قلم الإرادة

بداية الخلق “1”

  “تبارك اللَّه أحسن الخالقين”(المؤمنون14) فالله سبحانه وتعالى هو المُوجد الفعلي لكل شيء لم يكن مُحدث. معنى الخَلْقْ لغة: هو تحويل المادة إلى مادة أخرى، أي أن كل شيء خلقه الله هو مبتدئه بشكل منفرد فالله سبحانه و تعالى أحسن المُقدِّرين في إحداث المعدوم الذي لم يكن، يخلقه تاماً معتدل غير ناقص.

 

  كان عرش الرحمن على الماء قبل يخلق الله السموات والأرض حيث يتبين لنا أن كلما جَاءَت بالقرآن كلمة “خَلَقَ” أو “يَخْلُقْ” تأتي بعدها “مِنْ”. مثال “خلق الإنسان من صَلْصَال كالفخار، وخلق الجان من مارج من نار” (الرحمن 14-15) إلا “السموات والأرض” لأنها مخلوقة من عدم مُسبق من خَلْق البداية الكونية.

 

ويتبين لنا من قول عيسى بن مريم “أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيراً بإذن الله” (آل عمران49). يدل ذلك على أن هناك خالقين آخرين، لكن ليس بمعنى الخلق نفسه وهو إيجاد الشيء من عدم بل بتحويل مادة إلى مادة أخرى، لأن الله تعالى لا يشابه في صفاته صفات خلقه، فالله سبحانه وتعالى “فاطر” أي مُوجد الشيء من عدم.

 

   كان الكون كتلة واحدة، متصلاً بعضه ببعض، متلاصق، متراكم بمعنى أن المادة الكونية كانت مضغوطة إذ أن فراغ الذرة نفسها مضغوط فنواة الذرة تلامس نواة الذرة الاخرى وأَذِن الله بانفجارها، في قوله تعالى ” أولم يَرَ الذين كفروا أن السموات و الأرض كانتا رَتقاً ففتقناهُما” (الأنبياء 30)، فالله سبحانه و تعالى قادر على ضغط المادة الكونية وإن ضغطها ستُجمع البشرية في علبة كبريت و لو ضغطت الكره الأرضية ستصبح كرة نصف قطرها ( ٨٧ سم ) محتفظه بوزنها وجاذبيتها.
 
    بعدما أَذِن الله للمادة الكونية بالانفجار بدأ الكون بالتوسع أخذاً شكل “البوق” بقوله تعالى “و نفخ في الصور فصعِق من في السموات والأرض”(الزمر 68).

    هذا الكلام قبل وجود الإنسان من مليارات السنين وأيضاً لم يكن الإنسان شيئاً مذكوراً قبل خلق السموات والأرض، أوجَده الله بعد أن لم يكن شيئاً يذكر وذلك لضعفه بقوله تعالى “هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكورا” (الإنسان 1).

 

**

 

إبراهيم علي الغصّاب ـ كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية

 

Twitter: @alghassab__

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى