مجتمع

الكندري: إنشاء صندوق لرعاية الطلاب السوريين المعسرين

أكد مدير عام مدارس النجاة الخيري الدكتور عبدالله الكندري إن التعليم حق أساسي حث عليه الدين ونص عليه الدستور واعتنى به الضمير الإنساني، كما أن مساعدة المحتاج فريضة دينية وشعور إنساني عظيم، وأشار الكندري إلى أن هذين المجالين هما مجالا السبق اللذين أثبتت الكويت أميرا وحكومة وشعبا تفردها وتربعها على عرش الخيرية ومساعدة المحتاج وإغاثة الملهوف، ولم لا؟ فسمو الأمير قائد إنساني والكويت مركز للعمل الإنساني بشهادة أممية غير مسبوقة.

وقال الكندري خلال حديثه في المؤتمر الصحفي الذي نظمته جمعية النجاة الخيرية في جمعية الصحفيين الكويتية ان الجمعية شريان عطاء ونهر فياض استقت حبها للخير من شعب جبل على العطاء ولم يبخل يوما على قريب أو بعيد، ولأن الجمعية دائما تحرز قصب السبق بمبادراتها المستقاة من رسالتها السامية فقد ارتأت أن تخوض مضمار التعليم فالتقت في ذلك مع توجه الدولة نحو هذا المجال مستشعرة معاناة الشعب السوري الشقيق ممن انتقلوا إلى بلدهم الثاني الكويت، ذلك الشعب الشقيق الذي تقطعت به السبل وعانى أبناؤه من حرمانهم من حق التعليم، فمنهم من انقطع عاما عن التعليم وآخرون لأعوام.

وأشار الكندري إلى أن الجمعية من خلال الإدارة العامة لمدارس النجاة اتخذت عدة خطوات خيرة بمباركة الدولة نحو أبناء الجالية السورية بالكويت، وذلك بالتعاون مع أبناء الجالية السورية، مشيرا إلى أن الدراسة جاءت عبر فصول للتقوية بدأت من شهر أبريل 2015 وحتى نهاية أغسطس الماضي مستهدفة تعويض الطلاب ما فاتهم من أعوام لم يتلقوا فيها التعليم ليلحقوا بركب التعليم داخل الكويت.

وعن عدد الطلاب الذين استفادوا من المشروع قال: التحق بالعملية التعليمية 399 طالبا و462 طالبة قام بتدريسهم 122 معلما ومعلمة، مؤكدا أن الجمعية قامت بصرف مكافآت للمعلمين والمعلمات نظير ما قاموا به من أعمال.

وأشار الكندري إلى القيام بعمل حصر كامل للحالات الطلابية ومستوياتهم الدراسية وعمل ملفات متكاملة لكل طالب وطالبة واتضح أن معظم الطلاب يعانون من التعثر المالي والانقطاع لعام أو عامين عن الدراسة.

وللتخفيف من هذه المعاناة قامت جمعية النجاة بالاتصال بجمعيات النفع العام داخل البلاد لتوفير الدعم المادية، كما تم الاتصال بوزارة التربية لعمل اختبارات لتحديد المستوى للطلاب وقد أبدت الوزارة، مشكورة، استعدادها لذلك. وفي الختام نوه الكندري إلى أن الإدارة بدأت في ضم تلاميذ وتلميذات الصف الأول الابتدائي للمدارس، مؤكدا الاستعداد لاستمرار المشروع بالعام المقبل لمن لم تتمكن الجمعية من إلحاقهم بالتعليم.

ومن جانبه أشاد مدير لجنة طالب العلم بجمعية النجاة الخيرية الاستاذ ابراهيم الخراز – بدور حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح جابر الاحمد الصباح حفظه الله ورعاه في الوقوف الى جانب الشعب السوري خاصة اللاجئين والذي على أثره مُنح لقب » قائد انساني » من قبل الأمم المتحدة، موكدا بان الكويت أميراً وحكومة وشعباً تقف صفاً واحداً تجاه دعم القضايا الانسانية، لافتاً بان قوافل الخير الكويتية وحسب الإحصائيات الدولية احتلت الصدارة في إغاثة اللاجئين السوريين.

هذا وقد اعلن الخراز بهذه المناسبة عن طرح مشروع رعاية طلاب العلم السوريين المعسرين في الكويت عن طريق لجانها ومدارسها، وسيتم طرحه على اهل الخير لاحقا لاحتضان هؤلاء الطلاب وفق خطة وآلية تحدد ضوابط المشروع .

وأعلن الخراز في كلمته خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته جمعية النجاة الخيرية بمقر جمعية الصحفيين الكويتية أن وزارة الشئون أعلنت عن اختيار وفوز الجمعية بتمثيل دولة الكويت في مجلس وزراء الشئون بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في الدورة 32 بدولة القطر باختيار مشروع «رعاية طالب العلم » كأفضل مشروع رائد في العمل الاجتماعي في دولة الكويت لعام 2015 وسيتم تكريم الجمعية في كتوبر الجاري.

 

وأوضح الخراز عن المبادرة الانسانية لكفالة 861 طالب وطالبة من المقيمين السوريين في الكويت من أبناء الأسر المتعسرة وذوي الدخل المحدود، من خلال انشاء صندوق رعاية طلاب العلم السوريين المتعسرين في الكويت، مؤكدا أن المبادرات الانسانية الكويتية حظيت بتفاعل مميز من جميع الجمعيات الخيرية وفي مقدمتها جمعية النجاة الخيرية، وهذا يشجعنا على طرح المشاريع الانسانية والخيرية الجديدة التي تساعد الناس وقت العوز والحاجة ، واليوم يسرنا ان نعلن عن هذا المشروع ونحن بحاجة إلى دعم لأكثر من 500 الف دينار كويتي لاستيعاب أعداد الطلبة السوريين من خلال هذا المشروع .

 

وبين الخراز أن الجمعية أصبحت رائدة وأخذت على عاتقها رعاية طلبة العلم بمختلف الشرائح في الكويت، أولا : حيث تكفل الجمعية شريحة طلبة العلم من الفقراء وذوي الدخل المحدود من الوافدين عن طريق لجنة طالب العلم وقد ساعد اللجنة منذ نشأتها أكثر من 35 الف طالب بتكلفة قيمتها 2 مليون و700 الف دينار، ثانيا: وكذلك تقوم برعاية طلبة العلم غير الناطقين باللغة العربية من الجنسيات الأخرى عن طريق لجنة التعريف بالاسلام بالتعاون مع الأمانة العامة للأوقاف، وهذا المشروع بدأ منذ 12 عاما، ويكفل قرابة 8000 طالب وتوقف هذا العام لحاجته الى دعم 250 ألف دينار سنويا، حتى أن شريحة الجاليات غير المسلمة تسنفيد منه من باب المؤلفة قلوبهم وثالثا: تكفل اللجنة 80 طالب من الطلاب الايتام من خلال مشروع احساس بتكلفة 30 الف دينار، رابعا: وهو الأهم هذا المشروع لكفالة طلاب العلم من ابناء الأشقاء السورين .

 

وتابع الخراز أن هذا العمل غدا في حاجة ماسة إلى توحيد الجهود والتكاتف فثمرة العمل الجماعي كبيرة وعظيمة، ولها أثر وبصمة واضحة على واقع الحال الانساني، مما يشكل مسئولية كبيرة علينا في جمعية النجاة الخيرية ، ونأمل من الجهات الحكومية والرسمية الوقوف الى جانبنا في رعاية طلبة العلم ، لا سيما الطلبة السوريين المعسرين لاستكمال دراستهم .

