ثاني أكسيد “القروض” ..!
ثرثرة مواطن لا يملك في صباحاته “الفيروزية” الممزوجة بـ “الزعتر والزيتون والجبن الشامي والخبز اللبناني” الذي لا يكلف كل هذا الفطور مبلغ دينار كويتي المدفوع بجملة “الأقساط” المتأخرة آخر الشهر، ولا يملك في مسائه إلا الحديث عن الإصلاحات والديمقراطية “الحقيقية” وتعديد المدارس الآيدلوجية، والحديث عن الجامية والوهابية والخمينية وكل هذه الآيدلوجيات المنسوبة لأشخاص لا لفكرة ويعود ذلك لعشقه لنظرية التقديس التي يؤمن بها؛ لأنه من أبرز المصفقين بلا وعي ـ أي ألف عباس في وطني “مش زيادة” .. ينهي هذا المواطن حديثه عن الإصلاح بوجوب إسقاط القروض متحججاً أنها من حق المواطن منهياً كل جملة بعبارة “الخير وايد” معتقداً بأننا يجب أن “نفسفس” هذه الأموال لأجل هذه العبارة متحججاً بالتبرعات الخارجية للكويت، متناسياً أن الكويت دولة صغيرة نفطية ومن واجباتها الدولية تلك التبرعات بل وبعضها التزامات واجبة بموجب اتفاقيات دولية وبعضها الآخر “لزوم عدم امتلاك الهارد بور” إلخ من الأمور.
تعجز فلسفة أفلاطون وسقراط وأرسطو عن تحليل هذا المواطن الذي يشترط ابتداء الإصلاح بإسقاط القروض، وكأن إسقاطها يساوي نهاية حقبة فساد.. الغريب والعجيب أن بعضهم يساوم بنظرية “أسقطوها وسنتوقف عن المطالب” وهذا الصنف يثبت لك بأنه ينظر للمسألة مسألة “جيب .. لا وطن” وبنظره الوطن “ثدي بقرة” يحلب حتى ينتهي حليبها فتركل ..!
يبدو أن هذه الأصناف متكاثرة في هذه الأجواء المشحونة ولا تستنشق إلا ثاني أكسيد “القروض” ..!
**
ـ يقول لي أحد الأصدقاء كيف هي الديمقراطية في وطننا العربي؟
ـ عزيزي الصديق: احترم نفسك ولا تستخف بعقلي ..!
**
نبرة:
ـ تدعوكم “حركة ألم” لحضور الندوة السياسية اليوم بعنوان “كيف تبكي الوطن” على “مسرح الرموز” في “ساحة التقديس” في تمام الساعة “السابعة كذباً” ..!
محمد العراده
Twitter: @malaradah