زيبا رفيق تستعرض حضارة باكستان وثقافتها وتقاليد شعبها في «أرض أبي الطاهرة»
تحتفل الكاتبة الصحافية وخبيرة التجميل زيبا رفيق غدا السبت بتوقيع كتابها «أرض أبي الطاهرة» وذلك في مقر جمعية الاطباء الكويتيين بالجابرية برعاية السفارة الباكستانية في البلاد ويعطي الكتاب الذي يقع في 108 صفحات من القطع المتوسط صورة بانورامية للتعريف بأرض وحضارة وثقافة باكستان، فضلا عن عادات وتقاليد شعبها مرورا بتلك الحكايات الأسطورية المعروفة منذ القدم وصولا إلى المطبخ الباكستاني الواسع المعروف بأطباقه الشهية ويعد «أرض ابي الطاهرة» هو أول كتاب من نوعه مكتوب باللغة العربية عن باكستان.
عبرت زيبا رفيق عن عشقها وارتباطها بأرض الكويت، حيث المولد والطفولة والصبا بإهداء خاص الى بلدها الثاني في مقدمة الكتاب قالت فيه: «فتحت عيني ولأول مرة في أرض باكستان في سن الثامنة عشر، فقبلها لم أكن أرى إلا الكويت وأرض الكويت وشعب الكويت وجمالها، فكما أنا باكستانية وأعتز بباكستان وأكن لها الكثير من الحب، فأنا بإحساسي وبمشاعري أكن نفس ذلك الشعور لبلدي الثاني الكويت، مضيفة: أنا سعيدة جدا بكوني باكستانية وسعيدة أيضا كوني ولدت وانتميت لأرض الكويت الغالية، واهتم جدا بأن أعرف أهلي في الكويت على بلدي الأرض الطاهرة من خلال كتابي المتواضع».
تقدم الكاتبة في أول فصل من الكتاب تعريفا بشاعر باكستان الكبير محمد إقبال، حيث تعرض لميلاده ونشأته وتعليمه وتعلقه بكتابة الشعر وشغفه بالأدب وحبه للسلام ودعواته الصريحة للتعايش والتآلف وإعمار الحياة التي ظل محافظا عليها حتى وفاته عام 1938.
وفي الفصل الثاني ترسم الكاتبة لوحة بانورامية موسعة عن دولة باكستان فتقول انها مركبة من كلمتين «باك» وتعني الطاهر و«ستان» وتعني الأرض أي ان باكستان هي «الأرض الطاهرة» في اللغة الاوردية، ثم تعرج على المعلومات الجغرافية للدولة من حيث المساحة والموقع والتضاريس والحدود والمناخ والطبيعة الأرضية من سهول وجبال ووديان وصحاري، وتنتقل الى البيئة البحرية حيث البحار والانهار والبحيرات مثل بحيرة سيف الملوك وبحيرة حنه وبحيرة منجهر جهيل وهي اكبر بحيرة للماء العذب في باكستان.
من الجغرافيا الى التاريخ تأخذ زيبا رفيق القارئ في جولة ساحرة الى عبق تاريخ باكستان وحضارتها القديمة التي تعود الى 7000 سنة قبل الميلاد وتستعرض اهم الآثار الموجودة في البلاد وتوضح كيف كانت باكستان ملتقى لكل الحضارات على مر الأزمان كالفرس والافغان والاتراك والعرب، أما عن اللغات الموجودة في باكستان فتشرح رفيق الطبيعة اللغوية الثرية في البلاد، مؤكدة ان 98% من اللغات في باكستان اصلها هندي وإيراني ، وأما الكتابة الباكستانية فتقول انها مزيج من احرف عربية فارسية مع اختلاف الخط الباكستاني عن العربي برغم تشابه الاحرف، مشيرة الى ان اللغة الرسمية للبلاد هي الاوردو، وعن اكثر المدن شعبية في باكستان فيذكر الكتاب انها كراتشي المعروفة باسم مدينة الاضواء ثم لاهور وإسلام اباد وسيالكوت وملتان وغيرها.
والى المأكولات وعالم المطبخ حيث تبحر بالقارئ في عالم المطبخ الباكستاني العريق والمعرف بنكهاته الغنية والتي تعكس التنوع الثقافي للبلاد وتقدم لها اشهى الوجبات وتشير الى اهم الاطباق المتداولة في باكستان مثل طبق النهاري والبرياني وطبق الساغ والسراي باويه وغيرها.
وتختم الكاتبة «ارض أبي الطاهرة» بسرد مجموعة من قصص التراث الباكستاني التي ولدت على ضفاف الانهار أو بالقرب من البحيرات والأودية والتي ارتبطت بالأماكن الساحرة الخلابة في باكستان مثل قصة «هيررانجها» من تراث البنجاب و«ساسي بنو» من السند وغيرها.
ويمكن القول ان الكتاب يعطي صورة شديدة الوضوح لثقافة باكستان وحضارتها ويقدم للقارئ معلومات شديدة الأهمية عن حضارة ضاربة في جذور التاريخ وشعب متنوع الثقافات، فهو عمل ابداعي جديد بالقراءة والاهتمام فضلا عن انه أول إصدار باللغة العربية عن «الأرض الطاهرة».