 

وناشد الخراز في كلمته أهل الخير والعطاء على الاستمرار في دعم الاشقاء السوريين بمختلف انواع المساعدات ومساندتهم حتى تنكشف عنهم الغمة ويعودوا سالمين إلى ديارهم، مؤكدا أن جمعية النجاة الخيرية ولجانها وخاصة لجنة طالب العلم مفتحة الأبواب على مدار الساعة لاستقبال التبرعات من خلال لجانها المتعددة لهذا المشروع صندوق رعاية طلاب العلم السوريين المتعسرين بالكويت لاستقبال التبرعات ومساهمات أهل الخير لدعم وتنفيذ هذا المشروع.

 

وأكد الخراز أن اللجنة دور اللجنة يأتي إيماناً منا بوجوب تقديم المساعدات الاجتماعية للأسر الفقيرة ، حتى تستطيع النهوض بمستقبل أبنائهم الدراسي، وولحمايتهم من الضياع الذي يؤدي إلى التأثير السلبي على المجتمع عامة وحياة الاسر الاجتماعية خاصية ، وهي تعمل بشكل مؤسسي منذ عام 1993 م، لرعاية طلاب العلم الانسانية والتي يجب من أجلها إنشاء مثل هذا الرعاية الذي يتولى الصرف على العديد من الطلاب غير القادرين من أبناء الأسر التي تعيش بالكويت، وأن انشاء صندوق رعاية طلاب العلم السوريين المعسرين بالكويت سيكون اضافة للجمعية وللجنة طالب العلم.

وأوضح الخراز أن اللجنة لديها فريق العمل يقوم بإعداد خطة مناسبة لتبصير الأسر بهذا المشروع الخيري وبآثاره النافعة ومدى أهميته الاجتماعية، حفاظاً على مستقبل أبنائهم وانتشالهم من مصير مظلم .

ويتم عمل حملات اعلامية تتحدث عن هذا المشروع وطريقة التقدم حتى يتمكن عدد كبير من هذه الأسر من معرفة هذا المشروع. بعدها أخذ الطلاب وأسرهم في التوافد على الجمعية لتسجيل أبنائهم في مشروع «رعاية طالب العلم» .

وأكد الخراز بأن اللجنة تتحمل كافة المصاريف المتعلقة بالأمور الإدارية ، فهناك إجراءات تتبعها لجنة مشروع رعاية طالب العلم عند التعامل مع الملفات المقدمة من قبل أولياء الأمور والأسر والفئات المستفيدة وبحثها ، والتأكد أولاً من ثبوتية الأوراق المقدمة ثم يقوم ولي الأمر بالإجابة على استبانة معينة وترفق معها الأوراق المطلوبة والتي تدل على حالة الأسرة. مثل إيجار السكن أقساط السيارة إن وجدت رواتب ولي الأمر وغيرها من الأوراق التي توضح (الحالة المادية للأسرة) ، ثم تحدد العدد المطلوب بناء على الميزانية المعتمدة للعام الدراسي.

 

واشار الى اللجنة هذا العام تلقت طلبات لعدد 284 طالب يتيم بحاجة الى كفالتهم تعليميا بتكلفة 128.000 ألف دينار ، كما لدينا عدد 2030 طالب وطالبة من ابناء الاسر الفقيرة أصحاب الدخل المحدود وهم في مراحل مختلفة من التعليم، ويدرسون في مدارس النجاة وغيرها من المدارس الأخرى المختلفة في الكويت وهنا نحتاج الى أكثر من 721.000 الف دينار، طبعا هؤلاء الطلبة اضافة على الطلبة السوريين الذين نحن بصدد كفالتهم والوقوف الى جانبهم في هذه الظروف.

وفي ختام حديثه اهاب الخراز الى كافة المؤسسات والأفراد للوقوف الى جانب اللجنة لإنجاح الحملات الخيرية التي تقوم بها، ورفع المعاناة عن كاهل تلك الأسر المتعسرة ، بما يمكن أن يدعمه كل فرد أو مؤسسة ، في تحمل وكفالة الطلبة المتعسرين كافة ، استشعاراً لقول رسولنا الكريم «من فرج عن مسلمٍ كربة، فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة»

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى