التسوق..مهمة الرجال الصعبة ومتعة المرأة الدائمة
بات الإنفاق من بين أهم الهواجس التي يعيشها الإنسان، لا سيما فيما يتعلق بذوي الأجور المحدودة الذين لا يقوون على مجاراة الأسعار الملتهبة التي تجبر الكثيرين على اتباع سياسة إنفاقية تجنِّبُهم الدخولَ في متاهات الديون والقروض وغيرها من الأمور التي تنغص الحياة اليومية، ويبدو أن الإنفاق بات علامةً فارقةً بين المرأة والرجل، وهو الأمر الذي توصلت إليه دراسة حديثة قامت بها شركة «أكيوما لإدارة الثروات»، لتبين الفروقَ الواضحة في عادات الإنفاق بين الجنسين، وتتلخص في العديد من النقاط أهمها:
إن من بين القيم التي يتم غرسها في نفوس الرجال منذ الصغر، وفقاً للدراسة، استثمار دخلهم المادي في أشياء ذات قيمة، لهذا السبب يميل الذكور إلى حد كبير إلى وضع استثماراتهم في الأسهم المالية وأسهم الشركات والسندات والعقار، وادخار المال لمرحلة التقاعد من العمل. وفي المقابل تتم تربية النساء على التبني ومحاولة القبول؛ فالمال بالنسبة إليهن يعني إيجاد نمط للحياة، وهن يتجهن إلى إنفاق نسبة أكبر من دخلهن على منتجات التجزئة، وعلى الأطفال والسلع المنزلية، لكثير من الدوافع التي تحث النساء على الشراء، وهو ما يجعلهن يشترين بعض الأشياء التي لا يحتجنها.
تظهر الأرقام المدونة في الدراسة أن الإنفاق عن طريق بطاقة الائتمان يؤكد السلوكيات النمطية للجنس، سواء للذكور أو الإناث، فمثلاً ينفق الذكور أكثر من الإناث في المقاهي، وعلى الأجهزة والمنتجات الرياضية والآلات، ويميل الرجال أيضاً إلى شراء تذاكر السفر الإلكترونية بشكل كبير. ومن ناحية أخرى، تقوم الإناث بالإنفاق بشكل أكبر من الذكور في الصيدليات ومتاجر الأزياء والمتاجر الكبرى.
وتؤكد الدراسة أن أغلب الرجال ينظرون إلى التسوّق على أنه مهمة، وهم يرون أنه عمل يجب الانتهاء منه في أسرع وقت بشكل فعّال قدر الإمكان، لذلك فهم يحددون هدفهم (المتجر الذي يحتوي على السلع)، ثم يقومون بالشراء والدفع، ومن ثمّ الخروج من المتجر سريعاً، دون تجاذب أطراف الحديث مع أي من موظفي المتجر.