قلم الإرادة

منصور الهيلم في ذمة الله

   الرحيل لا يأتي إلا فجأة، والفجأة دائماً حزينة، ولكن هذه هي الدنيا والحمد لله على كل حال، فوجئت وفجعت برحيل الصديق الغالي وابن العم منصور الهيلم الرويلي صباح اليوم، هذا الإنسان الذي عاهدني بابتسامته التي لا تغيب عن محياه أبداً، عرفته خلوقاً هادئاً لا يجيد الثرثرة ولا يحب الانقسامات، عرف عنه جمع الصفوف بين الأصدقاء دائماً، وكأن المقولة التي تقول بأن “الموت لا يأخذ إلا من نريدهم على هذه الحياة” دائماً واقعية!

 

   كان قبيلها بساعات معنا يبادلنا ابتساماته وحديثه غير الممل وأفكاره الممزوجة بروحه المرحة التي وإن دخلت في حديث ما كسرت حواجز الاختلافات بوجهات النظر. منصور لم يكن صديقاً فقط أو مجرد أخ؛ بل كان مطلعاً على الكثير من أموري الخاصة التي كنت أشاركه بها استشارياً أو بعض همومي التي لم أجد إلا قلة وهو منهم للشكاوى والاستراحة من أثقال هذه الحياة.

 

   حزين جداً في هذه الليلة الأولى من دونك يا منصور، لم يعد في روحي متسع للشكاوى، ولمن أشكي وغيابك أكبر همومي اليوم. والله إن العين لتدمع على فراقك حزناً شديداً، ووالله إني كلما ذرفت تلك الدموع نطقت الروح “هل من مزيد”.

 

   أبا فهد.. هذه الليلة حزينة جداً أسأل الله لك مغفرته، وأسأل الله الصبر والرضا بأمره.. أشعر وكأني وحيد يا أخي بلا مأوى هذه الليلة، لا مشتكى ولا ملاذ.. لن ترحل بعيداً يا أعز الأقرباء، كل ما لدي في هذا المقام “الحمد لله على كل حال” بحكمه ارتضينا.

 

**

 

   ليت الراحلون يسمعون نحيبنا بعد رحيلهم ليعوا بأننا من دونهم لا شيء؛ سوى حطام يئن الغياب، وحيد هذه الليلة.. رحمك الله يا منصور الهيلم.

 

**

 

محمد العراده ـ رئيس تحرير صحيفة الإرادة الإلكترونية

 

Twitter: @malaradah

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى