قلم الإرادة

في المنتصف يا..

   أخشى شكك ولا أريد يقينك فمثلي لا يحب النهايات، والشك نهاية تعني أنّك لغيري، أمّا اليقين فهو يعني الاحتمال أيْ قد توافقين أو ترفضين، وبكلا الحالتين نهاية، وكما قلت لا أحب النهايات فهي مؤلمة.. دعيني في المنتصف، كأميرٍ في حفلة محمد عبده، أو كأميرٍ يُكّرم أبطال مباراةٍ نهائية باسمه، أو كأميرٍ يفتتح مؤتمراً للعامة.. يلتقي بهم كلما حان الوقت ولا يفارقهم.. لا يعرف النهايات ولا الآلام؛ أريدك وأخشى هروب ويقيني يقول: كل الذين نحبّهم يرحلون عندما يعلمون، وكل الذين نكرههم يرحلون عندما يعلمون.. أحبّكِ أنا ولكني أخاف رحيلك، فإنْ أعلنت سترحلين، وإنْ أظهرت عكس ذلك – الكره – ولو كان زائفاً فسترحلين أيضاً.. أما أنا فسأذبل، ومثلي لا يحب النهايات!

 

   أريدك شيئاً لا يغيب، أو تعلمين؟ شيئاً يغيب ويشرق! كالشمس مثلاً، كالقمر في ليلة بدر.. أشتاق وتشتاقين.. قد تعلمين وقد لا تعلمين ولدي يقين بأنّك تعلمين وتتجاهلين، ومثلي يتقن «التجاهل المُهْتَم» ومثلك يتقن «الاهتمام المتجاهل»! لا تفسّري فقط ابتسمي، وأغمضي عينيْكِ وخذي نفساً عميقاً لم تأخذي مثله من قبل….

 

   إنَّ الذين يطرقون الأبواب ضيوفاً، ومثلي وبكرمي يُفضّل أنْ يكون مُضيفاً لا ضيفاً.. نعم؛ ستأتين وقد لا تأتين ولكني أعتقد بأنك ستأتين، وستأتين.. حينها ستكتشفين كلّما قلت، وستضحكين، ولن تبكين على رحيلي إلا في أمرين؛ رحيلك أنتِ بغدرٍ أو رحيلي بموتٍ كتبه القدر، وأحاط به القبر.. يا مقبرتي الحديثة، والذي خلق تلك العيون، والذي رسم تلك الجفون لم أكن أتوقع بأني سأحب بعد خذلانٍ مضى من سنين.. كانت روايتي «راء» أحببتها حتى درجة «الرياء»! خسرتها وكأنها تقول: «لا تثق بكل النساء».. كان وداعنا خائب.. أبكي وهي تودعني بقوةٍ رجل!!!! يا لهذا البكاء.. دعينا من هذا.. كيف سلبتني عيناكِ؟! كيف أخذتني سماكِ! قولي لي؟ ما زلت أحلق حراً مرتفعاً في سماؤك بلا اعتبار، ولن أفعل شيئاً سوى لفت الأنظار.. أو كما أقول في شطرٍ نبطيٍ لي: «حرٍ ولد حرٍ ومن ماكر احرار»! وبكل تأكيد؛ الأنثى تحب الطائر الحر الذي لا يفترس سواها؛ خُلقْنَ الجميلات مثلكِ لحرٍ واحد، لقلبٍ واحد! صدقيني لم أكن أعتقد نسياني لما مضى إلا عند عينيكِ!

 

   مثلي لو تعلمين لا يهتز، لا يرتعش، كيف فعلتي بي كل ذلك!! أخشى التحديق بعينيك، يا لجبني ويا لضعفي!!!! قولي لي بصمت وسأحبك بصمت، دعينا نحيا الصمت حتى زيارتك التي سأستقبلها بحفاوة، بوردٍ بنفسجيٍ وثوبٍ أحمر لليلةٍ بيضاء في سويعاتٍ سوداءٍ سعيدة.. مثلي الآن يرتجف وهو يكتب، يتجهش، ثم يبكي، فيبتسم، ليس في جعبته إلا «أحبّك» فأحبيني واحترمي كبريائي!

 

**

 

   دعيني في المنتصف – كأميرٍ – حتى تأتين أو لا تأتين! يكفي أني سعيد في مسرحك؛ أكملي الدور لابد من نهاية في كل الأحوال، أما أنا فدعيني في المنتصف يا….

 

**

 

محمد العراده ـ رئيس تحرير صحيفة الإرادة الإلكترونية

 

Twitter: @malaradah

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى