الطريجي: الفساد في الجمارك بلغ مداه
طالب النائب الدكتور عبدالله الطريجي رئيس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك باتخاذ قرارات لمكافحة الفساد في مؤسسات الدولة، موضحا أن الفساد في مرفق الجمارك، الذي يعد أحد المرافق المهمة بالبلاد، بلغ مداه.
وقال الطريجي في مؤتمر صحافي: “قدمنا في آخر جلسات مجلس الامة، بالوثائق والمستندات والإثباتات، ما يثبت تفشي الفساد في الجمارك”، متمنياً ان يطلع رئيس الوزراء على الوثائق التي أحالها وزير المالية الى هيئة مكافحة الفساد، ومتابعتها والتدقيق فيها.
وذكر أن الكويت تعيش مرحلة من التعيينات العشوائية حتى أصبح غالبية القياديين يعينون بالواسطة ما ساهم في تفشي الفساد.
وطالب رئيس الوزراء بالنظر في التعيينات العشوائية التي يغلب عليها الترضية دائماً، إضافة إلى النظر في ملف المدير العام للجمارك، الذي لديه 5 شركات للتخليص الجمركي، “فماذا نتوقع منه وآلية تعامله؟!”.
تسيب في “العبدلي”
وأكد الطريجي أن أحد المسؤولين في عطلة عيد الفطر ذهب الى منفذ العبدلي ولاحظ ان 30 من موظفي الجمارك غير موجودين في أماكن عملهم، وللأسف لم يعاقبهم أحد، بل تدخل البعض، سواء من النواب أو من غيرهم، وطمطموا الموضوع، وجاء الموظفون بـ”طبيات”، مستغرباً الهروب الجماعي للموظفين في العبدلي في مثل هذه الظروف، “وبكل تأكيد في ظل هذا التسيب تحصل التجاوزات وعمليات التهريب”.
وأشار إلى أن رئيس نقابة الجمارك، الذي يفترض ان يكون على قدر من المسؤولية، يعتبر من اكبر المهربين، وأحيل أكثر من مرة الى النيابة العامة، لافتا الى ان احد الموظفين في جمارك العبدلي كان موظفاً في وزارة الداخلية وفصل من عمله بداعي تعاطي الخمور والمخدرات، وبعد خروجه من السجن عُيِّن في الجمارك، وتحديداً في منفذ العبدلي، وضبط اكثر من مرة يدخل العراق ويعود محملا بالمخدرات.
ودعا الطريجي إلى المقارنة بين منفذ العبدلي ومزارع العبدلي والمسافة بينهما لا تتعدى 3 كيلومترات، “ونحن نعرف أن العراق يوجد فيه حزب الله وحزب الدعوة، وهما من الاحزاب التي عبثت بالكويت في ثمانينيات القرن الماضي، إذ قاموا بعدد من التفجيرات حتى أنهم وصلوا الى المغفور له الشيخ جابر الأحمد”، مطالبا باستبعاد الفاسدين والمهربين من منفذ العبدلي وإسناد الإشراف عليه للشرفاء من الكويتيين، “خصوصا اننا نعيش هذه الأيام ظروفا دقيقة”.
تهريب شاحنة
وجدد حديثه عن الشاحنة التي هُرِّبت من ميناء الشويخ بتاريخ 5/5/2015، وقام مدير الجمارك بالتعتيم عليها، مضيفا “وجهت أسئلة برلمانية الى وزير المالية بشأنها، وليته لم يجب، إذ أكد ان الشاحنة كان مشتبهاً فيها”، متسائلا: “كيف خرجت الشاحنة؟ ولماذا لم يتم ضبطها؟ ومن هرب قائدها خارج الكويت؟”.
وتساءل، ما العقوبات التي اتخذت ضد مفتشي الجمارك الذين سهلوا دخول من قام بتفجير الامام الصادق؟ داعياً رئيس الوزراء الى اتخاذ قرارات سريعة لحماية الكويت التي باتت مستهدفة، “وعلينا أن نضع على المنافذ الحدودية من يخلص لوطنه من ابناء الكويت وهم كثر”.
وأعلن أنه سيتقدم باستجواب، واصفاً إياه بـ”الثقيل”، الى وزير المالية فور بدء دور الانعقاد المقبل، إن لم يقم بإقالة وإبعاد بعض المسؤولين في الجمارك، وعلى رأسهم المدير العام، وسيكون الاستجواب موثقاً بالأدلة والمستندات والصور وأفلام الفيديو.
من جانب آخر، ثمن الطريجي دور وزير الداخلية وتعامله مع خلية حزب الله الإرهابية ودور رجال الامن، وكذلك دور وزير الدفاع ورجال الاستخبارات في الجيش الكويتي، مطالباً بالمحافظة على أمن الكويت من كل حاقد.
وعرض صوراً لأحد قيادات الجمارك تظهر جلوسه مع مخلصين وافدين لهم علاقة بدول تحتضن “حزب الله”.