هل نستحق الديمقراطية؟
بالأونة الأخيرة وبعد مراقبة ما يحدث في الساحات العربية من حراك سياسي لكل من يطالب بالتغير والحرية وجدت أن المفكرين والمثقفين والأحزاب والنواب العرب (ليس الكل بل الأغلبية) طموحاتهم وطنية وليست سياسية ويبعدون عن الحرية والعيش الآمن والرخاء الاقتصادي وحرية الرأي 150 مليون سنة ضوئية، انظر عزيزي القارئ إلى الثورات العربية الحديثة، نجد من قاموا بها أبطال مخلصون لكنهم بعيدين كل البعد عن إعادة بناء هيكلة مواطن وإنسان حقيقي يفهم ويعيش تحت مفهوم معني الحرية أن الديمقراطية تفترض النقاش الجدي والموضوعي والهادىء وفق أسس ونظم واضحة … ولا تكون من خلال التهديد والوعيد والتخويف والتصعيد يجب تقبل الرأي والرأي الآخر .. لماذا الأغلب يطبقون القول الذي يقول إذا لم تكن علي رأي فأنت مخطأ إذن ما هو الاختلاف بينكم وبين الديكتاتوريين لماذا العنف؟ الأمن منعدم أو شبه مستحيل في دول الثورات العربية .. لدينا تجارب يجب دراستها ومناقشتها على طاولة الحوار مثل الثورات الأوروبية، هل نحتاج في الوطن العربي أن ندفع فاتورة ملايين القتلي حتى نحصل علي الديقراطية بمفهوم الدول الغربية؟ أم نحن العرب جيناتنا تختلف عن بني آدم ولا نستحق أن ننعم بنعمة الحرية السياسية والنزاهة والعدالة فما الذي نريده نحن؟!.. وكيف نطالب بحرية الرأي والقرار ونحن أبعد ما نكون عن العقلية التداولية … أتمنى أن ننعم بحماية حقوق الأفراد والأقليات … إذا أردنا التغيير فيجب أن نغير ما بانفسنا فإن التاريخ حدثنا عن تولي حكام أخيار بعد حكام أشرار والشعب هو هو ! إذن هل نستحق الديقراطية؟
عبد الفتاح الدربي ـ كاتب وإعلامي
Twitter: @rdarbi