفضها التفاوض والحوار مع أي من الأطياف الليبية الأخرى، مما يعني بالنسبة لتلك الميليشيات التخلي عن المكاسب الشخصية والمادية.
ومما يعقد مهمة كوبلر أيضا، التعنت الدولي برفض تخفيف القيود على تسليح الجيش الليبي الذي يحاول كبح جماح الميليشيات الإرهابية سواء تلك التي في طرابلس أو في بنغازي، مما شجعها على إعلاء صوتها برفض الاتفاق الليبي.
يذكر أن مارتن كوبلر الذي يبلغ من العمر 62 عاما كان سفيرا لألمانيا في كل من العراق ومصر وهو يرأس منذ عامين بعثة الأمم المتحدة في الكونغو.
وعمل كوبلر في عام 2010 بصفة مساعد المبعوث الدولي إلى أفغانستان قبل أن يعين مبعوثا خاصا إلى العراق بين عامي 2011 و2013.