قلم الإرادة

إن اقترحتم فاستتروا !!

   أنا مؤيد وبشدة (وتزول) إن شاء الله لاقتراح مشرعينا القاضي بجعل الأولوية للكويتيين عند الدخول على الأطباء في المستشفيات والمراكز الصحية. ففعلاً ما يحتاجه “مغص” المواطن يحرم على “جلطة” للوافد وأفضل حل لمشاكلنا الحالية هو إلغاء الوافدين من حياتنا ويا دار ما دخلك “تأشيرة” وأتمنى كذلك أن يعمم هذا الاقتراح على جميع الوزارات ومراكز الحدود والتسوق والمنتزهات وليعم الفرح والسرور احتفالاً بعيد اقتراح هل هلاله من وراء أفق مجلس تعودنا منه دوماً أن يجيب العيد !!

 

وعيد المجلس بأي اقتراح عدت يا عيد .. يا الله كم ستكون حياتنا جميلة لو طبق هذا الاقتراح على أرض “مواقع” شوارعنا المزدحمة  وشاهدنا عند كل دوار لافتة (أولوية المرور في الدوار للقادم من جهة الجنسية الكويتية) ويا رباه كم ستكون الحياة أجمل لو طبق فى المدارس ففرضت رسوم أولوية تفوق على الطلاب الوافدين قدرها 50 % تخصم من مجموع الدرجات وكم ستكون الحياة “أخشف” لو ألزمنا كل حلاق بتحديد شوارب المواطنين قبل شوارب الوافدين مع الحرص على التفتيش على صالونات الحلاقة وتغريم كل من لم يلتزم بأولية التحديد حتى يحدد موقفه من الاقتراح !!

 

فعلاً عيد هالوين ممتع كل “العيادي” فيه ستكون من فئة “أرباع” الحلول لأنها لم تلامس يوما نخوة الدستور, هذا الدستور الذى قتل المؤسسين فيه كل كلمة بحثاً ودفعوا ديتها حقوقا إنسانية كالمادة 29 التي تنص على أن الناس متساوون في الكرامة الإنسانية وهنا لم تأتي كلمة “الناس” عبثاً بل سطرت عنواناً أكبر اسمه (الإنسان) بغض النظر عن جنسه وأصله ولغته ودينه هذه حقيقة يفهما كل كويتي ملتزم بنصوص دستوره سواء منهم من أكمل تعليمه أو اختار أن يكمل “نص دينه” وفي المحصلة المواطن والوافد في هذا البلد يجمعهما شيء واحد فكلاهما يبحثان عن “إقامة” صالحة الأول على أوراقه والثانى على تنميته التي خلت من “إقامة” بنية تحتية  تتناسب مع النمو السكاني المتزايد ولن يصلح عطار اقتراح “الأولية” يوماً ما أفسده “الهدر” !!

 

على العموم إن وافق (لا سمح الله) مجلس الأمة على الاقتراح فأنا أنصحه بأن يستعين على قضاء حوائجه بالكتمان ويجعل التصويت عليه في جلسة سرية فقد قيل إن بليتم فاستتروا.

 

 

فالح بن حجري ـ كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية

 

Twitter: @bin_hegri

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى