حفل تأبين جوائز الفيفا
حضر جميع أطياف المجتمع الكروي بالأمس القريب إحتفالية الفيفا الموسمية لجائزة أفضل لاعب في العالم والأمر لم يكن يقتصر على مجموعة بعينها في هذا الأمر وإنما شمل جائزة أفضل مدرب ومدربة وأفضل لاعبة وأجمل هدف أو كما تُسمى بجائزة هدف بوشكاش الراحل.
الجميع كانوا في قمة أناقتهم وإستعدادهم لحفل التكريم الذي سيكون مفاجئاً لبعض وصادماً لبعض، بل والأدهى بأن صاحب اللبس الأنيق ليونيل ميسي قد إقتنى هذا الزي تيمناً بالإسطورة مارادونا الذي قد إرتدى بدوره لبس مماثل منذ زمن، ولكون الرئيس جوزيف بلاتر أعلى سلطة في الإتحاد الدولي للعبة كان لابد أن يُلقي كلمة الإفتتاح والتي كانت جيدة في كلماتها الإفتتاحية إذ أن الحديث كان مُقترناً بالعنصرية مستنداً بحديثة عن حادثة ميلان الأخيرة وإنسحاب لاعبي الفريق من أرض الميدانِ، وإستكمل بحديثه بأن الإنسحاب ليس بحل ولكنه في قرارة نفسه يؤمن إيماناً شديداً بأن أقوى العقوبات الرادعة لن تستطيع منع ما يُسمى بالهتافات العنصرية!
ثم صرح بأكثر من صورة مختلفة بأن في النهاية هناك فائز وهناك خاسر
ويجب أن نتقبل الخسارة برحابة صدر وهذا أمر طبيعي في أي مضمار ومجال كان!
إذا ما تحدثنا عن إنتقاء دل بوسكي أفضل مدرب في العالم رُبما أؤمن بأنه متساوٍ مع جوزيه مورينهو الذي حطم أرقام برشلونة طولاً وعرضاً في بطولة الدوري الإسباني ووصل به بعيداً في بطولة دوري الأبطال , لكن ولكون إنجاز دل بوسكي فريد على غير العادة تم إنتقاؤه وهنا لا إعتراض على أحقية الإختيار..
فإن فاز دل بوسكي فهو يستحق وإن فاز مورينهو فهو يستحق أيضاً، أما غوارديلا فهو بعيد كل البعد عن قائمة الترشيحات بل وأن هناك أسماء كانت تستحق التواجد أبسطها يورغن كلوب الألماني الذي بدوره أعاد بروسيا دورتموند إلى واجهة كرة القدم بعد سنوات من الضياع!
هذا إن تحدثنا عن نقطة إنتقاء المدربين أما عن إنتقاء تشكيلة العام المثالية فهي الأكثر غرابة عبر تاريخ كرة القدم منذ نشأتها إلى يومنا هذا!
أغلبية كبيرة من عشاق الكرة ومحللي الصحف الأوروبية والعالمية إنتقدوا بشدة إنتقاءات الفيفا لتشكيلة العام المثالية ..
أيعقل ألا يوجد لاعب واحد فقط من ألمانيا يستحق التواجد في هذه التشكيلة؟
أيعقل ألا يوجد لاعب واحد مميز في خط الدفاع في إيطاليا بلاد الكاتشيناتو؟
أيعقل ألا يوجد لاعب متميز في بلاد الإنجليز حيثُ الدوري الممتاز؟
وفي فرنسا وهولندا والبرتغال كذلك ..؟!
سأسرد أغلب إنتقاداتي عن التشكيلة وأفضل البدائل التي إستحقت التواجد
إذا ما تحدثنا عن حراسة العرين فإختيار إيكر كاسياس جيد لكنه ليس الأفضل لأنه ببساطة يمكنك أن تقارن بين العنكبوت جان لويجي بوفون وبين إيكر كاسياس خلال العام المنصرم ستجد الأول يتفوق وبكثير عن كاسياس الذي تراجع كثيراً في الأشهر الست الأخيرة من العام وبدرجة أقل بطل أوروبا بيتر تشيك !
في خط الدفاع تم إختيار دانيل ألفيس، ولازلت أفكر هل إختيار ألفيس مبني على ألفيس السابق أم ألفيس الحالي؟
فألفيس السابق كان وريثاً حقيقياً للإسطورة كافو والآن لا أراه بمستواه السابق رُبما يعود الأمر لمشاكله مع تمديد عقده مع النادي القاطلوني وتقدمه بالسنِّ نوعاً ما ..
