قلم الإرادة

رائحة جاهليتكم

   ليس هناك أبشع من أن يلبس أشخاص قشرة الحضارة والروح ما زالت جاهلية!

نعم، فنحن نعاني من هؤلاء الأشخاص وبالتحديد نعاني نحن النساء من رجال من

هذا النوع؛ فنجد هؤلاء الرجال يدعون بأنهم يحترمون المرأة وحريتها، إلا أن

حريتها وفقاً لنظرتهم ووفقاً لمعاييرهم، فدائماً ما يقيمون سلوك النساء والمُفكرات منهم على وجه التحديد ما سأتناول الحديث عنه اليوم، فتتم مراقبة سلوكهن وتقيمهن وفقاً لمعايير المجتمع الذكوري.

 

 الرجل المُثقف في مجتمعي هو الذي ما إن تدخل المرأة في أحد مجالات العمل المنفتحة كالصحافة والسياسة أو أي مجال إبداعي ويبرز دورها، يبدأ هو بدوره بنسج الحكايات حول أن المرأة تبحث عن نقص ما، تستكمله بالمشاركة في الحياة العامة وبمعرفة الناس، والقصد من الناس ” الذكور”، فهو لازال عقله حتى الآن لا يستوعب فكرة نشوء صداقة بين الرجل والمرأة! فالمرأة لا تتأنق ولا تخالط الرجال إلا لتصطاد فهو لا زال يرى في النساء نموذج الصياد والفريسة.

 

إن من يحكي هذه الحكايات هو الرجل المثقف صاحب الحساب التويتري والمُلم بأفكار سارتر وسيمون دي بوفوار، الذي تجذبه قصائد درويش، هؤلاء أنفسهم الذين يتلون على مسامعنا أنه بات للمرأة حريات ويجب على الرجل احترامها فقد تطورنا وأصبحنا في القرن الـ 21، هم أنفسهم الذي يروجون لحريات المرأة في المحافل ولكن في قرارة أنفسهم لا زالوا لا يستسيغون فكرة أن تكون المرأة شريكاً فعالاً في مختلف جوانب الحياة، هم أنفسهم الذين ما اختلفوا مع امرأة نعتوها بالعاهرة، هم أنفسهم ممن يعتبرون أنفسهم تقدميين ولكنهم لا زالوا يتفقون مع الظلاميين في ممارساتهم وأفكارهم الرجعية ضد المرأة، فلا زال الرجال المثقفون في مجتمعي تفوح من عقولهم رائحة الجاهلية الممتلئة بروايات الضلع الأعوج والرجال قوامون على النساء ولعن الله قومٍ ولوا أمرهم امرأة، والنساء ناقصات عقل!

 

**

 

حنان الحمادي ـ كاتبة في صحيفة الإرادة الإلكترونية

 

Twitter: @hanan____i

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى