الكرة الذهبية ستذهب لبرشلونة ولن يُنظر للدون رونالدو !
أيامٌ قليلة تفصلنا عن إحتفالية أفضل لاعب في العالم عن عام 2012 والتي تقيمها المنظمة العالمية للعبة الفيفا في كل مطلع عام جديد ..
مما لا شكَّ فيه بأن هذه السنة قد لا تختلف كثيراً عن سوابقها فندرّة الأسماء الكروية الرنانة في هذه الجائزة جعل عشاق الكرة في كل بقاع الأرض يعرفون الأسماء الخمسة الأولى المشاركة في التصفيات النهائية للمسابقة !وهذا لا يترك لنا مجالاً للشكِّ بأن عالم المستديرة يفقد جواهره رويداً رويداً منذ إنتهاء مونديال ألمانيا التاريخي والذي شهد رحيل شريحة كبيرة من أساطير اللعبة!
نعود إلى الكرة الذهبية مجدداً إذا ما تمعنا بالأسماء لن نجد تبديلاً أو تحويراً جديداً على الإطلاق كريستيانو رونالدو , ليونيل ميسي , أندريس أنيستا ما أستغربه في هذه الإنتقاءات إبتعاد أسماء أُخرى تألقت وقدمت شيئاً جميلاً في بطولات القارة العجوز فلا يمكن أن نغضَّ البصر عن بطل أوروبا الإيفواري ديديه دروجبا, أو صاحب الأهداف النادرة زلاتان إبراهيموفيتش أو القناص الكولمبي الرائع فالكاو !
رُبما تكون إختيارات الفيفا مبنية على صاحب الأداء الأعلى والأكثر إعلامية فالأسماء الثلاثة المرشحة للكرة الذهبية تملك أجهزة إعلامية جبارة تجعل من رؤيتهم سهلة المراس للقاصي والداني!
أما عن الثلاثة الآخرين فبالكاد رأينا تغطية وإهتمام إعلامي لهم مع العلم بأن ما قدموه ولا يزالون يقدمونه حتى هذه اللحظة كفيلٌ بجعلهم من الأسماء التي تستحق الوصول إلى القائمة النهائية للكرة الذهبية!
إذا ما وضعنا الإسمين الأبرزين في المقارنة البرتغالي كريسيتانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي سنجد إنقسام المشجعين إلى قسمين في هذه النقطة مشجعين يرون بأن الأكثر تأثيراً وسطوعاً في النادي والمنتخب معاً هو الأحقُ بالفوزِ! ومشجعين ينظرون للمجهود الفني وتحطيماً للأرقام القاسية هو الأحقُ بالفوزِ!!
لنتحدث عن كريستيانو رونالدو أولاً رونالدو تألق في موسم 2011-2012 واستطاع أن يكون سبب إخفاق البرسا الأول في الإحتفاظ باللقب للمرة الرابعة على التوالي !
بالإضافة إلى تسجيله إلى 46 هدفاً ما بين هواتريك وثنائيات في جميع أندية الليجا وأرقام فردية عديدة لا يمكن سردها ..
أما إذا ما أردنا أن نتحدث عن كريستيانو رونالدو على الصعيد الدولي
فيمكن القول بأن للجناح البرتغالي اليد الطولى لوصول البرتغال إلى نصف نهائي بطولة أمم أوروبا الأخيرة والخروج بصورة مؤسفة بركلات الترجيح .. فلو إستطاع كريستيانو رونالدو ترجمة الفرصة التي أُتيحت له في تلك المنازلة لربما سارت البرتغال إلى الدور النهائي ومن يدري لعلها رفعت الكأس كذلك ؟!
علاوةً على أن المحللين والرياضيين كرروا أكثر من مرة بأن كريستيانو رونالدو قد أرهق الخاصرة اليُمنى للماتدور الإسباني وتوغلاته وسرعته أجبرت الدفاع الأحمر على وضع ثلاثة مدافعين دفعة واحدة لمراقبته في تلك الأثناءِ!
أما عن إنطلاقة الموسم الحالي فيكفي القول بأنه تسبب بحرمان برشلونة من بطولة كأس السوبر الإسبانية !
وعلى الجانب الآخر فلا يمكن للعقل البشري أن يُقلل من موهبة البرغوث الأرجنتيني ليونيل ميسي وما يقدمه من مستوى رائع كإنهاء الهجمات بصورة رائعة واقرب للخيالِ !أهداف ميسي ساعدت برشلونة على تحقيق بطولة كأس إسبانيا وهي تقلُ بكثيرٍ عن بطولة الليجا الإسبانية، أما على صعيد الدولي فالأرخنتين تحسنت نوعاً ما في تصفيات كأس العالم القادمة في ملاعب بلاد الأمازونِ، إلا أن هذا التألق قد يأتي لإنعدام المنافسة الشديدة والتي كانت تسود بين الألبسيليستي والسامبا البرازيلية ولكون البرازيل ليست بالتصفيات فطبيعي أن تكون الأرجنتين في المنتخبات الثلاثة الأولى على أقل تقدير ومن دون تواجد ليونيل ميسي حتى
!
قد تكون الشمعتين التي حققهما ليونيل ميسي من كأس إسبانيا وأهداف تجاوزت أهداف الطوربيد جيرد مولر من أسلحة العبور وتحقيق الكرة الذهبية إن لم تكن محسومة في الخفاء أصلاً !
من خلال سرد ما قدمه النجمان للعام المنصرم نلاحظ بأن كرستيانو ذو مردود أكثر تأثير وأقرب للبطولات أكثر من ليونيل ميسي إلا أن الفيفا قد لا ينظر لا لهذا ولا لذاك !وإنما سينظر إلى أندريس أنيستا المتألق ويمنحه هذه الجائزة كمحاولة على إخفاء الإنحياز لميسي في الموسمين الأخيرين
حتى إن ليونيل ميسي قد تمنى سابقاً أن يفوز زميله أندريس أنيستا بالجائزة أيّ إننا على موعد جديدٍ مع مفاجئة من منظمة الفيفا إما بمواصلة الإنحياز للفتى الأرجنتيني أو بمجاملة أندريس أنيستا وفي كلتا الحالتين أرقام رونالدو لن يُنظرَ لها مهما كانت كبيرة ورائعة.
فهد الفضلي ـ كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @Fahad_Fenomeno