أما عن جيرارد بيكيه فعلامات الإستفهام والتعجب لا تكاد أن تفي غرض التساؤل؟!
فقد أمضى بيكيه فترة من الغياب ولم يقدم شيئاً فريداً في بطولة اليورو ولا الليجا الحالية !
فعلى أي أساس تم الزجُّ بإسمه؟
أما عن مُجانبه سرخيو راموس فهو حالة مشابهة لإيكر كاسياس رائع في النصف العام الأول وتراجع تدريجياً مع إشتعال وتيرة الصراعات بينه وبين جوزيه مورينهو !
وختاماً عن هذا الخط فمارسيلو كان فريداً لكن إصابته في الربع الأخير من العام بكسر في قدمه جعله يختفي وكان هناك من هم أحق بمكانهِ !
ما أستغربه كيف إستطاع الفيفا أن يغض النظر عن تياغو سيلفا عمود ودفاع باريس سان جيرمان وميلان سابقاً؟
وكيف إستطاع ألا ينظر إلى الصخرة الإيطالية كيليني الذي بدوره حرم ألمانيا وغيرها من الوصول لنهائي أوروبا الأخير !
بل والأدهى عندما أُصيبَ تأثر الدفاع الإيطالي كثيراً أمام إسبانيا فسمح لهم بتلقي رباعية لم ولن يمحوها تاريخ كرة القدم!
وقد تكون ركلة الترجيح التي أهدرها آشلي كول في أمم أوروبا الأخيرة سبباً في نسيانه ..
بالإنتقال إلى منتصف الميدان فالإختيارات منطقية لعشاق الليجا وغير ذلك لعشاق الكرة الأوروبية كونها إسبانية بحتة!
كان يجدرُ وضع أندريا بيرلو الورقة السحرية في منتصف الميدان بدلاً من أحد الأسماء الثلاثة!
أما عن خط المقدمة فلا نقاش فيه لكن يمكن إجراء تعديل بسيط على فالكاو فبطل أوروبا ديديه دروجبا والذي تسبب بإنهاء مسيرة برشلونة حامل اللقب الأوروبي السابق يستحق التواجد بكثيرٍ ..
الأمر الذي يُحزِنُ القاصي والداني بأن كل شيء ذهب للكرة الإسبانية دون سواها وهذا ما أشعل نوعاً من الإستنقاص والظلم لشريحة هائلة من لاعبي وأندية الكرة الأوروبية دون إستثناءٍ ..
فإذا كان كل شيء مُحتكراً لدورٍ واحد فلماذا يتم عمل دوريات وبطولات دولية في نفس القارة؟؟
أما إذا ما تحدثنا عن آلية التصويت فقد يُخيل لك عزيزي القارئ بأن المصوتين بعضهم قد أخذته العاطفة وبعضهم قد لا يتابع كرة القدمِ !
فبعض الأسماء العربية صوتت لكريم بنزيمة, وبعضهم صوت لأبناء جلدته وبعضهم صوت إلى لاعبين مُستبعدين تماماً من المنافسةِ !
فلا أعلم كيف تكون آلية تصويت مبنية بناء كُلي على عاطفة وإنتقاءات غير موفقة من جانب المصوتين !
يقول فرانشيسكو توتي قبل عشرة أعوام من الآن ..
حينما سُئل عن عدم ترشيحه لأفضل لاعب في العالم في ذلك الوقت ..
فأجاب : الفيفا لا تريد الأفضل عالمياً , الفيفا تريد البقرة التي تدر لها أموالاً أكثر !!
وهذا ما رأيناه جليّاً في إنتقاءات الفيفا للدوري الأكثر إعلامية في العالم في هذه الأيام!
إذاً يمكن القول بأن جائزة أفضل لاعب في العالم 2010 ما هي إلا مقدمة
لنهاية ما يُسمى بجوائز الفيفا السنوية حيث باتت جوائز الغرض منها ربحيّ وإعلامي في الدرجة الأولى وطيّ ونسيان وتجاهل ما يُسمى بموهبة كرة القدم!
وهذا ما حدث بالأمسِ القريب.
فهد الفضلي ـ كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @Fahad_Fenomeno