قيام الساعة “2”
ذكرنا بالمقال السابق “بداية الخلق” كيف بدأ الله الخلق وأذِن للمادة الكونية بالتوسع فخلق لنا الحياة. تُختصر حياتنا بالمدة التي وهبها لنا الله ما بين الولادة و الموت ثم تأتي بعدها حياة البرزخ التي تكون بين الموت الأول وقيام الساعة.
“إن الله عنده علم الساعة”(لقمان 34) لا يعلم مفاتيح الغيب ولا أمر قيام الساعة إلا الله سبحانه و تعالى، وذلك لحكمة بالغة لا يعلمها إلا هُوَ.
ستحدث أحداث قيام الساعة بمراحلها وأدوارها وتفسيراتها العلمية بأجزاء من الثانية، وهذا وقت مُقدَّر علمياً بقوله تعالى “وما أمر الساعة إلا كلمح
البصر أو هو أقرب”(النحل 77)، وبشكل مفاجئ غير متوقع بقوله تعالى “لا تأتيكم إلا بغته”(الاعراف187).
يقول سبحانه وتعالى “والنازعات غرقا، و الناشطات نشطا، والسابحات سبحا، فالسابقات سبقا”(النازعات 1-4) يوم القيامة تأتي قذيفة من السماء يسبح معها كل الملائكة الكرام فيسبقونها بسرعة و بقوة، ولكن يجتمعون في الأرض بنفس اليوم.
يأتون إلى الملائكة الكرام إلى الأرض باختلاف مهامهم وأدوارهم وذلك ليقوموا بعمل واحد وهو إماتت كل المؤمنين على سطح الأرض تصديقاً لقول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم: “لا تقوم الساعة وعلى ظهر الأرض مؤمن”.
تأتي قذيفة تضرب طرف الأرض فتعكس دوران الأرض بشكل مفاجئ وبسرعة رهيبة فتشرق الشمس من المغرب بقوله تعالى “يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة” (النازعات 7-8). هذه القذيفة تقوم بتفجير الشمس وهي متجهة إلى الأرض العلم يعطي افتراضات أنه إذا انفجرت الشمس تجمع الكواكب التي حولها (عطارد – الزهرة – القمر) داخل كرة نارية لكنه جل جلاله لا يعطي افتراضات؛ بل حقائق فقال عز من قائل “وجمع الشمس و القمر” ( القيامة 9).
بعد هذه القذيفة التي حولت الشمس والكواكب إلى كتلة واحدة يتحول سطح الأرض إلى مصهور بركاني”وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا”(الكهف 8) أي ممسوح مسحاً تاماً لا معلم فيه ولا مظهر من مظاهر الحياة وذلك خلال دقائق معدودة وسبب هذا التحول هو ارتفاع درجة حرارة سطح الأرض إلى 16000 درجة مئوية.
يرجع الماء إلى أصله من شدة الحرارة فيتفكك إلى عناصره الأساسية (الأكسجين وهو عنصر يساعد على الاشتعال) و(الهيدروجين وهو عنصر يشتعل بفرقعه) وهذا جزء بسيط جداً من الإعجاز العلمي في القرآن في قوله تعالى: “و إذا البحارُ سُجِّرت ” (التكوير 6).
منذ 1400 عام يعطينا القرآن أبعاد حقيقية بدقة تبين لنا أن الله سبحانه وتعالى لا يعطينا إلا حقائق وأن العلم ممكن أن يعطينا افتراضات علمية وفق تفسيرات وتحليلات فيزيائية يؤكدها القرآن قبل أكثر من 1400 عام.
**
إبراهيم علي الغصّاب ـ كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @alghassab__