قلم الإرادة

الذبابة الملعونة وباص الشبيح !!

   الشبيحة هو مصطلح ظهر مع بداية الحرب اللبنانية في العام 1976 وهم مجموعات كانت تمتهن تهريب الكحول والسجائر وسلع معينة لصالح مجموعات متنفذة في النظام السوري, وقد تطور المصطلح حتى صار يشمل الحراس الشخصيين والمليشيات شبه العسكرية التي تدين بولائها لمتنفذ معين يشتري ولائها بالمال حيناً أو بمداعبة هواجسها النفسية.

 

والشبيحة كمصطلح ليست حالة خاصة بسورية فقط بل أصبحت وصفاً يطلقه الشارع العربي على كل من توفرت به شروط التشبيح من إلغاء للعقل أمام كل ما يخص المشبح إليه أو السيد ومن وولاء يشبه التقديس وأن لم يعترفوا بذلك ولكنهم يقدمون ألف دليل ودليل على منحناه التقديسي عبر تحوير مواقفهم وتشكيلها على حسب مقياس السيد لا مقاييس الخطأ والصواب فمثلاً إن كذب مخالفي السيد اتهموا بالكذب المبير وإن كذب السيد قالوا إنها سياسة مبررة !! وإن قدم مخالفي السيد خطاباً موزوناً قللوا من تأثيره وقربوا قرصه من نار العدم بينما لو “كح” سيدهم مجرد كحة قالوا أنها الكحة التي ستفتح الافاق نحو بلورة العمل المثمر الذى يصب فى بوتقة المستقبل المشرق على حسب توقيت المجد وضواحيه !!

 

في الكويت لدينا شبيحة حالنا كحال خلق الله العرب فنحن كنا وسنبقى  جزء من الأمة العربية وشبيحتنا مجرد “كورال” يقف خلف سيدهم مطرب الحي والميت !!  ليمارسوا من هناك  هواية “الكوبي بست” فإن عطس عطسوا وإن ضحك ضحكوا وإن نام ناموا وإن “فَصل” سيدهم على المنطق واصلوا هم ترديد نشيد: بالروح بالدم بالمبدأ نفديك يا زعيم !! ولو تجرأت مجرد ذبابة وحامت حول سيدهم لقالوا فيها ما لم يقله بوش عن القاعدة ولاتهموها بأنها جزء من المؤامرة الإمبرالية الصهيونية العالمية ولجعلوا من “هشها” و”كشها”  عنواناً لملحمة أوديسية تشبيحهم حتى ترحل هذه الذبابة الملعونة المأدلجة !!

 

يبقى أن هناك شيئاً واحداً يفرق بين شبيحة سورية وشبيحة الكويت وهو أن الشبيحة هناك أخذوا اسمهم من سيارات المرسيدس المسماة “الشبح” بينما شبيحة الكويت يفضلون دوماً ركوب…. الباص!!

 

فالح بن حجري ـ كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية

 

Twitter: @bin_hegri

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى