المتهم مدان حتى تثبت براءته
في زمن ينقصه التفكير والعقلانية والتأني في اتخاذ القرارات والأحكام، انعكست الصورة وأصبح كل شخص يتم استدعاءه للتحقيق أو حتى للشهادة فإنه يتم ازدراؤه من المجتمع بشكل مخيف ومرعب، فهو إرهاب فكري عنيف يؤدي ببعض الأشخاص في معظم الأحوال أن يتنازل عن حقه في اللجوء للقضاء خوفاً من العبارة الشهيرة (راعي/ة محاكم).
والأدهى والأمر من ذلك هو الخلو التشريعي الذي نقصنا في دولتنا الحبيبة والذي جعل من المتهم مدان حتى تثبت براءته!!!
حيث أننا تعلمنا قاعدة فقهية شهيرة وتمت ترجمتها واستخدامها وتقنينها في جميع القوانين الجزائية حتى أصبحت مبدأ يستند عليه كل قانون جزائي وروح ذلك القانون، حيث أن المتهم برئ حتى تثبت ادانته.
وكذلك مما تعلمناه أن المتهم يجب أن يمكن من حق الدفاع وأن يعامل معاملة حسنة بعيداً عن التحقير أو الازدراء من قبل رجال المعنيين بتطبيق القانون فهناك أمل حتى وإن كان بسيط بأن هذا الشخص سيكون برئ في يوم من الأيام.
لكن ما يحدث في الواقع العملي بعد الحديث عن النظرة الاجتماعية المعكوسة، فإن المتهم يعامل وكأنه مدان وقد ارتكب الجريمة بالرغم من عدم صدور حكم حتى الأن؛ بل يصل في بعض الممارسات الخاطئة أنه ينادى بالمجرم ويعامل بازدراء وتحقير وقد يعذب ويقتل كما حدث في جريمة بشعة نسأل الله لأهل الضحية الصبر والقصاص لحقهم.
ولكن لا يسعني إلا القول بأن القانون يبقى عاماً مجرداً منئياً عن النقاط السوداء وعدم التطبيق الصحيح له لا يجعلنا نكره هذا القانون وإنما يجعلنا نصمم على الحث على تطبيقه التطبيق الصحيح.
المحامي/ مسعود حمدان العجمي ـ كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @lawyer_massoud