المالكي يتهم الصدر بالتواطؤ على العراقيين
اتهم رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بالتواطؤ على الشعب العراقي، وذلك ردا على انتقاد رجل الدين البارز زيارته الأخيرة إلى واشنطن.
ففي هجوم غير مسبوق، أصدر مكتب المالكي بيانا قال فيه “يؤسفنا أن يتحدث من يزعم أنه يقود تيارا دينيا بلغة لا تحمل سوى الشتائم والاساءات التي لم تفاجئ احدا في داخل العراق وخارجه..”.
وأضاف البيان أن انتقاد مقتدى الصدر زيارة المالكي إلى الولايات المتحدة غير مبرر، لاسيما أن الزيارة “تمت بناء على دعوة رسمية ولا تحتاج إلى موافقة مجلس النواب”.
وكان الصدر اتهم المالكي بـ”عدم التوازن في خطابه أمام أكبر دول الاحتلال (الولايات المتحدة) وكان من الأجدر به أن يستغيث بشركائه في العراق بدلا من أن يستجدي من دول أوصلت العراق إلى قعر الهاوية”.
وردا على اتهامه بمحاولة نيل دعم واشنطن لولاية ثالثة في الحكومة، قال المالكي في البيان “من حق مقتدى (الصدر) أن يمارس الدعاية الانتخابية المبكرة، لكن عليه أيضا أن لا يستخف بعقول وذاكرة العراقيين”.
وأضاف أن العراقيين “يعرفون جيدا من قتل ابناءهم في ظل ما كان يسمى بالمحاكم الشرعية السيئة الصيت، ومن الذي كان يأخذ الاتاوات والرشاوى وشارك في الفتنة الطائفية والقائمة تطول..”.
وتوعد رئيس الوزراء الصدر والمتحالفين معه برد “أقسى” في حال الرد على بيانه الحالي، قائلا “نتمنى أن يكون هذا البيان هو الأخير في ردنا على مقتدى ومن يتحالف معه، وأن لا يضطرنا للرد مرة أخرى لأنه سيكون قاسيا جدا..”.
يشار إلى أن تباد الاتهامات بين الزعيمين الشيعيين يأتي في وقت تشهد البلاد انفلاتا أمنيا وتصاعدا في عمليات العنف، بالتوازي مع أزمة سياسية حادة نشبت على أثر اتهام تيارات سياسية للمالكي بالتفرد بالسلطة واستئثار طائفة بعينها بها.
وانتقلت هذه الاتهامات إلى واشنطن حيث انتقد أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي ما وصفوها بالسياسة “الطائفية والمتسلطة” للمالكي التي تشحن “السنة ضد الشيعة” ما يساهم في تصاعد عمليات العنف، حسب خطاب وجه إلى الرئيس الأميركي.