إقليمي وعالمي

عقارات المقدسيين.. كيف يتم الاستيلاء عليها؟

في مسلسل مستمر منذ أبد بعيد، لكن وتيرته ازدادت في الآونة الأخيرة عبر وسائل شتى، استولى مستوطنون إسرائيليون، على منزل في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى في القدس المحتلة.

 

وادعى مستوطنون يهود ملكيتهم لمنزل المقدسي جهاد سرحان في حي “بطن الهوى” بالبلدة، المكون من 5 طوابق، ويضم 12 شقة سكنية، وفقا لوسائل الإعلام الفلسطينية.

 

ويتبع المستوطنون وسلطات الاحتلال أساليب شتى تتسم بسياسة النفس الطويل للسيطرة على عقارات الفلسطينيين في القدس منذ احتلال المدينة عام 1967.

 

ويقول الخبير في شؤون الاستيطان، خليل التفكجي، لـ” سكاي نيوز عربية” إن المستوطنين سيطروا على نحو 70 شقة سكنية خلال عامي 2014-2015 في منطقة سلوان.

 

 وأضاف التفكجي أن المستوطنين سيطروا على 3 بنايات منذ بداية العام الحالي في البلدة، وتضم الواحدة منها 10 شقق سكنية.

 

وتركز السلطات الإسرائيلية والجمعيات الاستيطانية في سياسة الاستيلاء على العقارات على المناطق المحيطة بالبلدة القديمة في القدس مثل سلوان والشيخ جراح ووادي الجوز ورأس العامود.

 

ومن الوسائل، التي يعتمد عليها المستوطنون في الاستحواذ على العقارات المقدسية التسريب، إذ يلجأ بعض الفلسطينيين في القدس إلى بيع عقاراتهم تحت ضغط  المغريات المالية، فالجمعيات الاستيطانية المدعومة من الحكومة الاستيطانية مستعدة لدفع 10 ملايين دولار لشراء منزل لا تتجاوز قيمته الحقيقية نحو 100 ألف دولار، بحسب التفكجي.

 

كما يعتمد المستوطنون أسلوب الخداع مع أصحاب العقارات المقدسيين، الذين يرفضون في البداية بيع عقاراتهم لهم، فيرسلون إليهم عربا يشترون هذه العقارات ويحولونها بدورهم إلى ملكية الجمعيات الاستيطانية.

 

وتستغل هذه الجمعيات قانون “أملاك الغائبين”، الذي يتيح لـ”حارس أملاك الغائبين” بالتصرف في أملاك الفلسطينيين المقيمين في البلاد العربية، وعن طريق هذا القانون جرى تحويل عقارات الفلسطينيين في القدس لصالح جمعيات استيطانية.

 

كما يستغل المستوطنون قانون “الجيل الثالث”، الذي يرغم الفلسطينيين على الخروج من منازلهم بحجة أن 3 أجيال قد عاشت في منازل التي استأجرتها من الحكومة الأردنية قبل الاحتلال، وفقا لما ذكره التفكجي.

 

ويلجأ المستوطنون إلى استخدام القوة للاستيلاء على منازل المقدسيين، وطردهم من منازلهم في حال عجزت الوسائل السابقة عن تحقيق هدفهم، تحت حماية القوات الإسرائيلية.

 

 وبحسب الخبير الفلسطيني، فإن تركيز الاستيلاء على المنازل في المناطق المحيطة بالمسجد الأقصى مثل سلوان ورأس العامود والشيخ جراح، يعود إلى استراتيجية إسرائيلية  تعتبر هذه المناطق” الحوض المقدس”.

 

 وتابع: “وزير الخارجية الإسرائيلي السابق أفيغدور ليبرمان قال صراحة، لسنا بحاجة إلى الاستيطان في بيت حنينا وشعاف (مناطق تقع شمال القدس) بل في المنطقة المحيطة بالحوض المقدس (المسجد الأقصى)”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى