قلم الإرادة

مقتل الحسين بين الحقيقة والوهم

   في سنة ٦٠ هجرية كتب أهل الكوفة (العراق) إلى الحسين يبايعونه على الخلافة وأنهم يريدونه ولا يريدون يزيد بن معاوية.

 

   تكاثرت الكتب على الحسين حتى بلغت ٥٠٠ كتاب، عند ذلك أرسل الحسين ابن عمه مسلم بن عقيل إلى العراق كي يستوثق الخبر فوصل مسلم بن عقيل إلى الكوفة وبايع الناس في دار هانئ بن عروة وارسل للحسين أن آت وبلغ يزيد الخبر فأرسل إلى عبيدالله بن زياد أن اذهب إلى الكوفة وامنع الناس من الخروج مع الحسين فأتى ابن زياد الكوفة وعلم أن البيعة تتم في دار ابن هانئ فاستدعاه وأمره أن يخبره بمكان مسلم بن عقيل فقال مقولة تنم عن شجاعة والله لو كان مسلم تحت قدميّ هاتين ما رفعتهما فأمر بن زياد بضربه وحبسه.

 

   علم مسلم بن عقيل بما حصل لهانئ بن عروة فخرج بأربعة آلاف من أنصاره وحاصر دار ابن زياد فأخذ بن زياد يخوف اهل الكوفة بجيش الشام حتى انصرفوا جميعا فقبض ابن زياد على مسلم وأمر بقتله وقبل أن يقتل كتب مسلم ألى الحسين أن ارجع فإن أهل العراق قد كذبوك وكذبوني وليس لكاذب رأي.

 

   وصل خبر مقتل مسلم بن عقيل إلى الحسين فهمّ بالرجوع ولكن أبى أبناء مسلم الرجوع حتى يأخذوا بثأر أبيهم فأكمل الحسين طريقه إلى الكوفة بثلاث وسبعين رجلاً وقابلهم جيش ابن زياد بجيش قوامه خمسة آلاف فسأل الحسين عن اسم المكان فقالوا له كربلاء فقال بل كرب وبلاء.

 

   لما رأى الحسين ألا طاقة له بالجيش خيّرهم بين الرجوع أو الذهاب إلى يزيد في الشام فأبى ابن زياد إلا أن يستأسره فقاتلهم الحسين وقُتل أصحابه كلهم وهاب الناس قتل الحسين حتى رماه شمر بن ذي الجوشن برمح فسقط الحسين وتكالب عليه الرجال حتى قتلوه.

 

**********

 

   إن مقتل الحسين محزن مؤلم وقد خاب والله وخسر من شارك في مقتل الحسين وللشهيد السعادة وله منا الترضي والدعاء.

 

نعم !! هذا هو موقفنا من مقتل الحسين

 

**********

 

أمور لا تصح في مقتل الحسين:

 

١- إن السماء أمطرت دماً. 

٢- أنه ما رفع حجر إلا وجدوا تحته دماً.

٣- أن رأس الحسين أرسل إلى يزيد في الشام.

٤- أن يزيد أهان أهل الحسين.

 

فهذه الأمور كلها لا تثبت وإنما تذكر لدغدغة المشاعر.

 

**********

 

    لم يكن ليزيد في مقتل الحسين يد باتفاق أهل السير وعند التحقيق والنظر نجد أن من قتل الحسين حقيقة هم أهل الكوفة هم من تخلوا عنه بعد ادعاء نصرته وتركوه وحيداً بعد أن كانوا أربعة آلاف.

 

**********

 

إضاءة:

 

ليس من الدين ضرب الخدود وشق الجيوب والضرب بالسيوف

قال ـ صلى الله عليه وسلم: (ليس منا من ضرب الخدود ولطم الجيوب).

 

**

 

ماجد العتيبي ـ إمام مسجد

 

Twitter: @m_al_otibii

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى